الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً

صعدة حوت كل حرب !!!‏ ‏

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
رشيدة القيلي‏
‎ ‎ [email protected]



‏◄ هذا العنوان على وزن ( صنعاء حوت كل فن ) فصعدة جرح نازف تتعامل معه السلطة بطريقة ‏مدعي الطب الذي يصف دواء المعدة لمريض القلب ! بمعنى آخر( يرقع جنب الشُط ) كما يقول ‏المثل ! فالسلطة لا تجهل موضع الداء ولا تعجز عن المداواة ، لكن يبدو أن الطبع غلب التطبع ليس ‏إلا .. إذ كيف ترفع السلطة شعار إغلاق ملف حرب صعدة ،وفي ذات الوقت تتخذ وتنفذ قرارات ‏وسياسات تجعل أصحاب القضية يفقدون ثقتهم بمصداقيتها ؟

‏◄ فمثلا القرار الصادر من الرئيس بتكريم قائد حرب صعدة العميد الركن ثابت مثنى ناجي جواس ‏قائد اللواء (15) مشاة وتقليده وسام (22 مايو) من الدرجة الثالثة، كان فيه من الاستفزاز لمشاعر ‏أهالي صعدة ما يجعلهم يدركون أن أهل البطش والعدوان هم أصحاب الحظوة والتكريم لدى حكومتنا ‏، وكان بإمكان المتفرعنين إذا رأوا انه لابد من تكريم وتبجيل هاماناتهم ، أن يكون ذلك خفية وبعيدا ‏عن بثه عبر الإعلام الرسمي الذي قدمهم كأبطال فاتحين ! مما تسبب في نكء جراح الناس ‏وتعزيز شكهم في نوايا السلطة .‏

‏◄ ومثال آخر : إعادة اعتقال المفرج عنهم لأسباب تافهة مثل ترديد الشعار في قرى نائية ‏وبصورة فردية ، ومثل اعتقال 20 شخصا في تاريخ 9 نوفمبر بتهمة عدم مقاطعة أُسر الحوثيين ‏‏!وفي هذا تجاهل فج للاعتبارات الشرعية والاجتماعية والتقاليد السائدة في المنطقة التي تحتم على ‏الناس الذهاب للسلام على من عاد من السجن أو الغربة أو المستشفى ! لاسيما مع وجود روابط ‏النسب والمصاهرة والانتماء القبلي والمناطقي .‏

‏◄ ومثال آخر : هو أن معظم الحوثيين أو المتعاطفين معهم في مران وحيدان ما زالوا لاجئين في ‏مناطق ( آل الصيفي / مطرة / نقعة ) وإذا عادوا إلى ديارهم بموجب العفو العام فإن أفراد ‏المعسكرات يتخطفونهم إلى الزنازين .‏

‏◄ ووفق المصدر المطلع الذي حاورته في هذه الأمور فإن هناك رغبة حقيقية لدى أمير حرب ‏صعدة العميد على محسن الأحمر بإخماد هذا البركان ، وآخر دلائله انه هو الذي اصدر أوامر ‏الإفراج عن سجناء الحديدة ، وقد وقر في الأذهان أن العميد علي محسن هو وحده القادر على أن ‏يقول لحرب صعدة : كوني فتكون ، أو لا تكوني فلا تكون ! فما هو السر إذن في بقاء الجرح ‏مفتوحا داميا ؟ الله أعلم ثم العليين ( الرئيس والعميد ) . ‏

