الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٦ صباحاً

السحرة لن يحيلوا تعـز إلى ثعبان !

فكري قاسم
الثلاثاء ، ٠٥ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
بالفعل لم يكن محافظ تعز كما كان المتوقع منه أن يكون .. لقد خذلهم وانحاز - تماما - للبناء وللتنمية، وكان من المفترض به أن ينحاز للفوضى وللبندقية .. وأن يصحو كل يوم الفجر ويذهب ليتمم لدى مدير الأمن ويقل له : صباح الخير يافندم ، أي خدمات أنا مستعد !

وأستغرب للأمانة كيف يصر ثلة من كبارات تعز وتجارها ومشائخها وحماة الثورة فيها أن يعيشوا على الدوام مجرد شُقاة تارةً لدى " سنحان" وتارةً أخرى لدى "العُصيمات " .

أشعر بالأسى الشديد لأن كبارنا لم يجربوا ولو لمرة واحدة فقط أن يتعاضدوا مع أنفسهم أو على أقل تقدير يهجعوا ويخلوا الناس تشتغل !

**

بالنسبة للساحات ، قبل أن "ينبع" لها حمران العيون ، كانت الساحة مُهابة وكلمتها مسموعة ، ذلك لأنها كانت ضد منظومة أفكار بالية، وكانت بلا أحقاد.

أما الآن – وللأسف الشديد - هناك قوى مؤذية أحالت الساحات إلى مجرد عصا تُستخدم للي الأذرع وللإبتزاز .. لقطع الشوارع وقطع أرزاق الناس .. إلى شتائم وإلى مهرجانات لتوزيع التهم والأكاذيب ضد كل من يخالفهم التوجه والرأي ، وكله باسم الثورة !

المشكلة أن رهبان الساحة - صاروا – وبغرور مقرف- يمارسون على تعز – الثقافة والتمدن- دور السحرة ويستخدمون حماسها لتحقيق مآرب أخرى لا علاقة لها بالثورة لا من بعيد ولا من قريب ، بل لها علاقة بجعل كل الطامحين للتغيير مجرد ثعابين تمارس اللدغ بطريقة أقل ما يمكن وصفها بأنها وضيعة .

ما يثير السخرية أكثر ، أن السحرة أنفسهم يحاولون الآن رمي عصا الساحة لإحالة شوقي إلى ثعبان بأيديهم .. الى آلة للدغ وهذا أمر مستحيل طبعا ، ولأسباب كثيرة أقلها أن شوقي ليس انتقائيا ولا يحمل الأحقاد .. ولا يريد شيئا أكثر من إعادة الاعتبار لتعز، وأن يعيش الناس فيها يومين حلوين دون مناكفات وهدار فاضي .

وبالتأكيد أيضا لن يتمكنوا من إحالة تعز إلى ثعبان لئيم بوسعه أن يلدغ اليد التي امتدت إليها خصوصا إذا ما عرفنا أن هذا المحافظ فرصة ثمينة لتعز ، إن لم نسخر طاقته لخدمة آمال وطموحات الناس ، ستعيش المحافظة ردحا من الزمن أضحوكة لا تستحق الإحترام .