الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً

مطلبنا التحرير والاستقلال وليس التعويض والعودة للأعمال

محمد الحميدي
الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
بعد مرور قرابة 6سنوات من انطلاقها نستطيع القول إن الثورة التحررية الجنوبية قد فرضت سيطرتها على أرضها واستحوذت على إجماع كلي على أهدافها فاكتملت بذالك شخصيتها المعنوية وشرعيتها الشعبية والثورية والقانونية وأنجزت الكثير من مهام مرحلتها التحررية فأصبحت على أبواب مرحلة جديدة هي مرحلة الاستقلال.

ولان الاستقلال لا يمكن إن يوهب لشعبنا فعلينا انتزاعه بدليل استبدال نظام صنعاء مبدءا التفاوض بالحوار واختزال الجنوب بمجموعه من المستأجرين من أصحاب الدفع المسبق في مؤتمره الوطني كما استأجر من سبقهم بعد حرب 1994م بالاضافه إلى محاولاتهم المستميتة في اختلاق الأكاذيب وتزوير التاريخ عن امتلاكهم الجنوب وكذالك تجيير الدين لتكفيرنا وتشريع استمرار احتلالنا.

لذا يجب علينا إن نعمل بشتى الطرق على انتزاع الاستقلال كما انتزعناه من البريطانيين ولكن بوسائل اليوم وليس الأمس وتجسيده في الواقع كما جسدنا وفرضنا ثورتنا والتشريع للسير في تنفيذ مراحله الأولى كمرحلة ضمنية من مراحل ثورتنا التحررية وأولى تلك المراحل هي توحيد القيادة مع وحدة الهدف والذي لا يمكن تحقيقها إلا بالتفافنا جميعاً حول قيادة الثورة الميدانية في الداخل بقيادة الزعيم با عوم والقيادة السياسية في الخارج بقيادة الرئيس علي سالم البيض كقياديه توافقيه لمرحله انيه, لكي نتمكن من الانتقال إلى مهام المرحلة القادمة والتهيئة للاستقلال الشامل والكامل.

حيث أن الاستقلال لا يعني إخراج جيوش الاحتلال اليمني من أرضنا اوتحديد يوم ذكرى أوعيد للاحتفاء بة ولايختذل بتشكيل لجنه لصياغة دستوره أو غيره.

الاستقلال أعمق من ذلك وابعد افقأ وعلينا استباق فهمة ودراسة خياراته من خلال الحفاظ على وحدتنا الوطنية أولاً وعدم أقصى أو تهميش أي فئة اجتماعيه ثانياً أو الانتقال إلى هذه المرحلة أو تلك إلا موحدين الفكر والأنفس ومجمعين على الخطوط العريضة لمستقبل شعبنا حتى لا نكرر أخطائنا الماضية عندما خرجنا في 30 نوفمبر67م من الاستعمار البريطاني لنسلم أنفسنا في 22مايو1990م للاستعمار اليمني.

أن الاستقلال من وجهة نظري هو بمثابة عودة الروح للجسد أي استعادتنا لذاتنا لهويتنا وتاريخنا استعاده للكرامة والحرية والأرض التي سلبت منا. وصناعه جديدة للتاريخ والمستقبل وليس استعادة الماضي وهذا ما يجب إن يدركه كافة أبناء شعبنا.

الاستقلال هوان نبادر منذ ألان بنسف كل المخلفات السلبية للاستعمار اليمني وهجر نوعية العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي زرعها في مجتمعنا لاستمرار وجوده 0
وبشكل أوضح نقول إن الاستقلال نجاح أساسه الثقافة والفكر المستنير لخلق حضارة متجددة فيها عنصر القوة وضمانات الاستمرار.

كما يجب علينا إن ندرك إن معيار قضية الاستقلال في أي بلد هو ما نجد أنفسنا عليه بعد لحظة إعلانه وهذا ما يجب إن نحسب حسابه.

