الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٠ مساءً

ديمقراطية نص كم

إلهام الحدابي
السبت ، ٢٠ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٥ مساءً
من الجيد حقاً أن ننصف أنفسنا من أنفسنا، كما يجب أن نعيد ترتيب رؤانا ووجهات نظرنا العقيمة تجاه كثير من الأمور التي تواجهنا، ليس من العيب أن نكتشف أننا حمقى أو قليلي المعرفة أو متكبرين أو شيء من هذا القبيل، يجب أن نتخلص من ثقافة العيب هذه ونركز على الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بحيث نجتنب كل ما هو حرام ونأخذ كل ما هو حلال، ليس على طريقة فهم المذاهب التي فاق عددها أفهام المسلمين ولكن بطريقة استفتي قلبك، إذاً من الحرام حقاً أن نواصل غينا باسم الدين أو الديمقراطية أو تلك الألفاظ الفضفاضة.

لست مع رأي إسقاط مرسي بطريقة( الجمهور عاوز كدة)، لأننا جربناها في ثوراتنا العربية وأهدتنا نتائج لم ترضي الجماهير بعد!

لن أتحدث عن اليمن التي باتت رقعة تتأثر بكل ألوان المنطقة مروراً بما يحدث في مصر أو إيران أو أمريكا أو قبائل الجن، وكأننا لا نملك وطناً يستحق الاهتمام الحقيقي بدل الخشية على كعكة الغير.

أعتقد جازمة بأنه إذا تم إسقاط مرسي بهذه الطريقة ستنتهي الديمقراطية التي تتغنى بها كل التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية على حد سواء، ولكن لم لا نتعلم قليلاً من الكفار، أليست الحكمة ضالة المؤمن!

اليوم تنظم دولة جديدة للاتحاد الأوربي بينما نتفتت نحن أكثر وأكثر وكأننا لم نخرج بعد من عصور داحس والغبراء رغم تفتحنا وثقافتنا الواسعة كأطياف عديدة تشكل الشعب والمجتمع العربي والإسلامي،الخلل لا يكمن في جيب أحد دون أحد، جميع الأطراف مخطئة بمن فيهم ذالك الذي يوجه النقد اللاذع لانتهاك الديمقراطية من قبل مرسي متناسياً بقع انتهاكاته هو في إنهاء حكم ديمقراطي لم يكمل فترته بعد.

الخروج على مبارك لم يكن خطوة تنتهك الديمقراطية، بل خطوة متأخرة لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه الديمقراطية في المنطقة.

يؤسفني النظرة الازدواجية التي نرى بها الأمور ، بحيث ننظر لكل شيء بعقلية استباقية لنتمعن في أخطاء الآخرين ونترك نوافذنا المكسورة!

على الأحزاب و الجهات الفاعلة في المجتمع المصري أن تستعد لليوم الديمقراطي الحقيقي بعد ثلاثة أعوام، لتسقط مرسي وزمرته، وتبني خططها عندما تحين لها الفرصة، أما أن تنتهج قاعدة ( علي وعلى أعدائي) فلن يصبح هناك أي صندوق يمكن أن يقف على قدمه من اجل الديمقراطية أو غيرها في الفترة القادمة.

وعلى الجهات اليمنية بأطيافها أن تتمعن في حقيقة أدوارها، فبدلاً من أن تحول قنواتها ورجالاتها إلى ثغرات الحروب الجانبية من أجل أطراف – فعلياً- لن يسموننا ولن يغنونا من جوع إذا اشتدت المعمعة، أن تركز في دورها قليلاً من استيعاب الدرس ف المنطقة وتجاوز استخدام الأدوات البالية في الرد والصد على حد سواء.

من المخزي حقاً أن نتخلى عن روابط الأخوة، والعقيدة، والمصلحة...إلخ من أجل مجرد رأي، حتى إذا سقطت مصر ؛ هل يجب أن تسقط معها اليمن؟! هذا ما أود أن أسأله العقلاء من أبناء هذا الشعب الكريم.

رسالتي إلى أولئك الجنود المجهولين لأحزابهم وأطيافهم؛ تذكروا .....ثمة وطن يستحق التضحية بالكلام الجانبي للفوز بمعارك جانبية ؛ ليفوز بالوفاق الذي لم نراه إلى اللحظة رغم العنوان العريض الذي تحمله الحكومة فوق رأسها، وبدلاً من أن نقيس الأمور بوجهة نظر استباقية ينظر بها الحزب الفلاني والعلاني لم لا ننظر بعقولنا وحسب، عقولنا التي يجب أن تكون أرآها الخاصة بدلاً من تبني وجهات نظر بالية لا ترى في الأوطان إلا كمية الربح والخسارة.

لن أحلم باتحاد عربي سبق فشله بجبن الجامعة العربية نفسها، ولكني سأحلم بمواطن عربي ، يعي ما يقول ويفكر قبل أن يكتب ،ويتحمل مسؤوليته تجاه القطر الذي يعيش فيه ثم القطر الذي يليه وهكذا؛ ربما إذا وصل عدد العقلاء منا إلا رهط يصلحون في الأرض ولا يفسدون لتمكنا من إعادة الأحلام إلى نصابها.