الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٢ مساءً

التخبط بملف حادث جامع الرئاسة وموقف اللواء الأحمر

عباس الضالعي
الثلاثاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لازال الرئيس السابق يتخبط من خلال ملف حادث مسجد النهدين ، وبعد الإفراج عن 17 من المتهمين لعدم وجود الأدلة بتورطهم في الجريمة نشرت صحيفة اليمن اليوم المملوكة له ما أسمته تقريرا جديدا وعند قراءة التقرير لم اجد الجديد سوى تكرار الاتهامات وان كان بقالب أكثر إنشائية وان الغرض من التقرير على ما يبدوا هو تكرار الاتهام لقادة عسكريين وسياسيين وهو الهدف من نشر الموضوع.

ورد اسم اللواء علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن في مقدمة الموضوع وهو احياء غبي وربط اعتباطي وكل ما ذكر في الموضوع من معلومات هي عبارة عن اعمال روتينية ومعلومات عامة ولا تحتاج الى ان تكون تقرير لانها اعمال تتعلق بمهامه كقائد للمنطقة الشمالية الغربية وقائد للفرقة الاولى مدرع ومهام الفرقة في ذلك الوقت كانت معروفة ومحصورة بحماية ساحة التغيير ، ولا جديد في الموضوع سوى الرغبة في نشر الاسم اما غير ذلك فهي عبارات انشائية ولان نشر اسم اللواء علي محسن كمتهم يمثل اهم المسكنات العلاجية لأوجاع صالح المزمنة.

لو كان اللواء علي محسن يريد التخلص من الرئيس السابق عن طريق التصفية الجسدية كان بإمكانه ذلك وبشكل غير الذي جرى في مسجد النهدين ، كان بإمكانه التوجه الى قصره او مخبئة في وضح النهار لان الرئيس السابق كان قد هيئ الأسباب التي تدفع اللواء لذلك من خلال الاستفزازات العسكرية التي كان يقوم بها صالح.

ولان اللواء هو الرجل القوي فقد اكتفى بقلع صالح من كرسي السلطة بإسلوب حضاري دون عناء التخلص منه عسكريا ويكفي ان صالح اقتلع من كرسي السلطة بمجرد خروج اللواء علي محسن عن سلطة صالح يوم ان كان رئيسا وبمجرد خروج اللواء خرج صالح مقلوعا مخلوعا محروقا.

لو ان صالح يتجه للصدق مع نفسه الأمارة بالسوء ولو لمرة واحدة وان يعتبر من الأحداث ويتذكر ان لقاءه مع ربه بات قريبا وان يتحرى الصدق لنفسه لأنه خير من يعرف بالأشخاص الذين حاولوا استهدافه وانهاء حياته بتلك الصورة البشعة في مسجد الرئاسة.

واللواء علي محسن لو كانت لديه نية التصفية الجسدية كان يمكن ان يقوم بها قبل انضمامه للثورة وقد يكون سهل الوصول الي رأس صالح وقلعه من جسده ، لكن اللواء اتخذ موقفا شجاعا يتماشى مع مكانته كقائد عسكري يؤدي مهماته لصالح الوطن واعلن انحيازه لصالح الشعب وأعلنها بوضح النهار ومن داخل مكتبه وهو يرتدي بدلته العسكرية وكان هذا الموقف هو الذي سجل نهاية صالح في السلطة وخلعه عنها وحرر النظام من سيطرة العائلة الى الأبد واعاد لليمن جمهوريته.

محاولة الاغتيال تلك هي من أعمال الجبناء والمتربصين من الأبناء ،، ولأنهم لا يرغبون بوجود صالح على رأس السلطة حاكما تحول الى " مسخرة " دفعهم خوفهم وطموحهم الى القيام بذلك العمل ، وصالح يعرف المدبرين للأمر بالأسماء والصفات وقرابة الدم الذي لم يحترموه ، وان دافع الابتزاز والانتقام هو الهاجس الذي يسيطر على مخيلته لانه اذا استسلم للحقيقة لا يوجد بيده أي ورقة للابتزاز.

أشفق على الرئيس السابق من استمراره بالكذب دون ان يعتبر او يتصالح مع نفسه وذاته وشخصه ويبتعد عن وسوسة الشيطان التي تتحكم بسلوكه وتصرفاته وان يبتعد عن اسلون الشيطنة التي حكم بها اليمن 33 عام وهو اسلون غير اخلاقي وغير إنساني.

أأمل أن أرى - والجميع - علي عبدالله صالح وبعد خروجه من السلطة نراه إنسانا ولا يوجد شيء يمنعه من التحول الى انسان ، اما اذا ظل يمارس هذه السلوكيات فإنه سيبقى مخلوعا ومقلوعا ومنبوذا وشيطان اليمن الأول ، وان وجوده اليوم على هذا الحال هو بمثابة الرئيس الذي يشتغل اليمن في ظل رئيس يشتغل لليمن.