الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٧ صباحاً

يجب استئصال منبع الجريمة أولا ..

عباس الضالعي
الاثنين ، ١٢ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
العملية العسكرية التي نفذها الجيش اليمني البطل ضد الارهابيين من تنظيم القاعدة واخواتها في شبوة وابين كانت محل تأييد شعبي ورسمي وهذا التأييد رسالة للرئيس للحاجة الملحة لضرورة وجود الدولة كقوة ضامنة لأمن المواطن اليمني.

الكل اعلن تأييده للرئيس والجيش بما في ذلك الذين يمارسون التخريب بدعمهم للارهاب ومنها القاعدة وهذا ليس ذكاء من هؤلاء لان اعلان التأييد للجيش والرئيس لا يعني انهم اعلنوا التوقف عن ممارسة الارهاب وانما هو اعلان سياسي لان سكوت هؤلاء قد يثير الشك حولهم.

البسطاء من عامة الناس هم اقتنعوا بذلك التأييد اما السياسيين والاعلاميين ورجال الدولة ومن يعرفون الحقيقة فيعرفون ما ذا يعني ذلك التأييد ، والمشكلة ان الرئيس هادي قد تطمئن كثيرا برسالة التأييد التي اعلنها سلفه علي صالح وكأنه واحد من البسطاء من عامة الناس !!

هناك خيانات محدودة حصلت اثناء المعركة مع الارهابيين وخاصة في الايام الاولى واعلان التأييد خاصة من علي صالح الرجل الذي يعتبر القاعدة احد الاجنحة التدميرية التي يعتمد عليها للانتقام له وزعزعة الاوضاع الامنية في اليمن لكي يثبت للبسطاء انه الوحيد القادر على حكم اليمن.

الاحداث الاخيرة في اليومين الماضيين ولمن يقرأها بتركيز يدرك ان ظاهرها يعتبر رد فعل من تنظيم القاعدة على عملية التطهير لتواجد هذا التنظيم في ابين وشبوة وهو الموقف الذي يعلن دائما من المصدر العسكري المسئول ، اما ما وراء تلك الاحداث فإنها تحمل بصمات علي صالح الذي يهدف من وراء تلك الجرائم في صنعاء ومأرب ووصولا الى الكمين الذي نصبه لقوات الامن يوم الخميس الذي ادى الى مقتل الشيخ غريب في جولة بأحد شوارع صنعاء القريبة من دار الرئاسة يعتبر كمين يدخل الدولة والجيش والامن بدوامة من الصراع والعنف المتبادل وهو العمل الذي ادركه جيدا من يقف وراء البلاغ الكاذب عن الشيخ غريب بأنه احد رجال القاعدة لان صاحب البلاغ يعرف رد الفعل والنتائج اللاحقة لقتل بن غريب.

العملية لا يمكن ان تكون بعيدة عن مخططات علي صالح الاجرامية وان كان صاحب البلاغ الكاذب هو شخص اخر وقيادي من انصاره ، لان ما يعني علي صالح هو النتيجة النهائية التي حدثت بعد معرفة قبائل مأرب بقتل بن غريب الذين توجهوا فورا الى ممارسة رد الفعل من اعتداء على الكهرباء والنفط والنقاط العسكرية وغيرها.

لن يتوقف رد الفعل سريعا في ظل الشحن القائم من طرف علي صالح لاحداث توتر بالغ الخطورة خاصة انه يسعى لاستثمار الموقف لصالح مخططه ويهدف للانتقام من قوات الجيش والامن والرئيس الذي اعلن الشعب تأييده لحربه على القاعدة.

لا يهم علي صالح ان يكون الهدف من هذا الارباك هو الانتقام من القاعدة تحديدا وكل ما يهمه هو ارباك الجيش والامن وايجاد بؤرة صراع جديدة تشغل الجيش والامن والدولة بهذه المشكلة.

سيظل اليمن خاضعا للانفلات الامني وسيظل الجيش في مهمة رد الفعل والمدافع الضعيف عن وجوده بالنقاط والثكنات العسكرية وسيظل مسلسل الفوضى هو الشيء البارز الذي يرافق حكومة الوفاق التي يرأسها الاستاذ محمد سالم باسندوة الذي يعتبر علي صالح وجوده على رأس الحكومة مقلقا له ومصدر ازعاج وقلق.

العمليات التي تمارس الان وظاهرها كأنها رد انتقامي من القاعدة هدفها استبعاد او تأجيل مطالبة الدولة لباقي الجماعات المسلحة لاسلحتها وتحديدا جماعة الحوثي الذراع الاخر لعلي صالح وقد اعلنت الجماعة موقفها مؤخرا ورفضت تسليم سلاحه وهذا الرفض مدعوما بعلي صالح ووزير الدفاع محمد ناصر الذي يعتبر مصدر من مصادر اضعاف معنويات الجيش لارتباطه مع الحوثيين بمصالح قوية وهذه المصالح لن يكون هادي بعيدا عنها لانه من يوفر الغطاء والحماية لمحمد ناصر.

عملية بسط نفوذ الدولة واعادة هيبتها وبسط نفوذها تحتاج الى قرار وطني قوي وتحتاج الى قيادات معصوبة البطن ونزيهة وهذا ما لا يتوفر عند محمد ناصر الذي يعزز بقائه على رأس المؤسسة العسكرية بأختلاق مسرحيات وافلام اشبه بالافلام الهندية.

على الرئيس هادي ان يحافظ على مساحة التأييد الشعبي والوطني الذي كان يفتقد له وان يقوم بإتخاذ اجراءات قوية وتاريخية لوضع حد لمصادر الانفلات والفوضى وازاحة رؤس المخططات التخريبية ومن يوفر الدعم لتنفيذ تلك المخططات وحين يقترب الرئيس هادي من علي صالح وجماعة الحوثي ومحمد ناصر وباقي العناصر التي تعبث بالوطن سيكون هذا القرار هو قرار انهاء القاعدة والعمليات التي تقيد عليها وسلاقي الرئيس هادي استجابة باقي الجماعات المسلحة والانصياع للدولة ومؤسساتها وفي حال استمر علي صالح وادواته بهذا الشكل فعلى اليمن السلام وحينها لا يمكن استبعاد هادي كأحد اهم ادوات علي صالح.

على الرئيس هادي استئصال مصدر الشر والجريمة لكي يستقيم الحال وتستقر الأوضاع وتختفي مظاهر الفوضى وبدون هذا فالجريمة في تزايد والوضع في تدهور مستمر .. الاستئصال اصبح ضروريا لحماية ابناء اليمن والجيش والدولة ، وستنتقل الاشتباكات من المديريات الى العاصمة وحينها لن تتوقف عند حدود وأسوار القصر !!