الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً

أموالنا المنهوبة تقتلنا

علي العقيلي
الثلاثاء ، ٢٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
أموالنا المنهوبة التي نهبها صالح وعصابته، أضحى من الضروري استعادتها إلى خزينة الشعب في أقرب وقت ممكن وبأي وسيلة، لكي نتمكن من البقاء على قيد الحياة، وليس لتعزيز اقتصاد بلدنا فقط، فقد أصبحت أموالنا المنهوبة تصنع الموت والدمار لنا، تستنزف دمائنا وتنسف ما تبقى من اقتصاد بلادنا .

نحن كشعب قام بثورته ضد عصابة فاسدة أصبحت أموالنا المنهوبة أكبر رافد تمويل لتلك العصابة المحاربة والمعادية لنا، ولو لا هي لما ظلت تلك العصابة تسوم الشعب سوء العذاب منذ أن قام بثورته الشعبية السلمية ضدها، وحتى هذه اللحظة وهي تسومه، وستظل ما ظلت أموالنا المنهوبة في حساباتها .

إنهم يقتلوننا بأموالنا المنهوبة ويصنعون الموت والدمار لنا .. فبها استطاع صالح وعصابته تمويل أعمال العنف والتخريب ضد مصالح الشعب اليمني .. وبها استطاعوا خلق الانفلات الأمني في العاصمة صنعاء وعواصم والمحافظات، ونشروا الفوضى والمظاهر المسلحة في المدن .. وبها استطاعوا صناعة الموت لنا ولأبناء القوات المسلحة والأمن .

بأموالنا المنهوبة أستطاع صالح تجنيد المئات من المخربين لضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، ولو لا هي لما استطاع صالح تجنيد المخربين، ولو لا المال لما عمد مخرّب على تخريب الكهرباء وتفجير أنابيب النفط، ولكنها المادة والدفع المسبق !!

وبأموالنا المنهوبة استطاع صالح تشكيل مليشيات مسلحة، يرعاها ويديرها في صنعاء وغيرها، توزع الموت على الشعب، وتنشر الرعب في أوساطه في صنعاء وغيرها، يؤدب بها خصومه ومناهضيه، ويستفز بها الخارج، ويضرب بها اقتصاد البلد ويستفز بها مناوئيه، تنشط متى ما شاء وتختفي متى ما شاء، تحاور متى ما شاء وتحارب متى ما شاء .

حتى إعلام صالح الإرهابي الذي يبث سمومه ليل نهار ويخوض حرب إعلامية مفضوحة ضد الشعب اليمني، لو لا أموالنا المنهوبة تلك لما استطاع بث سمومه، ولما تمكن من ممارسة الإرهاب الإعلامي ضد الشعب اليمني إلى جانب إرهاب المليشيات والعصابات واللصوص .

لو لا أموالنا المنهوبة لما وجدت قناة اليمن اليوم ترددها على النايل سات، ولو لا أموالنا المنهوبة تلك لما وجدت صحيفة اليمن اليوم من يحرر أكاذيبها، ولما وجدت قيمة الطابعة الخاصة بها، ولما وجدت مقعدها بين الصحافة اليمنية في الأكشاك والمكتبات .

ولو لا أموالنا المنهوبة لما أصبح ريموت اللصوص وقطاع الطرق ومخربي المصالح والمليشيات المسلحة بيد صالح، ولما وجد صالح من ينفّذ له وقت الطلب وضد من يريد، ولما وجد المجنّد والسلاح والعميل والموالي والمساعد والأجير والمتواطئ .

لحقن دمائنا وحماية أنفسنا ومصالحنا ولتأمين مستقبلنا وبناء اقتصادنا ودولتنا لم يبق أمامنا من خيار غير الإصرار على استعادة أموالنا المنهوبة التي تصنع الموت لنا وتمول الحروب ضدنا، أو ننتظر حتى يفنونها في محاربتنا ..!! ولكن أخشى أن تفنينا قبل أن نفنيها ..!!!

الأمر أكبر مما نتصور فالقضية ليست مجرّد أموال شعب نهبها صالح وعصابته، ويستثمرونها ويتاجرون بها في الخارج لغرض الربح، بل يستثمرونها لصناعة الموت والدمار لشعب رفض الظلم والاستبداد، وأبى الخضوع والانقياد لعصابة فاسدة .

المسألة ليست مسألة أموال شعب منهوبة ويريد استعادتها لبناء اقتصاده المنهار، بل المسألة أنها ترعى أعداء الشعب وسفاكي دماه وتغذيهم، وتمكنهم من الاستمرار في سفك دمائه واستباحتها والعبث بمصالحه وتدميرها .

لو كان الشعب في غنى عن أمواله المنهوبة ويعيش البذخ والترف واقتصاده أعلى اقتصاد في العالم واجب شرعي عليه النضال من أجل استعادة أمواله المنهوبة، كونها حق شرعي له وملك من أملاكه، فما بالك وهو يعيش أوضاع إنسانية صعبة ومتردية، ويواجه أزمة اقتصادية في ظل اقتصاد منهار .

حتى لو كانت هناك أموال خاصة ترعى وتغذي عصابة إجرامية تمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحق شعب يجب مصادرة تلك الأموال، كونها تمول أعمال محرّمة، فما بالك وتلك الأموال هي أموال ذلك الشعب المغلوب الذي تمارس تلك العصابة أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحقه ؟؟؟

صالح كان يرعى الحروب ويصنع الأزمات والمآسي لشعبه من المال العام من خزينة الدولة وهو لا يزال في الحكم لكي يبقى في الحكم، فكيف لا يصنع الموت والدمار لشعبه اليوم وهو أبعده عن الحكم وأطاح به ؟؟ فمنذ خروج الشعب اليمني في ثورته الشعبية السلمية مطلع 2011 وصالح يرتكب المجازر بحق شعبه ويستهدف مصالحه إلى يومنا هذا وبأموالنا .. ولكن إلى متى ستظل أموالنا المنهوبة تصنع الموت والدمار لنا ؟؟؟