الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٩ مساءً

إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن : مشكلة ضعف الرئيس !!

عباس الضالعي
الاربعاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
هو يعلم بمشاكل اليمن ويعلم بطرق معالجتها لأنه ضليع في صناعة بعضا منها، وعليم بالبعض الآخر، ومن يتابع تحركاته بحل مشاكل البلد يفتكر ان الرجل جديد على اليمن او انه جاء من جزر الكاريبي .

مشكلة اليمن أولا وأخيرا : غياب القرار الشجاع .. غياب الإرادة .. المراهنة على الخارج .. ضعف الرئيس وغياب القائد ، تغييب هيبة الدولة ، وجود نوايا غير وطنية ، تحت هذه المفردات تكمن المشكلة ويكمن الحل !! (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) وضعف الرئيس هو ام المشاكل .

ثانيا : مؤسستا الجيش والامن تفتقرا للقائد المؤثر .. للقائد الملهم .. للشخصية العسكرية القوية ، وتفتقر للقائد الوطني قولا وممارسة ، هذان العاملان ( الرئيس والجيش والامن ) هما عماد قوة أي سلطة وبضعفهما تختفي هيبة الدولة وتتحول الى اسد يشبه اسد " المفرشة" كما يقال .

انهيار الامن : جاء نتيجة لترهل الجيش والامن بسبب سيطرة قيادات عسكرية ولائها اما للــ( للجيب ، او للشيخ واو للمنطقة او للحزب او للزعيم ) وغاب عن هذه القيادات الولاء للوطن وللقائد وللسلطة ( ومنهم من وصلت به الجرأة الى رفض اوامر الرئيس صراحة ) وبعض هذه القيادات صار شريكا للمجرم والبعض الاخر متفرج وكان الضحية هو المواطن والوطن.

معرفة الرئيس بمواطن الخلل وغض النظر عن العلاج : الاخطر ان يكون الرئيس على علم بمن باعوا وغيروا ولائهم لكنه يعطيهم اشارة بضرورة حاجته لهم وهو ما يزيدهم عتوا ونفورا ، وبسبب هذا الغض المتعمد الذي التقطه صغار المجرمين وفهموا ان العقاب مستبعد والقانون مغيب وسرعان ما ظهرت مجموعات جديدة تمارس مهنة الجريمة بكل انواعها يسرحون ويمرحون على طول وعرض جغرافية اليمن ورغم كثرة عصابات الجريمة ويقابلها كثرة الاجهزة الامنية الا ان السجون خالية من المجرمين ومليئة بالمظلومين في الغالب.

الفاسدين : الاوفر حظا والاكثر تأثيرا : يعلم الرئيس ويعرف وعلى دراية بقيادات مدنية وعسكرية وامنية فاسدة من الرأس للقدم ومتورطين بقضايا مالية ونهب وغيرها من عمليات الفساد وكثير من هؤلاء ملفاتهم امام رئيس الجمهورية مطروحة على الطاولة " للاطلاع فقط" ومع هذا نجدهم في قمة السلطة او قيادات لمؤسسات وطنية وتعيينهم او اعادة انتاجهم فسروه على انهم مهمين وان الرئيس والوطن بحاجة لهم وهذا الشعور دفعهم لممارسة الفساد بدرجة اكبر واقوى من ممارستهم السابقة.

الاصلاح المؤجل : انتشرت اشاعة بين عامة الناس ان الرئيس لم ولن يقوم بمعاقبة أي مجرم او فاسد او مقصر خلال هذه المرحلة وان الاصلاح والعقاب مؤجل حتى استكمال مؤتمر الحوار الذي سيخرج بقرارات تصفية الدولة وتلاشي اليمن ، وهذا بات قريبا وليس بعيد ، والكثير من الناس يتمنى بالانفصال حتى قبل مؤتمر الحوار كأفضل الحلول للحفاظ على البلدين " الشطرين " قبل ان يضيعا ويتبعثرا ،
في مسألة الاصلاح والعقاب ثمة شكوك ونوايا سيئة ، لانه من غير المعقول السكوت على مجرم مارس الجريمة ويؤجل اصدار العقاب بحقه والاكثر من هذا انه مارس اكثر من جريمة وهنا يكمن سوء النية والهدف من هذا هو اخضاع اليمن لمزيد من الترهل للوصول الى الفشل الكامل ، تجميد القانون ليس له علاقة بمؤتمر الحوار ومخرجاته لان الجرائم التي تمارس جرائم جنائية وليس لعا علاقة بالتوافق السياسي.

الرئيس بتصرفاته وقرارته التي لا تتصل بروح التغيير بل امات التغيير وقضى عليه وطمس ذكراه وذاكرته وهي الورقة التي كانت تمنحه شرعية الوجود كحاكم اما الان وبعد ان خلت ادبيات ومخرجات مؤتمر الحوار من أي اشارة لثورة التغيير وتضحيات الشباب ودماؤهم التي تعامل معها الرئيس كمادة واكتفى بتسمية صندوق لرعاية اسر الشهداء واعالة الجرحى وهو الجزء المادي وليس كله من ذكرى الثورة وهنا يجب الاعتراف بغدر الرئيس للثورة ومبادئها وان الرئيس تعامل معها كسلم فقط .. مجرد الوصول الى اخر درجة قام بركض السلم !!
غياب صورة الرئيس عن الشعب واصبح ظهوره نادرا اثر سلبا على مدى تأثيره الايجابي وتجاهله مشاركتهم في مناسبات معينة يوحي لهم بأنه غير معني بشئونهم وهذا السبب هو الذي دفع بالرئيس السابق الى مواصلة ظهوره بشكل يومي واستطاع الحفاظ على اسمه وصورته وهذا انعكس سلبا على مكانة الرئيس هادي وتأثيره على الشعب.

وعد الرئيس بالتغيير كثيرا ، تكلم عن العجلة ودورانها ، اعترف بضرورة التغيير واعترف بأن الثورة كانت حتمية ، وبنهاية المطاف غدر بالتغيير وبالثورة وحافظ على الشكل القديم بكل مفرداته وادواته ، وعد بالحفاظ على اليمن وهذا الوعد يتلاشى يوما بعد اخر ،
غياب الرئيس عمليا اسهم بضياع هيبة السلطة وترافق هذا الغياب تغييب متعمد للمؤسسات المكلفة بحماية وخدمة المجتمع وتغيب معها سلطة القضاء والعدالة ولا يخفى على احد ان ساحة العدالة تحولت الى ما يشبه الغابة.

الرئيس يتعامل مع الوضع الحالي بحلول تجاوزت الواقع وهو كالذي ينفخ في علبه مثقوبة ، هو النافخ ومن حوله ومن يوليهم ثقته هم العلبة المثقوبة ومثلما صعد بسلم الثورة وركضه بعد بلوغ الدرجة الاخيرة ، هل يحتاج نزوله الى سلم !؟ ام ان القفز للهاوية هو الخيار المتوفر للنزول!؟ الايام القادمة كفيلة بالجواب ولو ان الخيار المتوقع موجود ومفهوم !!