الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٧ صباحاً

دماج بين الوالي والحَجاج

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ١١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
دماج بين الوالي والحَجّاج

دماج اليوم ما بين قاتل وشهيد ومناصر ومتفرج ولجان تغدو وتروح وصليب أحمر يحاول تضميد هلال ينزف جراء حقد حوثي أسود في دماج غير أن ذلك الدم النازف والمسفوح غدرا وجبنا على ثرى دماج يكتب رسالة عاجلة للعالم مفادها ((إن الله معنا ))

إن من حماقة الحوثي واستخفافه بعقول السذج تزيينه لهم أن ما يبرر له المذابح في دماج هو ان ثمة مخلوقات فضائية غريبة أشبه ما تكون بغزاة الأرض ( الأجانب ) وان الله اصطفاه لا خراجهم بتلك الدبابات التي أهديت إليه وبتلك الخبرات القادمة من الدولة الفارسية ، وحين النظر إلى هؤلاء الأجانب يتأكد للمنصف أنهم مسلمون قبل كل شيء وأنهم ما دخلوا الجمهورية اليمنية إلا بطرق شرعية ولغاية شريفة هي طلب العلم وآثروا أن يطلبوا العلم بدلا عن الصين وللبحث عن الحقيقة والهدى من أثبت مراجعها ذلك هو هدفهم وذلك هو رأيهم نتفق معهم أو نختلف غير أن الذي لا يختلف عليه اثنان أنهم معصومون الدم والمال والعرض وعلى الدولة حمايتهم ولا يحل قتل امرئ مسلم إلا[ بإحدى ثلاث....الحديث ] ، فإذا كان هؤلاء أجانب حسب زعم أمير البغي (الحوثي ) فما الذي سنقوله عن ( الأجانب ) [سلمان الفارسي – صهيب الرومي – بلال الحبشي ] الوافدين على رسول الله في المدينة المنورة ولماذا لم ينبري الامام علي رضي الله عنه لا خراجهم من المدينة ؟ وإن كان هؤلاء أجانبا في دماج فهل الأجانب من بقايا مجوس فارس إيران اليوم المتحلقين حول نار الحوثي في مران وصعدة والقادمين لأعنته على بغيه وعلى ارهابه هم من [ آل البيت أو من ولي القربى للحوثي ]؟.

حينما تشكل اللجان الرئاسية للنزول إلى دماج فإنها في الاغلب الاعم تعمل ألف حساب للباغي والخارج على الدولة ( الحوثي ) وتنشط في اتصالها وتوسلها ورجائها له للسماح لها بالنظر ولو من وراء حجاب على ما يجري من قتل في دماج بينما تقف هذه اللجان بكامل ثقلها وتطحن بكلكلها الطرف المظلوم (آل دماج ) إذ أنها لم تأبه لتلك الدماء المسفوحة والمساجد المنكوبة فلم يكن في حسبان تلك اللجان إلا القطعان المتوحشة من المحاصرين لآل دماج والذين عيونهم تطفح بالشرر بينما تلك العيون الباكية في دماج لم تقشعر لها جلودهم ..إنها لجان لاستهلاك بدلات السفر لم تأخذ على يد الظالم ولم تأخذ بيد المظلوم بل تصافح يد الظالم وتعصر يد المظلوم...

إن على الثابتين والمرابطين من الرماة في ( جبل البراقة ) ألا يبرحوا أماكنهم حتى لو رأوا الطير تتخطف أصحابهم في سهل دماج وألا يقعوا جميعهم غنائم للباغي الحوثي ويشرف على تقسيم تلك الغنائم تلكم اللجان الرئاسية ، وإن دماج ليست منطقة متازع عليها بين دولتين حتى توضع قوات محايدة من الدولة في أماكن الاعتداء من قبل الحوثي وكأن هذه القوات قوات أممية تقف على مناطق الصراع وتشرف على وقف اطلاق النار متناسية هذه القوات أن من واجبها هو بسط نفوذ الدولة وقمع المعتدي ونصرة المظلوم.

لقد أضحت دماج بين سيف الحجاج ونطع الصمت العالمي والتخاذل الرسمي بيد أن هناك جنود مجهولون آثروا الخروج على الخنوع والقعود مع الخوالف في الفنادق لينصروا مظلومية دماج لا يجمعهم إلا قرابة الدين قبل الطين وهناك من زحفت قلوبهم وألسنتهم وأقلامهم قبل أبدانهم للنصرة ولم يحبسهم إلا العذر وحسبنا في هذا المقام الإشادة بحكيمة رشيدة وبِقَيلةٍ من أقيال اليمن إنها الأستاذة / رشيدة القيلي فعبر موقعها في المنظمات المدنية والحقوقية فمازالت منافحة مكافحة مناضلة مجاهدة مع المستضعفين وليس أولهم ولا آخرهم دماج ويكفينا قول الشاعر المتنبي مع الاعتذار له : ولو كنّ النساء كمن ( ذكرنا ):: لفُضِلتِ النساءُ على الرجالِ .. فهي لجنةٌ قائمة كاملة بحد ذاتها .

عبد الخالق عطشان
[email protected]