الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٠ مساءً

الاصطياد القذر

عباس الضالعي
السبت ، ٢٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
دائما وفي كل مرة تختلف مجموعة من الشعب – أي شعب - مع احد قادتها نرى البعض ينزل فيه كل الصفات البشعة وكل التهم
بالامس القريب كان السيسي عبد الفتاح احد المخلصين وانه من القليلين في الجيش المصري الذي يحافظ على الصلوات الخمس وان زوجته وبناته محجبات ومتدينات وان ابنائه يحفظون القرآن الكريم.

واليوم ومع اني واحد من الغاضبين عليه نتيجة ما فعله الا ان الاختلاف لا يؤدي بنا الا تجريده من كل الانتماءات.

صحيفة الوطن الجزائرية في خبر لها بتاريخ 18 يوليو انكرت عليه هوية والدته العربية المصرية ونسبتها الى اصول يهودية
هذا هو الجانب القذر من الاختلاف ومهما كان درجة الاختلاف لا يجب ان تصل الى هذه الدرجة.

سمعنا في السابق حالات مماثلة عن رؤساء وزعماء وقادة سياسيين وشخصيات عامة.

مهما كانت درجة الاختلاف او الاتفاق يجب ان لايتجاوز حدود المعقول كما انه لا يعقل ما شهدناه في بعض القنوات المصرية خلال الفترة الاخيرة من حكم الرئيس محمد مرسي وما سمعناه من شهادات من حلموا بمنامهم عن تلك الروايات التي لم يصدقها عقلي رغم تأييدي للرئيس مرسي ولجماعة الاخوان وعموم التيار الاسلامي.

من تلك الروايات نزول جبريل الى رابعة العدوية وان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم طلب من الرئيس مرسي ان يؤم المصلين بدلا عن الرسول (ص) كل هذه اشياء اعتبرها من خيالات من قالوها.

واقع الاختلاف او الاتفاق والكره والمحبة يجب ان لا تدفعنا الى استخدام عواطفنا بحسن نية الى درجة السذاجة ومهما كان حبنا للرئيس البطل محمد مرسي او كرهنا للسيسي فالواجب علينا اتباع العقل وعدم الخروج عن ادب الاختلاف.

وهذا ليس دفاعا عن السيسي او تراجعا عن تأييد الرئيس مرسي وانما التزاما بأخلاق وادب التعامل مع من نختلف معهم او نحبهم فلا محبة الى درجة التقديس ولا كره الى درجة الاستحقار
وكل ما تأتي به الصحف مهما كان موقعها وشهرتها ومهما كانت جنسيتها لا يجب ان نتعامل معه كحقيقة مطلقة ودليل قاطع ونتخلى عن حقنا في التفكير واستخدام العقل بتجرد وشفافية امام ما تنشره ، وكم اعجب من الذين يستدلون بما تنشره بعض الصحف والوكالات العالمية ( الواشنطن بوست، رويترز ، وبي بي سي ، ونييورك تايمز ، وال ستريت جورنال، والجارديان ، وديلي تلغراف ، التايم ، الفوكس نيوز ، والجزيرة والحياة والشرق الاوسط والقدس العربي وغيرها ) كل هذه الوسائل الاعلامية عبارة عن مساحة للنشر فقد تنشر ما ياتي من مراسلها او تنشر ما ياتيها من تسريبات من اجل زيادة مبيعاتها فلا يجب ان نتعامل مع ما تنشره كحقيقة مطلقة ودليل قاطع.

وما نشرته الوطن الجزائرية عن السيسي هو ضمن التسريبات والاصطياد القذر المدعوم لفترة الاختلاف والحرب بين فرقاء السياسة ... .اللهم أحفظ لنا نعمة العقل من الزوال.