الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٩ صباحاً

لحقن دماء العسكر يجب وقف انتهاكات طائرات بدون طيار

علي العقيلي
الأحد ، ٠٩ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
طائرات بدون طيار الأمريكية من خلال عملياتها القتالية في اليمن، وانتهاكاتها لسيادته وحقوق شعبه ونسف كرامته، تتسبب في قتل المئات سنوياً من منتسبي القوات المسلحة اليمنية والأمن اليمني .

وهذا ما يحدث على أرض الواقع، فما أن تنفذ طائرة بدون طيار غارة في محافظة من محافظات اليمن، وتسفر عن قتل عدد من الأشخاص، خلال أيام يقوم أنصار ضحايا غارة الطائرة الأمريكية بتنفيذ هجوم مسلّح على مركز عسكري أو أمني أو معسكر، ويسفر الهجوم عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجنود، وللأسف الشديد أن منفذي الهجوم يعتقدون أنهم أخذوا بثأرهم من أمريكا، واقتصوا لضحايا الغارة الأمريكية .

منذ أن أول غارة جوية شهدتها اليمن في عام 2002 نفذتها طائرة أمريكية، ومنتسبي القوات المسلحة والأمن أهداف صائغة لأنصار ضحايا تلك الهجمات الأمريكية الغاشمة، وكما اعتاد اليمن على غارات الطيران الأمريكي، اعتاد أيضاً على هجمات المسلحين على أفراد جيشه وأمنه في المراكز الأمنية بالطرقات البرية، وفي مداخل المدن والثكنات العسكرية، والدوائر الأمنية، وحراسة المنشئات والمرافق الحكومية، وكما اعتدنا على سماع مئات الأخبار من هذا القبيل، فما أن نسمع خبر غارة لطائرة امريكية، حتى نسمع خبر هجوم مسلّح على مركز عسكري .. ولكن إلى متى سنظل نسمع أخبار مؤلمة كهذه ..؟؟ فكل الضحايا من أبناء الشعب .

خلال هذا الأسبوع شهدت اليمن أربع غارات لطائرات بدون طيار الأمريكية في كلاً من مأرب وأبين والجوف وشبوة، وشهد الأسبوع ذاته بعد تلك الغارات هجوم مسلّح على طقم عسكري بشبوة وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود .

يأتي استهداف أفراد وضباط الجيش والأمن من قِبل المسلحين ليس من باب أنهم يقفون في الصفوف الأمامية لمواجهة أنصار القاعدة في اليمن إلى جانب أمريكا، ولكن من باب أن حكوماتهم عاجزة عن حماية سيادة البلاد، فيأتي الموت للجنود وهم بمعسكراتهم ومراكزهم .

طائرات أمريكا هي من يقتل الجنود والضباط اليمنيين، وأمريكا تدرك ذلك وتعيه جيداً، ولكن حكومات اليمن المتعاقبة يبدو وكأنها لم تعي ذلك ولم تدركه بعد، أو أن لا قيمة للجنود لديها ولا وثقل لهم في ميزان السلطة، لهذا لا تبالي بأمنهم وسلامتهم .

استهداف الجيش والأمن اليمنيين على يد أنصار ضحايا غارات طائرات بدون طيار الأمريكية، في نادر الهجمات ليس الهدف منه قتل جنود يمنيين كثأر من أمريكا، ولكن لضرب قيادات بارزة يرون أنها أركان إدارة الحرب الأمريكية ضدهم، كهجوم السبعين الذي أودى بحياة المئات من الجنود، والذي قال المهاجمون أن الهدف منه ضرب أركان الحرب الأمريكية وأشاروا إلى وزير الدفاع محمد ناصر والرئيس هادي، وهجمات أخرى نفذوها الغرض منها تدمير ما يعتقدون أنها غرف التحكم في طائرات بدون طيار الأمريكية، كالهجوم الذي أستهدف مقر قيادة المنطقة الشرقية بالمكلا، وأسفر عن مقتل العشرات من الأفراد والضباط، وأيضاً الهجوم الذي أستهدف مجمع وزارة الدفاع بصنعاء، وأسفر عن مقتل العشرات من العسكر والمدنيين أيضاً .

بسبب غارات طائرات بدون طيار وانتهاكاتها في اليمن قُتل المئات من الجنود اليمنيين في ميدان السبعين في الهجوم الانتحاري، وبسبب هجمات تلك الطائرات هاجم مسلحون مقر قيادة المنطقة الشرقية، ليوقفوا عمليات طائرات بدون طيار بتحطيم أجهزة التحكم فيها حسب اعتقادهم أنها تدار من غرف قيادة المنطقة، وأسفر الهجوم عن مقتل العشرات من الجنود والضباط في المنطقة .

قد يعتقد البعض أن استهداف منتسبي الجيش والامن اليمنيين وراءه أطراف سياسية، قد يكون ذلك، ولكن تلك الاطراف لم تذهب بشخصها الى القيام بمهمة القتل ولكنها وجدت من ينوب عنها وينفذ بدلاً عنها، ولو لا الانتهاكات الامريكية في اليمن لما وجدت تلك الاطراف السياسية الانتقامية من يقوم بالمهمة التي ليس بوسعها ولا بمقدورها القيام بها، كونها لا تريد أن تظهر في الشاشة حتى لا ينكشف أمرها، وتفشل في إنجاح مشروعها الذي الغرض منها تشويه وإفشال الطرف السياسي المناهض لها .

الانتهاكات الأمريكية المتضاعفة والمتصاعدة في اليمن تتسبب في دفع المئات من أقارب ضحايا غارات الطائرات الأمريكية إلى اللجوء للعنف وحمل السلاح للأخذ بالثأر، وتتألب قلوبهم وتملئ غيضاً وبغضاً من النظام الحاكم الذي عجز عن حمايتهم، ويضعونه في نظرهم عدو لهم، ويعاملون الجيش اليمني كمحتل، حيث يرون بأنه يحمي دولة خائنة وعميلة حسب اعتقادهم .

وفي أثناء رحلة بحثهم عمّن يساعدهم في أخذ ثأرهم ويقف إلى جانبهم، يعثرون على من يتفق معهم فيما يعتقدون، ويبدءون معه بتنفيذ عمليات قتالية ضد الجيش اليمني بعد أن يحصلون على فتوى وتوجيهات وإرشادات، ويعتقدون أنهم يحاربون أمريكا ويأخذون بثأرهم منها .

لذا يجب أن تتوقف غارات طائرات بدون طيار الأمريكية لحقن دماء المواطنين اليمنيين وأفراد وضباط الجيش والأمن اليمنيَين ، وحتى يتوقف أنصار ضحايا تلك الغارات العدوانية عن انتقامهم من الجنود الذين لا حول لهم ولا قوة .