الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٢ مساءً

كيف يُكرم المؤتمر زعيمه ؟

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
من المؤكد أن صالح يحظر الاعراس غير أنه تأخذه النشوة والطرب حين يسمع قوله [ طلع البدر علينا ، مرحبا يا نور عيني ] ضانا منه أنه المخاطب بينما يتعامى ويتغافل حين يسمع [ إذا كنت في نعمةٍ فارعها :: فإن المعاصي تزيل النعم] ويكفيه ثم يكفيه أكبر نعمة ( الحصانة ) فهي نعمة يستوجب عليه أن يهاجر إلى احدى زوايا مسجده يقضي ما تبقى من عمره قائما ذاكر تاليا متبتلا شاكرا لله مثنيا عليه الخير كله ، ويباح له بل يستوجب أن يستخدم هاتفه في ارسال بعض الرسائل لمن تيقن له أنه كان سببا في ازهاق ارواحهم أو اعاقتهم او اعتقالهم او إيذائهم يسألهم الصفح والعفو لأن الحصانة التي نالها لم يذكرها لا قرآن ولا سنة ولا توراة ولا انجيل وما كان منحه إياها إلا تسلية يلهو بها أيام معدودة ولأجل مسمى.

حصانة وتم صالح ايها وحكومة ومُنح نصفها مع احتفاظ اصحابه وانصاره بأغلب مفاصل النصف الثاني وقوات ولواء حماية تحميه واعلام شيده من اموال الشعب الذي خرج عليه يطل منها كلما رغب ان يعكر على الشعب صفو حياته وسكت الناس على ذلك .، والذي لا يعرف صالح وخصوصا قبائل (الاسكيموا ، والبوشمن ) ستضن أن تلك الامتيازات منحت للخبير (باليمني ) كمكافأة نهاية خدمة وتقديرا له واعترفا بما حققه لليمن من انجازات وتقدم في مختلف المجالات مع علم الانس والجن ان مثل تلك المكافآت لم يتحصل عليها من نهضوا بأوطانهم أمثال ( مهاتير محمد ، رجب طيب )..

إن الحصانة التي منحت لصالح – من وجهة نظره – لم تكن إلا دليلا يقتفي أثره لتعكير الحاضر وارباك الحالة الانتقالية ولتكون ( انتقامية ) من وجهة نظرة لكل من كان له شرف الجهاد في اسقاطه ، ولم تكن الا مخططا يبني عليه احلامه والتي من اعظمها ارجاع ذلكم المُلك السليب .

حقا لقد استغل صالح تلك الحصانة ايما استغلال واستفاد منها ايما استفادة فما زال يلهو ويلعب ويرقص بل لقد أكرم ووصل الكثيرين بهذه الحصانة فكانوا له قُربةً ورحِمًا فوصل القاعدة والمتمردين الحوثيين وها هو اليوم يعطف على الايتام والذين من ابرزهم [ كلفوت ، الجرادي ، وابن كعلان ، ...] فلم يكتفي بالمسح على رؤوسهم وإنما ملأ أفوههم وبطونهم وجيوبهم ، لقد غادر كرسي الرئاسة غير أنه ما غادر كرسي المؤتمر والذي من خلاله يرى فيه جبرا لخاطره وسلوانا لنفسه فمازال يرى نفسه رئيس الرئيس ويتبجح بقوله ( الحصانة ليست هبة من أحد ) ومن حقه أن يقول ذلك وذلك لهوس السلطة والكرسي واللاوعي اللذان يلازمانه فهو يضن الحصانة شهادة تقدير وما علم انها مثلبة ومنقصة في حقه إذ لا يحتاج معها لشهود على جرائمه ويكفي من أحاط به من الصقور والتي بدأ ريشها بالتساقط أن يدركوا أن الرجل قد وصل إلى مرحلة ( ومن نُعمِره نُنَكِسهُ في الخَلق ) فكان لزاما عليهم قبل غيرهم أن يكرموا زعيمهم ومن باب ( إكرام الميت دفنه ) ..