الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ صباحاً

يا هادي .. الى متى السكووووووت

عباس الضالعي
السبت ، ٢٩ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
موقف الرئيس هادي من قضايا التسليح التي يقوم بها الحوثيين ونشاط الرئيس السابق والدور الايراني الداعم لبعض فصائل الحراك الجنوبي وبقاء الفاسدين في مناصبهم دون محاسبة يعد موقفا غامضا وتشوبه الضبابية.

الرئيس هادي وعد وفي اكثر من مناسبة التزامه بالتغيير وبناء اليمن الجديد وتصحيح الاخطاء وتطبيق القانون وعدم العودة الى الوراء.

نظريا وعود رومنسية وجميلة وعمليا يمكن القول ببساطة ان العجلة " تفحط " في مكانها لان عملية التسلح التي يقوم بها الحوثي وشرائه للأسلحة الثقيلة واستيلائه على الأسلحة المتطورة التي كانت بعهدة قوات الحرس العائلي السابق والتي نهبت الى مخازن سنحان والرئيس هادي على علم بتفاصيل النهب وعلى علم بعلاقة سلفه المخلوع بمد الحوثيين بالعتاد المتطور ومعدات التصنيع العسكري التي كانت موجودة في الحرس الجمهوري وتوجد الان مع الحوثي لتصنيع اسلحة جديدة للعن اسرائيل وقتل اليمنيين.

سكوت الرئيس هادي على تصرفات سلفه المخلوع تصرف غير قانوني من الرئيس هادي نفسه وقد يكون اقرب الى الشراكة معه وهو امر يخالف الدستور والقانون ويتناقض مع وعود الرئيس هادي ، لان ما يقوم به المخلوع علي صالح عمل ينتهك الامن القومي لليمن وينتهك معايير السلم الاجتماعي
كما ان سكوت الرئيس هادي على الدور الايراني السلبي الموجود في الجنوب لدعم بعض فصائل الحراك يعد امرا سلبيا من الرئيس لان هذا السكوت يتعارض مع الحفاظ على امن اليمن القومي.

يضاف الى ما سبق هو سكوت الرئيس هادي عن الاقتراب من اوكار الفساد وخلخلتها وتقطيع وجودها والغريب انه لا يوجد الى الآن خطوة ملموسة عمليا على وجود ارادة جادة بهذا الاتجاه سواء فيما يتعلق بالاجتثاث او حتى المحاسبة كأبسط اجراء تجاه هذا الغول الكبير ، اكثر من هذا ان بعض قوى الفساد تلاقي دعما من الرئيس هادي وخاصة قوى الفساد الموجودة في المؤسسة العسكرية والأمنية واجهزة الدولة الاخرى.

سكوت هادي عن هذه الأشياء يثير الشك والاستغراب لطول الصمت واستمراره وفي نفس الوقت يقلل من مكانته كصانع القرار ويضعف من هيبته كرئيس وحيد وحتى يتخيل لنا احيانا ان الرئيس هادي مجرد وصيف في قصر الرئاسة وان صاحب القرار هو سلفه الذي خلعته ثورة الشباب الشعبية.

الرئيس هادي مدعوم دستوريا وشعبيا وثوريا ودوليا وهذه فرصة لنجاحه لو اراد اجتثاث علي صالح ومشاريعه القاتلة واجتثاث الفاسدين ومحاسبتهم.

كل هذه الأشياء بحاجة من الرئيس هادي الى الخروج عن سكوته المبالغ والطويل تجاه هذه القضايا وان الوقت والظروف تستدعي ازاحة النظارة السوداء وعدم الاكثار من النظر الى الارض .