الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً

صليت لك تقرب

محمد الحميدي
الأحد ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بهذه العبارة أوجز صالح العلاقة التي كانت قائمه بينه وبين التجمع اليمني للإصلاح خلال كلمته المرتجلة التي ألقاها على عشرات الإلف من قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام المشاركين في حفل الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر وبحضور لافت للعديد من القيادات ألمؤتمريه التي تشغل مناصب رفيعة في الحكومة ومؤسسات ألدوله باستثناء الرئيس هادي الذي يشغل مهام نائب صالح في رئاسة حزب المؤتمر0

في الحقيقة أثبتت هذه الفعالية في مجملها إن المؤتمر الشعبي العام قد أستعاد عافيته وأظهر في نفس الوقت مدى تماسكه والتفاف أعضاه وأنصاره حول قيادته ,وان إحداث ومستجدات ألازمه السياسية في اليمن لم تنال منه بقدر ما أكسبته صلابة وزادته خبره وجلد فالضربة التي لا تقتلك تقويك 0

الإعداد والتحضير للفعالية كانت أسطوره هوليوديه فاجأت الكثير في ضل هذه الظروف والمستجدات التي يعيشها حزب المؤتمر خاصة واليمن عامه وقلبت موازين القوى في الشارع السياسي حيث خطفت الأضواء وسحبت البساط من تحت أحزاب المشترك مؤقتاً, ظهر صالح فيها كما يظهر بطل قرطاج هانيبال في مواجهة الإغريق أو سلفستر ستالوني في إحدى أفلامه إمام أعدائه رغم ما يعانيه من ضغوط داخليه وخارجية لاعتزال السياسة ومشاكل صحية ونفسيه بسبب هذه ألازمه وما يعانيه أيضا أنصاره من تهميش وإقصاء وملاحقات إعادة إلى أذهاننا مافعله حكام الأمس - خصوم اليوم بالجنوبيين بعد حرب 1994م إلى حداً ماء مع انه لا وجه للمقارنة0

ظهور صالح على ذالك النحو اثار خصومه وهو ما دفع المشترك إلى تحريك الشارع في مظاهرات شكليه تطالب بمحاكمة صالح وهي اسطوانة باتت مشروخة يرددها الإصلاح ومن دار في فلكه كلما أراد الحد من تحرك صالح أو كبح جماحه بعد إن منحه الحصانة القانونية ومنح نفسه بالتبعية ذالك الأمر باعتباره جزء ممن عمل سابقاً مع صالحٍ ونظامه حسب ما نصت عليه المواد(2.1) من قانون منح الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية رقم (1/2012) الصادر بتاريخ 21/يناير/2012م

بداء صالح في هذه المناسبة بصحة جيده وأكثر تماسكاً واتزاناً من ذي قبل رغم ماروجته بعض وسائل الإعلام عن تدهور حالته الصحية وتحدث بثقة وصراحة عن تضحياته في تجنيب اليمن وشعبها اهوال الحرب وتسليمه السلطة سلمياً بدافع من ضميره وليس بضغط الثوار أو الاعتصامات وقطع الطرقات وهو ما سبق وان المح إليه الرئيس هادي في إحدى كلماته عن صالح والتسوية السياسية للانتقال السلمي للسلطة للحد من تزمت وتشدد احد إطراف المبادرة 0

صليت لك تقرب كانت جملة قويه قليلة الكلمات كبيرة المعاني والإبعاد أوجز صالح فيها الأسلوب والطريقة التي اتبعها حزب التجمع اليمني للإصلاح للنيل من صالح وحزبه وشبههم فيها بقاطع الطريق الذي اتخذ من مظهر الناسك والمتعبد والزاهد أو الراهب وسيلةً للإيقاع بالمسافرين ونهب تجارتهم يعنيً بذالك إن الإصلاح سلب السلطة منه وسرق الثورة من الشباب 0

وعبر صالح عن ندمه لانخداعه بالمظاهر الكاذبة لمن اسماهم بالمؤمنين ممن لبسوا ثوب الورع والتقوى وشاركوه هموم الوطن ومشاكل الحكم و قدموا له الفتوى والمشورة ثم انتقلوا على حين غره إلى ساحات ألشباب لكيل الفتاوى والأكاذيب بحقه وبحق نظام حكمه الذي كانوا جزء منه0

