الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

مشروع العائلة هل يصلح كمشروع دولة!

إلهام الحدابي
الأحد ، ١٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:١٢ مساءً
من الجيد أن تنخرط جماعة( الحوثي )أو (أنصار الله) كما يسمون أنفسهم في العمل السياسي فهذا يساعد على التخفيف من مظاهر العنف التي باتت تكتنف اليمن مؤخراً، فالعنف -كقاعدة خالدة -لا يؤدي إلى لمزيد من العنف، أما العمل السياسي وإن لم يفضي إلى طريق واضح فإنه حتماً لن يؤدي إلى المزيد من العنف، لذا يبقى هو الحل الأنسب للمساهمة بفاعلية في بناء الدولة وتطبيق الأفكار من قبل أي جماعة مسلحة .

مؤخراً انخرط الأكراد -ذوي التاريخ الطويل للعنف من أجل استرداد جقوقهم من الأتراك- في العمل السياسي وقبلوا بالانسحاب من تركيا وترك السلاح على أن يتم إعطاءهم حقوقاً ينص عليها الدستور التركي، وعلى الرغم من أن هذه النصوص التركية ليست بذلك القدر الكبير الذي يدفعهم لأن يتخلوا عن سلاحهم وقائدهم لا يزال إلى اللحظة بالسجن إلا أنهم قرأوا المستقبل بعين أخرى، غير تلك التي أدمنوها طيلة عقود سابقة، ونتمنى أن يستفيد من الدرس كل الجماعات المسلحة في المنطقة العربية خصوصاً في اليمن كأنصار الله والقاعدة، فما جدوى القتل المستمر الذي يفضي لمزيد من العنف ولا يخلق أي نتائج جيدة على أرض الواقع!

لا نريد أن نتحدث عن جماعة أنصار الله كفكر يكرس الحكم في يد أشخاص بدعوى الأولوية والتقديس التي تنافيها رسالة الإسلام العالمية، ولكن سنتحدث عن حقيقة تستخدمها الجماعة كركيزة أساسية للترويج لفكرها، وهي شعار ( الموت) ، أتساءل وغيري الكثير هل الإسلام بعالميته جاء من أجل الموت!

أمريكا مجرمة تجاه شعوب الأرض وليس تجاه اليمن وحسب، ابتداءاً من حروبها القديمة في شرق آسيا، مروراً بغرس الشوكة( إسرائيل) في حلق الوطن العربي، وامتداداً بحروب أفغانستان والعراق ، والطائرات بدون طيار التي توزع الموت مجاناً فوق القرى اليمنية وغيرها من الدول الضعيفة التي لم تستطع أن تقوم على أقدامها بعد.

لكن هل من الصحيح أن نسلخ عن ديننا صفة السلم الذي جاء به من أجل مجموعة من الأوباش الذين يملكون حضارة؟ لا أعتقد أن هذا يجدي فالحضارة لا تبنى بالموت وإنما بمزيد من الجهد والتآلف بين مختلف فئات أي مجتمع يبغيها، وأمريكا على قدر جبروتها الظالم على قدر تحقيقها هذا العنصر الخلاق لبناء الحضارة، ومع ذلك ستسقط قريباً لأنها حملت رسالة العنف لتواصل مشوار حضارتها، ونأتي نحن لنهدم سلم الحضارة الذي لم نبدأه بعد بتقفي خطاها مع تعديل بسيط وهو القفز من مربع العنف إلى مربع الموت مباشرة!