الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥١ مساءً

لا صالح في الحكم إلا صالح

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لو كان الحوار الوطني رجلا لقذف بنفسه من أعلى موفمبيك جراء ما يتعرض له من قذف وافتراء ومن طعنات تريد افقاده الحياة ببطيء ويبدو أن الواقع والوقائع تريد للحوار أن يكمل التسعة الأشهر وهي الفترة الطبيعية لمولود سوي كامل الهيئة ظل الشعب اليمني ينتظره على أحر من الجمر ليرسم البسمة إليه كونه يعقد عليه الأمل بعد الله سبحانه..

الساحة اليمنية الجغرافية والبشرية على موعد يومي مع الأحداث التي تريد إجهاض الحوار وما يحمله وعلى قدر عال من التخطيط والتنفيذ زمانا ومكانا فالاغتيالات قد أصبحت لكثرتها أمرا مألوفا واعتياديا لكثرتها إذ لا يستطيع شريط الأخبار في القنوات الدوران إلا إذا كان يُقل شهيداً ( ضابطا أو جنديا ) لكن الأمر المفاجئ وليس مفاجئا لما نشهده من قصور أمني وتحدٍ سافر وواضح للإجهاز على الحوار وهو في لياليه الأخيرة ......أن يتم اغتيال من العيار الثقيل للنائب / عبد الكريم جدبان وفي قلب العاصمة ولكن أن يكون لقناة اليمن اليوم شرف السبق الإعلامي في هكذا أعمال ففيه نظر !! بل ان المبعوث الأممي جمال بن عمر لم يسلم من محاولة الإغتيال - حسب ما نقلته رويترز ونفي مكتب بن عمر المحاولة –في تحدٍ وتهكم صارخ أن لا صالح لهذا الشعب إلا ( صالح )..

يتفنن المُعرقلون ويتفانون في صنع العراقيل ويتصدر هذا المشهد من أفقدتهم الثورة رنين السلطة وبريقها وأطاحت بهم من حيث لا يشعرون ، أضف إلى ذلك من صحبوا مركب الثورة إلا أنهم نزلوا في أول مرفأ لها ( المبادرة الخليجية ) متعللين بأن من نواقض المبادرة الخليجية ( التدخل الأمريكي ) ومع هؤلاء (الداعون إلى جنوب عربي) بيد أن كل فصيل في نزاع مع الآخر وكل له منصته الخاصة به والتي ينادي منها بجنوبه الخاص..

الإعتداء على صحيفة الأولى والشارع والهوية وغدا اليمن اليوم والمسار و .. وكل تلك الصحف لها باع في التشكيك وبث الشبه والنقد اللاذع نحو دعاة التغيير والحوار بل وتترحم على السلف الحاكم المعارض حاليا ومن تحالف معه كل ذلك للغرض نفسه ( الإجهاز على الحوار ) ومع إدانتنا للحادث والمطالبة بمحاكمة المتهمين إلا أن الفاعل الحقيقي لم يكن ليبتعد كثيرا فلم يكن ليثأر لنفسه وإنما أراد أن ينتقم لنفسه من نفسه محاولا في خبث سياسي مفضوح أن يلصق جرمه بغيره ليدلل للسذج فقط أن هؤلاء هم أعداء الكلمة وهل هذا هو التغيير الذي جاؤا به ؟؟ ..إنه توقيت زمني حرج أراد هؤلاء منه تصعيد عراقيلهم وفي تشجيع ودعم لأن تسبق الحرب الحوار.

دماج والمرحلين من السعودية والإنسحابات من مؤتمر الحوار والإبتزاز الذي يحدث في لجانه والإغتيالات والإختطافات و أزمات الوقود و وغيرها من المكائد الخارجية والداخلية لا يراد منها الإجهاز على الحوار فحسب وإنما كسر الإرادة اليمنية وسحق الحكمة اليمانية غير أن ما يشيب ناصية الصبي ويهرمُ أن يكون تنفيذ تلك العراقيل بإيادٍ داخلية ضلت عقودا تتشدق بحب الوطن وتُنعت بالوطنية وها هي اليوم لم تعد ترقص على رؤوس الثعابين بل أضحت ترقص معها إن لم تكن منها..