◄ لقد اثبت أهالي صعدة مرة تلو مرة جنوحهم للسلم والتزامهم بالهدنة والاتفاقات ، وهو الأمر ‏الذي غالبا ما يتم اختراقه من قبل جهات عسكرية أو قبلية أو أمنية في المحافظة ثبت للمطلعين أن ‏إنهاء الحرب ليس في مصلحتها لأنها ستفقد الاعتمادات المالية والامتيازات المختلفة التي اغدقتها ‏السلطة عليها بسخاء مفرط ، وقد أدرك الأخ المحافظ يحيى الشامي أسرار هذه المهازل المميتة ‏وكان ذلك من الأسباب الرئيسة التي جعلته يغادر المحافظة غاضبا ويعتكف لمدة شهر في منزله ‏بصنعاء احتجاجا على وجود هذا التناقض بين ما هو معلن وبين ما هو واقع.‏

‏◄ ويدرك العقلاء ــ وحتى الكثير من الحمقى ــ أن المحافظ الشامي يحظى بالقبول من أهالي صعدة ‏وانه يمثل صمام أمان إنهاء هذه الحرب ، وبالتالي فيجب على السلطة منحه صلاحياته الدستورية ‏والقانونية والإجتماعية والمالية التي تساعده على لملمة الجراح، وعدم ترك القادة الدمويين ‏ينازعونه صلاحياته أو يحبطون وعوده وعهوده للناس. ‏
‏ ‏
‏◄ فهناك توجيه من الرئيس باعتماد 100 مليون دولار لمشاريع في صعدة ، لكنه لم يتم وكأن ‏الأمر لم يصدر بتاتا، فلما حرص المحافظ على استصدار أمر خطي من الرئيس باستكمال بعض ‏المشاريع بصورة استثنائية تم اغتيال الأمر في وزارة المالية ، وطبعا فالمحافظ يستحي من الله ‏ومن الناس أن يصرف أحجار أساس بدون اعتماد وتعزيز مالي ، والظريف انه في احد المهرجانات ‏الأخيرة جلب مواطنو إحدى المديريات حجر أساس لمدرسة تم وضعها من قبل المحافظ الشامي ‏أيام كان محافظا لصعدة عام 1986م ، والأظرف أن رد فعل المحافظ كان أظرف إذ صمم على التقاط ‏صورة له مع حجر الأساس هذا احتجاجا وتبكيتا لسلطة لا تحترم وعود محافظيها .‏

‏◄ والملاحظ أن مطالب المحافظ هي أساسيات ممكنة جدا لإغلاق ملف الحرب ومنها إعادة ‏المدرسين الموقوفين والمنقولين على خلفية الحرب ، وكذلك استكمال صرف التعويضات ،وتظل ‏المحافظة بحاجة إلى تنمية مضاعفة ، غير أن المتسببين بإفشال المشاريع على قفا من يشيل ، ‏فمثلا مشروع مجاري صعدة بقيمة 12 مليون دولار مقدم مساعدة من المانيا تم عرقلته من قبل ‏قيادة عسكرية أبدت قرفها لان مكان الحوض الذي ستصب فيه المجاري تم اختياره هندسيا في ‏منطقة كهلان بقرب احد المعسكرات ، برغم أن هذا القائد درس وتخرج من الكلية الحربية في ‏الروضة حيث روائح المجاري طازجة دوما ! ولم يحدث أن الأداء العسكري تأثر بالروائح ‏المزعجة ، ومراعاة مصلحة سكان المحافظة أولى من مراعاة أنوف أفراد معسكر يمكن أن يتم ‏اختيار موقع آخر له ، فالألمان انذروا الجانب اليمني بسحب التمويل إذا لم يتم حل القضية ! ‏

‏◄◄ ختاما .. أرجو أن لا يكون اسم صعدة وبالا عليها ، إذ تظل رهينة هواة حرب يهوون
‏ ( تصعيد التوتر) وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا .‏
وللمحافظ يحيى الشامي جُل احترامي وخالص دعواتي أن يوفقه الله إلى ما فيه سلام وأمان الناس .‏


رسالة عتاب ‏

إلى الأخ / نبيل الصوفي :
لماذا كان موقفك من طلب الزميل خالد سلمان اللجوء ‏السياسي في بريطانيا غير نبيل ؟