الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ مساءً

أداء المشترك المؤثرات والتقصير

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - خاص - أحمدالمساوى
[email protected]



لتناول أسباب سقوط مرشحي أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية وعدد من المقاعد
المحلية ينبغي عدم إغفال عوامل مهمة وهي
1-عدم مشاركة وتفاعل أحزاب المشترك في عمليات القيد والتسجيل ساهم في إيجاد سجل انتخابي
لايخدم إلا طرف ولا يمثل إجماع القوى الوطنية المشاركة في الانتخابات.
2-أن الناخب اليمني تلقى مؤثرات إعلامية قام ببثها رئيس جمهورية لـــ28عام في الحكم
مايجعل خطاباته محاطة بإرث السلطة وقراراتها وعطائها لعقود من الزمن.
3- غالبية النخب المؤثرة في قيادات المشترك نتيجة حداثة تجربة المنافسة للرئاسية لم
تستوعب إمكانية وجدية إسقاط المنافس الحاكم مما حد من نشاطها فانعكس ذلك على أدائهم في
المحليات.
4-عدم توافر ضمانات حقيقة وواقعية للتداول السلمي للسلطة جعلت المعارضة تتثاقل في السير
كمتحرك على رأس شاهق تحجبه الغمام عن الرؤيا.
5-إرتباط الانتخابات المحلية بالرئاسية أثر بشكل كبير على توجهات الناخب إذ أفرز اصطفاف
لمفهوم شائع باعتبار المرشح رئيس بمقام أب وتحضر مخالفته عند الأغلب مما أشاع خيار
الخيل الكبير وأولاده.
وبالنظر للعوامل التي كان للمشترك الدور الأبرز فيها نجد أن
1- شعورالمشترك بالزهو بإجماع الخمسة أثر على نشاط قواعدهم في كسب ثقة الناخب،
2- أن الركون على الحضور الجماهيري لمرشح المشترك للرئاسة في المهرجانات وخطابات المرشح
جعلتهم ينصرفون في المحليات عن تبني حلول للقضايا والهموم التفصيلية التي تهم الناخب
3- الشد والجذب الذي برز في قيادات تجمع الإصلاح تناقض أفقد الناخب الثقة بالمعارضة
4- نزول مرشح الرئاسة بخمسة شعارات في التمثيل أمام الجمهور أفقد الأحزاب تنوعها
الأيدلوجي بخلاف ما لو أقر مثلاً كمرشح حزب الإصلاح مع دعمه من بقية الأحزاب وذلك
سيجعله واضح الهوية والانتماء كونه شخص ذو معرفة نخبوية في مقابل شخص ذو معرفة مطلقة
بحكم ماضية في أعلى سدة الحكم في الإطار المتنافس عليه.
5-بالرجوع إلى أخر الأوراق المستخدمة من المنافس نجد أنها كانت قاصمة لظهر البعير
فإبراز تهمة المرافق المتهم بالإرهاب قبل الاقتراع بـ12ساعة وعقب التفجيرات في المسيلة
وصافر بأيام ثبطت من معنويات ناشطي المشترك ومراقبيهم في الميدان بلغ الحد بالأثر إلى
تقاعس عُزل من التوجه لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم،
6- ترشيح المؤتمر الشعبي العام لمسئولي الضمان الاجتماعي في معظم المديريات أثر على
إرادة الناخبين
7-المحاصصات داخل أحزاب المشترك على مرشحيهم بالمحليات جعلتهم يثقون بأن أتفاق الخمسة
على مرشح هو الحاسم في نجاحه ما حدا بكل حزب أن يستأثر بحصته أعضائه فاحرمهم ذلك من
استقطاب شخصيات فاعلة خارج إطارهم ولها قبول لتمثلهم في المحليات... تلك بتقديري أبرز
أسباب تدني شعبية اللقاء المشترك والتي لحضتها من خلال المجريات العامة ورئاستي للجنة
أصلية في مديرية السياني ..
ومع ذلك لايمكن إغفال نجاحات حققت أبرزها إعادة ثقة الناخب بخياراته وشعور ناخب الرئيس
علي عبد الله صالح بأنه صاحب دور في بقاء الرجل على سدة الحكم وبإمكانه تصعيد غيره وهو
مايرتب على الفائز التزامات أمام العامة والخاصة ونتيجة صعوبة الإيفاء بالالتزامات
للخاصة الممثلين بوجهاء وقيادات لكثرتهم فإن الإيفاء للعامة أسهل وسيحقق نتائج أكبر
تغني عن مداراة الخاصة واسترضائهم على حساب السواد الأعظم العامة.
بين السيد والشيخ:
الحراك السياسي الحاصل في لبنان والتفاعل الجماهيري الفريد مع الخطاب السياسي العالي
للمعارضة يجعل المتتبع اليمني يعقد مقارنات وما أذا كان بالإمكان تكرار التوازن وتوافر
الهيئات والشخوص في اليمن الذين بإمكانهم أداء أدوار كمعارضة لبنان الجلي أن العناصر
الفاعلة في لبنان الصغير متوافرة في اليمن الكبير مع أن التقارب في اليمن أسهل لوحدة
الديانة لدينا إلا أن أدوات القمع المنتصرة في 94م غير موجودة لديهم ولم تتواطأ بعض
القوى السياسية عندهم في خديعة الحاكم بإقصاء الشركاء كحرب 94م ضد عوامل التوازن في
لبنان بخلاف ماجرى اليمن، إذ لولم تساهم بعض القوى السياسية في تلك الحرب لكان لحزب
الإصلاح اليوم دور أقوى مما هم عليه كحزب الله في لبنان وحتى على مستوى قياداته نجد أن
السيد حسن نصرالله يلتقي في العديد من الجوانب مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني منها الحضور
الجماهيري على المستويين الداخلي والخارجي كما أن القدرات الخطابية المتميزة في التأثير
على الجماهير في الطرفين إلا أن نصرالله يتمتع بسياسة برجماتية فائقة مكنته من الوفاق
مع الطوائف وتجاوزها للأديان الأخرى في إطار الجامعة لبنان
مع الملاحظة أن الوضع في اليمن يمكن المعارضة من الأندماج فضلاً من الإتفاق ففساد
الحكومة الذي لاينكره حتى مرتكبيه ومراقبيه هو الظرف الأنسب الذي تتمناه القوى
الديمقراطية المعارضة في العالم لتدفع بنفسها للحكم ،وفي الخروج الحاشد مع مرشح المشترك
للرئاسية دليل كافي وواضح على حيوية ووعي الشعب اليمني وليس كما يزعم البعض بأن المواطن
اليمني ليس بمستوى وعي اللبناني ولو توافرت التضحية لدى القيادات المعارضة لأمكنها عقب
الجرعة السعرية في 2005م من إقامة حكومة وإسقاط حكومة ولكن ضعف الهمة والحرص فوت فرص
لاتعوض ((فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))...