الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٣ مساءً

اللواء محسن وأسباب انضمامه

عبد الخالق عطشان
السبت ، ٢٢ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لم يعد في متناول أعداء التغيير والمشككين فيه وفي أهدافه ما يتناولونه إلا وقد أخذوا منه حاجتهم فبدأوا بالتشكيك : أهي ثورة أم ازمة أم انقلاب وهل قادها الشباب أم الأحزاب وهل كانت ثورة محلية أم خارجية وأخيرا يطالعونك اليوم أنها ثورة غير أنها تحتاج إلى ثورة مضادة لتصحيح مسار ثورة 11 فبراير وذلك لأعاده انتاج النظام السابق بتحالفات مع بعض القوى الثورية والتي رأت أنها لم تستطع تحقيق أهدافها الخاصة من خلال الثورة الشبابية وضآلة دورها فيها فما كان لهذه التحالفات وأركان في النظام السابق رغم العداوة المفرطة بينهما الا السعي الحثيث للانقلاب على كل ماله صلة بالثورة الشبابية في سبيل الأهداف الذاتية والمصالح الخاصة والانا المفرطة والحقد الدفين..

حين تساقط أركان النظام السابق بعد جمعة الكرامة والتحق بعضهم بركب الثورة - وليس من المعقول رد كل من يريد الانضمام بأي حجة كانت وفي ذلك الوضع والتي تحتاج فيه الثورة لمن يحميها - وكان من هؤلاء اللواء الركن / علي محسن ولن أتحدث عن حسنات انضمامه فلن يلمس ذلك إلا من عايش أيام الثورة قبل جمعة الكرامة وبعدها وكان يحضر إلى الساحة وإنما سأتحدث بلغة القوم الذين عابوا على اللواء انضمامه وهم أركان وأنصار النظام السابق واتهموه بالخيانة والعمالة وما انضمامه إلا هروبا من المجهول والمصير المحتوم عندما أدركوا انهيار منظومة الدولة عقب مجزرة الكرامة ومنهم من جعل انضمام اللواء فرصة لبداية التشكيك الحقيقي للثورة وعلى أن الثورة قد سُرقت من أيدي الشباب..

لكن لو لم ينظم اللواء إلى الثورة فما الذي سيقوله عنه أولئك الذين انفردوا بكيل التهم له ، فمن جهة أركان النظام السابق وانصارهم سيظل اللواء صاحب رمزية في الوفاء والمودة ليس للوطن وانما لـ (صالح ) وأنه لو تمت المبادرة الخليجية وهو في صف صالح فسيطلقون على مقر الفرقة الأولى مدرع ( حديقة المحسن ) وأنه الخليل الذي ما فارق خليله وأنه لصالح بمنزلة هارون من موسى وأنه الصادق الأمين وأن من يتهمه بنهب الأراضي إنما هم أفاكون وأنه شريك أساسي في بناء مسجد الصالح كما كان شريكا في بناء الدولة ونهضتها الرائدة منذ 78م وأنه أي اللواء والفرقة الأولى هما الحصن الحصين للجمهورية والوحدة والحارس الأمين لمنجزات ابن اليمن البار الزعيم الخالد علي عبدالله صالح قدس الله سره وأن العميد ( أحمد ) يستلهم بطولاته من عمه اللواء محسن..

وأما من جهة القوى الأخرى وهي التي لحقت بركب شباب الثورة واليوم تلتحم مع أعداء الثورة فسيفتتحون مقالهم لولم ينظم اللواء للثورة: بأنه جبان وعاجز وهو سبب البلاء والوباء والعناء وهو من يتحكم في صالح والدولة والقبيلة والداخل والخارج ولو أنه انظم لكان صالح ونظامه قد سقطا من أول وهلة وجنب بانضمامه إراقة الدماء وسيأتي هؤلاء بالتهم الجاهزة كما جاء ( الجَندي) بالجثث الجاهزة.. فاللواء محسن وهابي يريد طمس الزيدية وأخواني يريد الاستحواذ على مقاليد الحكم وهو من تلطخت يديه بدماء اليمنيين والمسؤول الأول عن كل مصيبة في اليمن وهو سبب هزيمة المسلمين في (أُحد ) وفي (48 م ) ونكسة (67م) ووو..

انظم اللواء محسن إلى الثورة وأسقط كل الرهانات والشكوك غير أن التهم ظلت لصيقة به بل وزِيد على ذلك أنه من قتل الثوار في جمعة الكرامة وهو المتحكم في زمام المبادرة وهو الذي يتحكم في هادي وباسندوة وهاهو اليوم يرفض تسليم مقر الفرقة ويأتون بوثائق واضحة التزوير على استغلاله للرئيس هادي ، والعجيب أن الاتهامات بعد انضمامه هي تلك الاتهامات لولم ينظم غير أن تهمة جمعة الكرامة والتي اليوم النظام السابق وحلفائه يلصقونها به تستعصي على الادراك والتصديق مع أن القرائن والدلائل تؤكد تورط أركان النظام السابق في الحادثة ولو كان صالح ومن دار في فلكه يمتلكون من الأدلة على تلك التهم ضد اللواء محسن لكانوا قد اعتصموا ليس أمام المحاكم الداخلية وانما المحاكم الخارجية مطالبين بمحاكمة اللواء وانزال اقسى العقوبات به لكن هي المزايدات والحقد الدفين والانتقام المُر..

إن انضمام اللواء محسن وما تلاه من تهاوي أركان النظام السابق وما حدث من جريمة في جامع النهدين وحروب صعدة والتي كان اللواء جنديا يأتمر بأمر ولي الأمر صالح وجنوح الخارج للواء لعلمهم بأنه رقم مهم في التسوية السياسية وخروج صالح وذريته من الحكم وتلاشي مصالح أعوانه كل ذلك أسباب رئيسة لما تقوم به المسالخ الإعلامية للنظام السابق وحلفائه من الإمامين والقوى التي آمنت بالثورة قبل انضمام اللواء وكفرت بها بعد انضمامه مِن سلخ وجلد في اللواء محسن وقوى الثورة الشبابية ، ولكن ومع كل تلك التهم فاللواء بشر ويخطئ ويصيب فمن كان له أدلة وحجج وبراهين قوية على صحة التهم فالقضاء من أمامهم والشارع من وراءهم فليسقطوه كما أسقط الأحرار الشباب [الرئيس صالح] والله على نصرهم لقدير.