لهذا فأن الواجب يحتم علينا إن نشرع في انتزاع الاستعمار أولا من النفوس والأفكار قبل نزعة من النصوص والأعمار وان نعمل معاً على استكمال أسس مكونات مجتمعنا الجنوبي المستقل عن دولة الاحتلال والذي شكل نواته التجمعات النقابية ومنظمات المجتمع المدني التي أعلنت الكثير منها استقلالها وفك ارتباطها عن مراكزها الرئيسية في عاصمة دولة الاستعمار اليمني وما لحق بها من إعمال جليلة كتنقيح المناهج التربوية وتدشين النشيد الوطني في مدارس الجنوب ورفع العلم الجنوبي على المنازل والمؤسسات الرسمية وتنفيذ الورش وندوات العمل التوعوي عن الثورة وأهدافها ووسائل نضالها وإنشاء اللجان الشعبية والاهليه ولجان العمل الجماهيري المختلفة.

حيث أن الاستقلال الفعلي في أي بلد لا يبدءا منذ إعلانه أو منذ رحيل أخر جندي مستعمر بل يبدءا منذ اللحظات الأولى التي سالت فيها الدماء الزكية للشهداء على أرضه وإعلانه استعادة سيادة دولته.

إما إعلانه بعد رحيل المستعمر فيأتي فقط لتدشين مرحله جديدة من مراحله كمرحلة بناء ألدوله وتحديد أولويات المهام السياسية و الاقتصادية والثقافية الملحة والضرورية لاستكمال السيادة في الجوانب الأخرى .

إلا أن ما نراه اليوم من برجماتية في توجهات بعض الجماعات الجنوبية في الداخل والخارج يشكل عائقاً من معوقات الثورة وبالتالي فأنه لا فرق بين ما تمارسه تلك الجماعة وبين ما يمارسه المستعمر لاحتواء ثورتنا والمتمثلة بدعواته المتكررة لنا لدخول حواره الوطني أو تسويقه الأكاذيب عن إيمانه بعدالة قضيتنا بينما في الواقع يقتل شعبنا ويصادر حقوقه ويستخدم المال والوظيفة ألعامه لابتزازه وشق صفوفه ويشكل لجان وهميه كسابقاتها للتعويض وعودة المبعدين وتعيين بعض المجمدين منذ عشرات السنيين في بعض المناصب العسكرية والامنيه المؤقتة لإشغالنا وإشغال الرأي العام في الجنوب بقضايا حقوقيه ونقاشات عقيمة وأوهام هي في الأصل أضغاث أحلام بعيده المنال قد خبره شعبنا بها منذ 23عام .

وعلينا إن ندرك جميعاً إن ما سبق ليس إلا عمليه مؤامرة يمارسها الاستعمار ومن معه من الإجرى لاختلاس عقولنا وتجيير ثورتنا من ثورة تحرريه إلى ثوره حقوقيه كما جييروا ثورة شباب اليمن من ثورة تغيير نظام إلى ثورة تغير حكام وهذا هو حال مناهج المدارس الاستعمارية.

كما يجب علينا إن نعي حجم هذه المؤامرة وندرك أهدافها وعدم الانجرار إليها وان لا ننسى جولات صراعنا مع المستعمر لانتزاع حقوقنا على مدى 13عام والتي كانت سبباً في اندلاع ثورتنا وبفضلها وبفضل شهدائنا أصبحنا اليوم على أعتاب مرحله الاستقلال وهي اخطر مرحله في الثورات لأن مع بدءا مخاضها تبدءا الانانيه بين القيادات والمناضلين وينتشر مرض حب الذات بين الثائرين ويبدءا معها البحث عن المصالح الشخصية ويغير الكثير شعاراتهم الثورية.

ولضمان تجاوز ذالك فأنه لا مخرج إمامنا إلا أن نلتف شعب وثوار حول قيادة الأمر الواقع بقيادة الرئيس البيض كقيادة ضرورة وليس ثوره فقائد الثورة باعوم بلا منازع. لكي نكمل معهما مشوار نضالنا الذي بدئناه منذ 21 مايو 1994م ونمكن القوى الاقليميه والدولية من تحديد مواقفها من قضيتنا بعد اكتمال ألصوره إمامها ونجنب شعبنا أي مآسي أو صراعات أخرى ونمنح أيضا هذه القيادة فرصه أخرى للوفاء بعهودها في تصحيح ما وقعت فيها من أخطاء واعادة الوضع إلى ما كان عليه الجنوب وشعبه قبل عام 1990م مستقلاً حراً عزيزاً على أرضه ثم نقرر بعدها شكل ألدوله الذي نريدها ونظام الحكم الذي يرتضيه جميع الجنوبيين.