الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ صباحاً

عبد الرحمن حزام : إنه الليل يا صديقي زادت عتمته وقربت نهايته فانتظر . (إلى الصديق الرائع نجيب اليافعي)

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
صديقي نجيب ..

لن نصدق بعد اليوم ان إشعال شمعةٍ خير من لعن الظلام ..
ففي الوقت الذي ينشر الشرفاء أمثالك أنوارهم ويشعلون شموع الحرية يكشفون بها عمن يمارس العهر الأمني والسياسي ، ترى القتلة يشعلون فتيل الديناميت لنسف إنسانيتهم وحرياتهم .
هل تعرف يا صديقي أنك – ربما- اخطأت في تحديد ماهية الجريمة ..
ليس إجراماً أن تنتهك إنسانية شخص أو تزهق روحه أو يهتك عرضه ..
الجرم هو ما جناه قلمك في تصوير تلك الممارسات للرأي العام .. وكشف من يختبئون تحت العباءات الأمنية ..
الجرم هو أنك تكشف عن اغتراب المواطن في وطنه وعن مدى الظلم والفساد و السقوط والضياع والصمت واللامبالاة التي تسود البلاد ..
لا تحزن يا صديقي فقد استخدموا معك ألطف وسائـل القمع.. فألطف وسائل القمع هو التهديد وأرحمها تنفيذ التهديد وسعيـد جداً من تخترق الرصاصة رأسه وتقتله .. فذلك خير من التخويف المستمر الذي يتحول -مع الزمن- الى أصوات كابحة في داخل ذات المبدع , ليخوفه باستمرار من الكتابة ..
صديقي نجيب ..
القمع أضعف من حرفك الناري وقلمك اللاذع .. لذلك لا يستطيع أن يكتم صوتك أو يقتل كلماتك .. بل أنه مدعاة لاستنفار المزيد من حروفك المضيئة ..
لا تخف يا صديقي من أولائك الذين يخفون عوراتهم خلف الشعارات السياسية والادعاءات الأمنية ..؟
حاكموهم .. لا بتهمة الفساد المالي وعشوائية الأداء الأمني .. حاكموهم على اغتصاب شعب بأكمله وتغيير الوظيفة الحقيقية للأمن ..

حراس الشعب وحماة الوطن يلعبون الشطرنج بعفاف نسائنا وأطفالنا و المؤسسات القبلية تتبارى في إبادة اكبر عدد ممكن من قيمنا وأرواحنا وضمائرنا بأساليب مبتكره ومتجددة ..
إنه زمن بلا قلب .. زمن بلا رحمه .. فمن أين لنا قلب لهذا الزمن الشرس والعصر المفترس .. ؟؟

إنه الليل يا صديقي زادت عتامته وقربت نهايته فانتظر .