الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٨ مساءً

(اللواء محسن) مستشاراً لا نبياً

عبد الخالق عطشان
الخميس ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم يذهب اللواء محسن الى السعودية ليتجول في اسواق الرياض وحوله حراسه ليوحي لعشاقه أنه مازال موجودا وانه سيواجه التحدي بالتحدي ولم يذهب الى دبي عاصمة المنفيين والمنبوذين من شعوبهم والوكر الذي يجتمع فيه أعوان الخراب وأنصار التآمر ولم يتوجه إلى طهران ليتسلم درع العمالة خصوصا بعد الفتوحات التي قادها إلى بلاد ما وراء الرضمة محطما بذلك اسطورة امريكا وخرافة اسرائيل.

أيا كانت طبيعة الزيارة التي قام بها اللواء محسن إلى السعودية فإن اختيار الرئيس هادي له لم يكن الا انطلاقا من قول الشاعر : إذا كنت في حاجةٍ مرسلاً :: فأرسل حكيماً ولا توصهِ.- وإدراكا من الرئيس هادي إلى القوة التأثيرية للواء مع أي جهة يبعثه وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي قبل الثورة وبعدها ولتميز علاقته مع أي جهة يرسل إليها وإيمانا من المشير هادي أن لكل مقام مقال وأن المقام الذي وقف فيه اللواء المستشار لم يكن ليصلح لثرثار أو مهرج أو معتوه أو (حكواتي ) يتحلق حوله بعض التائهين ليحكي لهم أساطير الزعيم وينسج الخرافات والشبه والأباطيل بخيوط الدجل ويلونها بالزور والبهتان.

كم حاول إعلام النظام السابق ومعه حلفاؤه الجري في مضمار السخافة والإفك ليصل إلى بغيته في التقليل من شأن اللواء ومن قدراته وخبراته و إن هذا ليس غريبا ممن لفظهم الواقع وعرتهم الوقائع ، ولو أن اللواء لم ينظم إلى ركب الثورة ونصرة الثوار وضل في قافلة الزعيم لسوف ( يصلوا عليه ويسلموا تسليما) لكن اللواء رافق الشعب فتحركت الآلة الإعلامية للنظام السابق ومن حالفه لتطحن هيبة اللواء وتسحق شخصيته إلا أنها عجزت عن ذلك ولم تنطلي تلك الأباطيل إلا على الهائمون في وديان الزعيم والقابعون في حظيرته وفي زرائب السيد وهم المُتيمون بالرق والعبودية.

في هذه المرة عندما ذهب اللواء محسن إلى السعودية طاعة لولي الأمر هادي خرجت صحف النظام السابق ومن شايعهم بعناوين متناثرة كمجنون ثائر الرأس حاسرا عن عورته لايدري عمّ يقول المهم أنه يهرف بما لا يعرف فقللت تلك الصحف وشككت من شأن الزيارة واللواء الزائر وكأن اللواء دخل المملكة تهريبا وخرج تهريبا بل حين لم ترج أباطيل تلك الصحف ذهبت إلى التشكيك والتقليل في استقباله من قبل المملكة رغم أن الإعلام الرسمي للبلدين أثبت عكس ذلك.

لم يكن في حسبان المُتحلِقون حول مدفأة الزعيم والسيد أن اللواء محسن سيكون (مستشارا) تخفقُ رايته في القصر الجمهوري ودار الرئاسة ووسائل الإعلام والداخل والخارج و(مُشيرا) لكلمته صدىً واسعا وقبولا أوسع عند الرئيس المشير وليس كالسابق إذ كان في جوف كعبة الزعيم 360 صنما من المستشارين مايريهم الزعيم إلا ما يرى .

لقد أدرك هادي أن الوضع الراهن اليوم يمر بأصعب مراحله فالمخاطر على جانيه والمتربصين عند كل منعطف فاتخذ اللواء محسن مستشارا لما يحمله من مؤهلات الوطنية والإنسانية ولدوره المشهود والأخير بعد الله سبحانه في نصرة الثورة وحماية الثوار ..، ومع ذلك كله فـ(اللواء محسن) ليس نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا فهو يخطئ ويصيب ويذنب ويتوب ويدرك قول الله تعالى (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)) .