ما أردت قوله هناء ليس تمجيداً لصالح ولا إعجابا به ولا ذماً ولا تشهيراً بالآخرين رغم شجاعته في مواجهة معارضيه ومعارضتي الشديدة لحقبة حكمه , بقدر ما هو تشخيصاً للأدوار التي يلعبها هولاء الساسة للحصول على الثروة والجاه والمال واستبداد الشعوب دون الاكتراث بحياتها أو مصيرها, فلا قيم ولا مبادى ولا أخلاق تردعهم, مع استخدامهم الوسائل المشروعة وغير المشروعة في صراعهم لتحقيق غايتهم ولو بلغ الأمر بيع أنفسهم للشيطان0

وكما فشل صالح في إدارة الحكم فشل الإخوان وشركائهم أيضا مهما تدثروا بلحاف الدين وحكم الكهنوت الثيوقراطي فلن يستطيعون تجاوز مشكلة صعده ولا قضية الجنوب ولا الخروج حتى من مشاكلهم ألاقتصاديه والامنيه والاجتماعية بسبب سياسة التعصب وعنصريتهم الحزبية ليثبتوا حقيقة مطلقه إن النظام المستبد والفاسد لاينتج إلا معارضه مستبدة وفاسدة0

كما انه من غير الممكن إن يكون اليمن موائماً لإنتاج مرسي يمني ولا لحزب ديمقراطي إسلامي كحزب العدالة التركي كما يروج البعض منهم فذاك عشم إبليس في الجنة لأن مرسي والعدالة ولدوا من رحم الديمقراطية والعلمانية ومن مجتمعات تجاوزت النظام العشائري والقبلي وتركيبته الاقطاعيه وعرفة ألدوله المدنية منذ مطلع القرن التاسع عشر ولا تلعب القبيلة والمؤسسة الدينية أي دور سياسي فيها وتحتكم شعوبها وأنظمة الحكم فيها للقانون والدستور في حل خلافاتها الداخلية والخارجية وليس لقانون الحرب والإرهاب 0

إما اليمن فهي تعيش عصر ما قبل ألدوله وماهو قائم هو شبه دوله تستمد مشروعية نظام حكمها من الشرعية الثورية وليس من الشرعية الدستورية شأنها شأن نظام صالح السابق, وإما من سبقهم من ألائمه فكان حكمهم كهنوتياً يستمد مشروعيته حسب زعمهم من الخالق(سبحانه وتعالى)

كما إن المجتمع اليمني يعيش اليوم صراع الأضداد المليء بالتناقضات وتلعب المؤسسة الدينية والقبيلة دور مهم في تركيبته السياسية واستقراره الاجتماعي ويواجه قضايا خارجية وداخليه كثيرة سياسيه ومذهبيه, اقتصاديه واجتماعيه أهمها ألشيعه الزيديه في صعده والطائفة الاسماعيليه في حراز والسلفيين في دماج والوهابين في ذمار والقاعدة وأنصار الشريعة في أبين وشبوه وحضرموت ومأرب والجوف وصنعاء و جماعة المهدي المنتظر (العقيد/ ناصر اليماني ) الذي ظهرت مؤخراً في العاصمة 0

بالاضافه إلى القرصنة والقضية الجنوبية- وفئة المهمشين والطائفة اليهودية وغيرها من القضايا ألاقتصاديه والاجتماعية التي لا يمكن حلها إلا في ضل وجود دستور وقانون نافذ ودوله حقيقية وقويه وقضاء عادل ومؤسسات تشريعيه وتنفيذيه فاعله ومجتمع مدني ناشط يطلع بدور ايجابي في تعزيز مكانة ألدوله وسيادة القانونً وقبل كل ذالك حل القضية الجنوبية على أساس مبداء عدم شرعية الوضع القائم بعد حرب 1994م التي اعتبرتها اللجنة الفنية للحوار اليمني جريمة وخطاء تاريخي, والخطاء لا يمكن تصحيحه بالاعتذار دون العودة بالأوضاع إلى سابق عهدها أي إلى ما قبل 22 مايو 1990م وترك الجنوبيون هم من يقرر مصيرهم بأنفسهم دون الوصاية أو التدخل في شئونهم0