الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٢ صباحاً

لصوصٌ في ظلال الثورة

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
حينما تم سقوط فاعلية النظام السابق كمحتكر للسلطة ومتفرد لها وليس - كمنظومة حاكمة سقط كافة رموزها وعُزلوا وحوكموا على فسادهم - خرج هؤلاء الساقطون وبلسان الحاقد المنتقم على من أضاع جزأً من ملكهم وسلب بعضا من سلطتهم يرفعون مصطلح ( سرقوا الثورة ) وهذا يناقض معتقدهم بأنها أزمة وانقلاب وخيانة وخريف عربي.. لكن الله أجرى الصدق على ألسنتهم وعلى قاعدة ( صدقك وهو كذوب ) وحقيقة ( وشهد شاهد من أهله ) و ( أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) وقد خرجوا بهذا المصطلح ليس حبا في الثورة ولا الثوار ولا الوطن والمواطن كما يدعون..

ما لذي يريده دعاة ( سرقوا الثورة ) ؟ وقبل الاجابة على هذا السؤال ينبغي أن نتعرف على بقية من يرفع هذا المصطلح ؟ فإضافة إلى الناقمين من النظام السابق هناك الحوثيون وهم والذين رأوا في الثورة سُلما يرتقون به إلى أهدافهم السلالية وكانت المبادرة الخليجية العقبة التي تبخرت عندها شهواتهم وكانت الذريعة التي تذرعوا بها لرفع هذا الشعار حين كان للسعودية والامريكان حلفاؤهم اليوم حضور فاعل في المبادرة ومن الاسباب الذي جعل الحوثيين يرفعون هذا الشعار هي تلك العداوة التي يحرصون على استدامتها مع التجمع اليمني للاصلاح والذي يخالفهم في نظريتهم للسلطة على أنها حق إلهي لهم بينما الاصلاح ومعه بقية المكونات الثورية يرى أنها شوروية ديمقراطية وهو الاصلاح المكون الثوري الاوسع والابرز والذي كان يدير الساحات الثورية ثم كان له ادارة الطاولات السياسية ، إلى جانب أن الذين أنظموا للثورة وانشقوا عن النظام السابق وعلى رأسهم اللواء محسن والذي كان له دور في حروب صعدة العبثية وكان جنديا تحت إمرة صالح ، ومن العجيب دوام النقمة من الحوثيين للواء محسن بينما هم في تواد وتحالف مع العدو الأساسي (صالح ) ، ومن الداعون إلى رفع شعار سرقوا الثورة الداعون إلى الانفصال وهم الحليف الثالث للحلفين السابقين ( الحوثي وصالح ) إلا أن الداعون الى الانفصال ما رفعوا هذا الشعار إلا مبررا إلى جانب مبررات أخرى للإنفصال..

ومن الداعون لشعار ( سرقوا الثورة ) بعض من المستقلين والذين عُدٍموا الاهتمام والإلتفاتة إليهم من النخب الكبيرة وذلك لافتقادهم لقيادة موحدة توصل رأيهم ، ونخب اعلامية وفكرية رأت أن الثورة اضحت مغنما وتقاسما بين النخب الكبيرة ( اللقاء المشترك ) ولم تلتزم بأهداف الثورة فنتج عن ذلك ضعف الاداء الحكومي والإنفلات الامني حسب زعمهم وتناسى هؤلاء أن هناك الشريك الاكبر وهو من قامت الثورة ضده فما زال يمسك بأكثر مفاصل الدولة وله القدرة في صنع القرار وفي عرقلته وتحول الأمر من حالة ثورية وفعل ثوري إلى تسوية سياسية حقنت أكبر قدر من دماء اليمنيين ، غير أن بعضا من هؤلاء وفي سطحية واضحة يرون أن الثورة ستكون اجتثاث للماضي وانبات للحاضر المشرق وفي زمن قياسي ودون أي صعوبات أو عراقيل فتفاجأوا ببطئية التغيير ولم يجدوا إلا الانضمام الى الداعون إلى حركة ( سرقوا الثوة )..فاستغل معظمهم النظام السابق ومن تحالف معه..

اليوم حركة ( سرقوا الثورة ) الرئيسون هم عبارة عن لصوص جُدد يستظلون بالثورة يبكون على الشباب وأن الثورة سرقت منهم ووجدت في رحال المشترك والاصلاح يريدون أن يُنسُوا ويصرفوا الشعب عن حقيقة أن حكما عنصريا سلاليا طائفيا دام اثنا عشر قرنا سرق أحلام أمة وصادر فكرها وانسانيتها واليوم يريد العودة بهذا المصطلح وها هو بلصوصيته قد بدأ من حيث بد أسلافه وهاهي يده تطول وقد وصلت إلى الرضمة وإلى الجوف وعمران و.. أوما درى المنساقون خلف هذه الحركة والمصطلح أن حكما عائليا بثياب جمهورية ظل يمارس السرقة واللصوصية 33 عاما وإلى الآن فالكرسي والحقوق والحريات والثروات ما زالت تنتزع انتزاعا من رحاله ، أوليس الداعون إلى تشظي البلاد وانفصاله يريدون اليوم سرقة الجغرافيا اليمنية وطمس معالمها وتزوير تاريخها وتسمية المسروق بغير اسمه خداعا للأجيال القادمة..

ليس كل من وقف على منصة الثورة من الشباب وقاد المسيرات واستضافته القنوات يصلح في المرحلة الراهنة لقيادة الحكومة وليس من المعقول أن تقوم حكومة الوفاق بمكافئة أو توظيف أو ترقية كل من شارك في هذه الثورة فلا يغرنكم أيها الشباب دموع ونياح وتأوهات الحاقدين والناقمين ، ومع ذلك لابد من الاعتراف بأخطاء ارتكبت لكنها لا ترقى إلا أخطاء الناقمين ولا تصلح مبررا لرفع شعارهم ( سرقوا الثورة )..