الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٥ صباحاً

القبيلة والدور المطلوب

عباس الضالعي
الاثنين ، ٠٨ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
القبيلة في اليمن موجودة ومؤثرة في المعادلة السياسية ، ساهمت في ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر وساهمت بقوة في ثورة فبراير وكانت سندا لثورة الشباب وهي التي تجاوبت سريعا مع مطلب الشباب في الساحات حين استنجدوا بها لحمايتهم من بطش سلطة المخلوع وقواته الأمنية والعسكرية وكانت تقريبا من القوى التي تجاوبت وتفاعلت مع الثورة ومع التغيير
وأستمرت القبيلة متواجدة في الساحات مثلها مثل أي كيان شبابي وثوري ، وهذا الموقف يعد من ايجابيات القبيلة والموقف الذي تبنته القبيلة من خلال المؤتمر الذي عقد في صنعاء السبت الماضي وضم اكثر من 600 من رجال المشائخ وأعلنوا دعمهم ومساندتهم للرئيس عبد ربه منصور هادي وأعلنوا استعدادهم للتصدي للتدخل الإيراني المتمثل في الحوثي.

موقفهم هذا يعد ايجابي ، لكن ما يتوجب على القبيلة هو أن تساند وتساهم في احترام القانون وعدم الخروج عليه لأن هذا يساعد القبيلة على الاندماج والانتقال المطلوب ضمن الدولة المدنية التي ينشدها الجميع بما فيهم القبيلة ، وعلى القبيلة ورجال القبائل أن يزيلوا الغشاوة التي تعمل على تصويرهم وكأنهم ندا للدولة والقانون وهم كذلك في بعض الأحيان من خلال التصرفات التي تتصادم مع الدولة في تطبيق القانون.

القانون في الدولة الحديثة أو المدنية أو الجديدة يجب أن يكون هو السائد وهو الذي يحترم ويخضع الكل له وغير ذلك فلا معنى للدولة ولا للقانون ، والقبيلة التي أصبحت اليوم على درجة من الوعي يفترض بها أن تعمل على خلق وعي لاحترام القوانين والخضوع لها واللجوء الى مؤسسات الدولة بكل تخصصاتها وخاصة المؤسسات القضائية التي يفضل ابناء القبيلة الى تجاهلها في حل القضايا التي تنشب فيما بينهم وبين الدولة والقبيلة في أحيان أخرى وهذا السلوك منطقيا كبديل طبيعي نظرا لضعف أجهزة الدولة وغياب العدالة
القبيلة اليوم لها مواقف تقدمية سبقت غيرها من مكونات المجتمع المدني وان كانت هذه المواقف بدواعي الاحتفاظ بمكانتها وعدم تجاهلها وهذا من حقهم ، وكواجب عليهم احترام القانون قولا وفعلا ، ورغم هذا ستظل كثير من القوى تولي القبيلة نوعا من الاهتمام وستظل القبيلة محور مساومة ومغازلة من كل الأطراف السياسية والبعض ينظر لها كعنصر دعم احتياطي للنصرة السياسية او العسكرية.

الحاجة للقبيلة في هذه الفترة مطلوبة وهي محور للاستقطاب من الأطراف المعنية بصراع المستقبل المتمثل في محاولة "حوثنة اليمن " والتوسع الذي يحاول الحوثيون من خلاله السيطرة على اكبر مساحة جغرافية وهم يسابقون الزمن لتحقيق هذا الهدف قبل مؤتمر الحوار الذي يعمل على عرقلته الرئيس المخلوع و الأطراف الموالية له بهدف إرباك الانتقال السياسي للسلطة حسب ما جاء في المبادرة الخليجية.

وسيكون للقبيلة دورا محوريا وهاما لو أرادت الدولة أن تحد من التمدد الحوثي ووقف نشاطه المسلح وهي مدعوة ومعنية بموقف ضروري كهذا ، والقبيلة على استعداد في المساهمة والمشاركة بهذا الدور وقد أكدت على ذلك في الاجتماع الأخير الذي يعد اجتماع للأغلبية العظمى من القبائل ، وهذه مبادرة هامة لتثبيت الدولة والعمل على إزالة المخاطر التي تهدد وجودها والحوثي والإرهاب والحراك المسلح هم الجزء الأكبر في تهديد الدولة ومكانتها.