الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢١ صباحاً

هادي ومواجهة التحدي

عبد الخالق عطشان
السبت ، ٢٥ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
المأزومون والمنهزمون وفي رواية والمنسحبون هم وحدهم من يستنهضون المآسي المنسية ويبعثون شائعات الخوف من المجهول والتشكيك في المستقبل فيقتلون الآمال ويصلبون التفاؤل على صليب اليأس..

منذ بدء التسوية السياسية وتوقف الفعاليات الثورية ما فتئ أولئك من التشكيك في كل شيء حتى لقد شككوا الشعب في نفسه وزعزعوا ثقته وأصابوه بالكآبة والإحباط متذرعين بفشل الثورة وتساقط أوراق الربيع العربي قبل زهوره..

عند كل استحقاق ديمقراطي ووطني وعند أي قرار سياسي يبرز أولئك المنهزمين في التلبيس على العامة والخاصة يؤلون تلك الاستحقاقات بما تقتضيه أهدافهم الخفية المستترة خلف وطنيتهم الزائفة والمتمترسة خلف حقدهم على كل انتصار يحققه الشرفاء والغيورون على أوطانهم..

بينما الرئيس هادي يستعد لمغادرة منزله لحضور الجلسة الختامية للحوار يتربص أولئك المنهزمين والذين يسوءهم الاستقرار ويغيظهم الأمن والأمان فيكمنون للاختطاف الارواح الآمنة الأمينة المسالمة المثقلة بهم الوطن فتكون روح الدكتور شرف الدين على موعد مع الإرهاب من أولئك الكارهين للصبح والذين يتنقلون في أزقة الغدر وشوارع الخيانة بل ولقد كادوا أن يصلوا إلى نجل أمين الإصلاح محاولين بجرائمهم بعثرة مالملمه الحوار الوطني طيلة عشرة اشهر ورغم ذلك سيضل هؤلاء في السير في دروب التخريب جاهدين لتحقيق غاياتهم القذرة...

يتحدث الرئيس هادي بلغة الحزم والتحدي وبلهجة الواثق المشفق رغم تلك الجراحات الصعبة في الجسد اليمني والتي أكد على أنها لن تمنع مسيرة الحوار من المرور إلى غايتها حتى ولو طاله الفناء والتي لم تمنع أيضا الحاضرين من التصفيق للوطن لا للمواطن هادي وهنا يكفي الثورة الشبابية وهي الأم الشرعيه للحوار الوطني فخرا أنها ارتقت بعقول معظم المتحاورين والذين وقفوا في القاعة مُسقطين هتاف [ بالدم بالروح نفديك يا علي.. إلى نفديك يا يمن ، وهتاف الشعب يريد يناء يمن جديد بدل من الشعب يريد علي عبد الله صالح ]

سيثمر الحوار عن مخرجات ومع خروجها ستستمر الأفاعي في الخروج من جُحورها والضِباع من كهوفها أكثر من ذي قبل تتخبط في غيها وفي عراقيلها وتخريبها بيد أن كل ذلك لامحالة زائل والعناية الإلهية ترعى تلك الإرادة الشعبية الصابرة الثابته المُصرة على دوران عجلة التغيير وتلك العزيمة السياسية التي
تسير بخطى واثقة لتحقيق تلك المخرجات والاستحقاقات الوطنية..

يكفي فائدة من الجلسة الختامية للحوار أنها أرغمت القائد رغم تلك الكلمات القوية التي نالت بعض ( المتفقعسين ) على اطلاق العنان لعاطفته للتعبير عن حبه لوطنه ويكفي من خاتمة الحوار أن عرف اليمنيون منها كما عرفوا في أول جلسة في دار الرئاسة أن المزايدين والمُحبين للظهور وقعوا في مستنقع الكذب وعلى الهواء مباشرة محاولين استغلال استشهاد رجل القانون الأول في اليمن الدكتور شرف الدين للإبتزاز الرخيص بل وقد كرهوا أن يوصف بالشهادة من أجل الوطن والتوافق وأرادوا أن يكون قتيلا لداعي العرقلة والإعتراض رغم شهادة أعضاء فريقه ( بناء الدولة ) العشرين
والذين هم من مكونات مختلفة بأنه كان على توافق تام معهم للتوقيع ولم يمنعه من الحضور إلا يد الإرهاب الكارهة لتسامحه وتعاونه وعلمه الذي به عرّى جهل غيره وزيف إمامته..