الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٣ صباحاً

بلقيس ترفض ذمار

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٠٢ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم يجد ذمار مبررا مقنعا لكي ترفضه بلقيس لأن يكون شريكا لها فيما تبقى من عمريهما ولينعم ابناءهما بهذه الشراكة إلى حين يرضى الله ..فذمار لا ينقصه ما يعيبه فهو ذو دين واخلاق وله من الحسب والنسب ما يؤهله ليكون شريكا نافعا وفاعلا ، وإن كان له من أخطاء فالكمال لله وحده وليست هذه الأخطاء باللتي تجعل بلقيس تُعرب عن رفضها له وتحذر ولي أمرها من مغبة هذه الشراكة.

رغم أن الأقلمة شرٌ لا بد منه ولمواجهة ماهوأشر وكما قيل مفسدة صغرى لدفع الاكبر منها إلا أنها أبرزت اعتراضا من بعض القوى والمكونات الاقليمية المستقبلية والمتحكمه حاليا لعدم توافق هذا التقسيم مع هوى تلك القوى النافذه في تلك الاقاليم وقد يكون مقبولا ويحتاج هذا الاعتراض الى اعادة دراسة غير ان الذي ليس مقبولا هو أن تسعى تلك القوى النافذة ليس لأن تكون اقليما ضمن جمهورية يمنية اتحادية وانما لان تبحث عن مقومات الدولة والتي ترجو الانفصال العاجل غير الآجل..

كما أن تصرفات صالح كانت السبب في الثورة عليه وعلى عائلته ونظامه واسقاطه من كرسي الحكم فهناك تصرفات لبعض اعوانه خلقت نوعا من التشاؤم والنفور منها انعكست آثار هذه التصرفات الرعناء على أسرته وقريته ومحافظته والتي تحمل اليوم دون سبب جريرته مادفع بعض المحافظات لأن ترفض أن تكون وهذه المحافظة في اقليم واحد فقد تطيروا نحسا بهذه الشخصية وهذا ليس مبررا فلا تزر وازرة وزر أخرى ..فأخطاء( يحيى الكولة ) لن تقل عن أخطاء( كلفوت بلقيس ) فالأول من ذمار والثاني من مارب وكلاهما من تربية النظام السابق والزعيم اللاحق..

33 عاما استطاع فيها صالح أن يعكر صفو القبيلة وأن يفسد بعض رموزها بشرائه لذممهم واستخدامهم للحفاظ على سلطانه ويحاول اليوم العطار هادي أن يصلح ما أفسد دهر صالح لكنه يجد صعوبة في ذلك مع بعض القوى والتي شبت على حب الرضاع من النظام السابق وصار من الصعب فِطامها وإن فُطمت فهي بحاجة الى عناية خاصة ترهق النظام الحالي..

ذمار ليست جزيرة نائية أو صحراء قاحلة أو يسكنها المهمشون فما زال لها موقعها الاستراتيجي المتوسط بين المحافظات سابقا والاقاليم مستقبلا وما زالت أراضيها واعدة بالخير والثروة بل أنها ركن من اركان الدولة وتعتبر شريكا أكبر بأبنائها الذين يعتبرون من أكبر المكونات في القوات المسلحة والأمن والذين يذودون عن حياض الوطن والسهر على أمنه وما زالت كما كانت ترفد الحاضر بالشخصيات والهامات العلمية والثقافية ..ولذلك نأمل ولا نرجوا من ملكة سبأ أن تعيد النظر في شراكتها مع أبرز ملوك حمير وهو الأخ ( ذمار ) وإن لم يستطع ولي أمرها على اقناعها فإن
ذمار قادر على أن يكمل بقية حياته بمفرده وعلى ولي الأمر ان يعطيه صلاحية ذلك وليكون اقليما قائما بذاته وإنه بعون الله على ذلك لجدير..