الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٨ صباحاً

إلى متى تحكمنا عصبية عبده وعفاش

محمد الحميدي
الجمعة ، ٠٢ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
قال ابن خلدون في نظرية العمران في مقدمته إن العصبية تعطينا بعداً تضامنياً للذود عن الديار والتكاتف بين الأهل وأصحاب الحسب والنسب حتى تشتد شوكتهم ويخشى جانبهم فيمنعون بذالك العدوان عليهم ويجعل من الشوكة السر والروح المحركة للعصبية وحركة التاريخ باتجاه الصعود والسيطرة على الملك (الدوله).

وبإسقاط ذالك على ماعيشناه بالأمس في حكم عفاش ونعايشه اليوم في حكم عبده سنجد إن الجماعة قد اتخذوا من هذه النظرية أساسا لحكمهم متدثرين بشعار الوطن والوطنية كغطاء لعصبيتهم التي سيطرة بالأمس وتسيطر اليوم على مقاليد الحكم والثروة. وها هي عشيرة هادي وقبيلته وجماعته وطغمته تتمدد اليوم في حكم الجنوب والشمال لتغطي كل مفاصل السلطة الامنيه والمدنية والعسكرية وحاز الدنابعه والمارميين من ال فضل في الوضيع وقرية ذكين بالأخص على النصيب الأكبر من تلك الوظائف رغم افتقارهم للمؤهلات والخبرات اللازمة لشغلها بل إن البعض منهم لم يحوز حتى على شهادة التحرر من ألاميه ونترفع هناء عن ذكر الأسماء مع انه كما يدعون رئيس انتقالي أي مؤقت فكيف لو أصبح رئيساً شرعياً لليمن في الفترة القادمة
والمتتبع لحكم الرئيس عبده سيجد انه قد قام مع طغمته بإزاحة أركان النظام السابق في الشمال لصالحه واستمر في نفس الوقت في تهميش كل أبناء الجنوب من الخارجين عن العشيرة أو الجماعة خاصة أبناء الضالع وردفان ويافع رصد وليس لبعوس باستثناء منهم على الخط معه منذ إحداث 13 يناير 1986م.

ونجزم القول بأن الرجل قد استغل هذا الوضع و جير تجييراً كاملاً كل ما يتعلق بالجنوب وشعبه من حقوق لصالح طغمة الحكم التي تنتمي إليه فجمع بين المتناقضات رئيس وفاق للشماليين ووكيل عام للجنوبيين أي وكيل بلا وكاله ووفاق بلا اتفاق وبالفصيح نقول وكيل المرملة وعياله.

إن اخطر وأكبر اثر يمكن إن يلحق الضرر بالقضايا الوطنية والسياسية ألعامه في الجنوب والشمال هو ذالك الذي يحدثه التعصب المركب القائم على لبس أكثر من قناع في وقت واحد ويقدم نفسه في كل مره على ذالك النحو الذي تتطلبه الحاجة و بالقناع المناسب لتلك الحاجة وهذا ما هو عليه عفاش بالأمس و عبده اليوم.

لذالك نرى إن دول مجلس التعاون الخليجي والدول الرعاية للمبادرة الخليجية قد راهنة على الحصان الخاسر في حل قضايا اليمن ففترة هادي التي قضاها في الحكم لم تزحزح أي من تلك القضايا بل عمقت ألازمه في الشمال وزادت من الشرخ في القضية الجنوبية وكذاء ألهوه ألقائمه بين صنعاء وعدن بدلاً من ردمها خاصة بعد إن أل الأمر إلى غير أهله فهادي وجماعته أصبحوا يقبضون على زمام أمور كل القضايا في الشطرين الحكم في الشمال والانفصال في الجنوب والاهم من ذالك أنهم لا يملكون أي رؤى او مبادرات حقيقية لحلحلة تلك القضايا ويعتقدون إن استمرارهم في هذا الوضع مرتبط باستمرار هذه القضايا خاصة القضية الجنوبية.