الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

نظام الأقاليم خطوة لتصحيح مسار الوحدة

عباس الضالعي
الجمعة ، ٢٣ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
قضية الفدرالية وتقسيم اليمن الى أقاليم قضية تم التوافق عليها داخل مؤتمر الحوار وتضمنتها الوثيقة النهائية للحوار الوطني التي وقعت عليها كل الاطراف السياسية والمكونات التي مثلت المجتمع بمؤتمر الحوار الوطني وصدر قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لدراسة تقسيم اليمن الى اقاليم واللجنة بدورها خرجت بتصور موحد لتقيسم اليمن الى ستة اقاليم.

النظام الإقليمي هو نظام موجود في اغلب دول العالم وهو صيغة ناجحة لادارة شئون البلاد ، كما انه نظام ناجح بل يكاد يكون انه افضل نظام لادارة شئون البلدان.

اعتماد نظام الاقاليم في اليمن خطوة متقدمة جدا وهذا النظام سيوفر حياة كريمة لابناء الاقاليم نظرا للاستقلالية في ادارة شئون الاقليم وفقا لخصوصيته الجغرافية والاقتصادية حيث اصبحت ثروة الاقليم تحت اشرافه.

في السابق كانت الاصوات ترتفع لاعلان تضررها من المركزية الشديدة ووجود السلطة في مدينة واحدة ، حقيقة هذا كان يشكل عائق امام المواطن وكان له تأثير سلبي على جوانب التنمية وتوزيع الخدمات وكانت كل الفعاليات السياسية والمجتمعية تدعوا في برامجها الى الحكم اللامركزي وكانت السلطة المركزية في صنعاء قد بدأت بنقل صلاحيات محدودة الى السلطات المحلية ( المحافظات) لكن هذا لا يمثل الطموح الذي كانت تسعى له القوى الفاعلة في المجتمع.

النظام الفيدرالي او الدولة الاتحادية من وجهة نظري هي الضامن الكبير لمستقبل اليمن وهي الصيغة التي ستحافظ على الوحدة الجغرافية لليمن من خلال الدولة الاتحادية ، الذين تضرروا من الوحدة او من دولة الوحدة خاصة في المحافظات الجنوبية كان بسبب مركزية السلطة التي تتحكم بشئون ادارة المحافظات خاصة حين تفرض قيادات لادارة شئون المحافظة من خارج المحافظة وهذا كان يمثل نوع من الاستفزاز والتهميش لابناء المحافظات.

الدولة الاتحادية هي خلاصة نضال طويل لتلبية تطلعات الشعب وتنفيذا لرغبة عامة لادارة شئونه ذاتيا ، فنظام الاقاليم كفيل بإعادة الاعتبار للوحدة اليمنية التي لحقها كثيرا من الظلم نتيجة سوء الادارة خلال العقدين الماضيين ، لان المركزية خاصة حينما تكون مفرطة تفرض سياسة المركز على باقي المحافظات وهذا ادي الى ممارسة كثير من الاخطاء حتى وصل الامر للنظر الى العناصر الادارية التي فرضها المركز كمحتلين وهذا ناتج عن سوء تصرف تلك العناصر بإدارة شئون المحافظات.

فالنظام الفدرالي هو القرار الذي سيعمل على رد الاعتبار للوحدة بل سيعزز مكانتها بسبب ازاحتها من ادارة الشأن المحلي بشكل مباشر
هناك ملاحظة مهمة .. الانتقال للوضع الفيدرالي يحتاج الى استعادة هيبة الدولة وتحقيق الامن والاستقرار اما الانتقال بالوضع الحالي فيعني اننا وزعنا مخلفات الماضي وصراع الحاضر الى سته اقاليم.

22 مايو يوم وطني عظيم توجت فيه نضالات وتضحيات اليمنيين على مدى عقود وهو اليوم الذي انصهرت فيه احلام الشعبين ، فثورتي سبتمبر واكتوبر كان ضمن اهدافهما هو الوحدة سياسيا وجغرافيا وسبق 22 مايو عدد من الاتفاقيات التي وقعها زعماء راحلون في الشمال والجنوب فالوحدة كانت هم وهدف وقد سالت دماء من اجل تحقيق هذا الهدف.

الوحدة منذ 22 مايو ترافق معها تصرفات سلبية ناتجة عن انانية سياسية ومحاولة السيطرة على الاخر والسعي لاقصاء الاخر واستفحل هذا الوضع بعد حرب صيف 94 التي كانت ضربة للوحدة السياسية وزعزعة الوحدة الجغرافية.

الحرب كان لها اثار نفسية سيئة عززها ثقافة التسلط التي انعكست عمليا من خلال التعامل مع المحافظات الجنوبية كمغلوبين فكان رد الفعل الشعبي هو التعامل مع الشمال كمحتلين وهذا هو المزاج العام او الغالب في المحافظات الجنوبية.

اليوم ومن خلال النتائج التي توصل اليها اليمنيين المتمثلة بوثيقة مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيين وكان احد نتائج هذا الحوار هو اعتماد نظام الاقاليم وهذا يعتبر انتصارا للمطالب التي طالب بها المكونات السياسية والشعبية للجنوب وتمثل فك ارتباط اداري مع المركز لان ما يعني هذه المحافظات هو ادارة شئونهم بشكل مباشر.

وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعلان الوحدة اليمنية ادعوا كل فرقاء السياسة وكل الاطراف الفاعلة على الساحة ان تراجع مواقفها بجدية وان يعلنوا مصالحة عامة مع اليمن وادعوهم لدعم رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لاستكمال مهمة ترتيب البيت اليمني للانتقال الى وضع افضل من اجل مستقبل يعمه الامن والاستقرار من اجل تحقيق الرخاء والعيش الكريم للشعب اليمني.

رسالتي لفرقاء السياسة .. اقول لهم اتقوا الله باليمن وبشعب اليمن وادعوهم لتنفيذ ما اتفقوا وتوافقوا عليه بمؤتمر الحوار لان كل المتصارعين الان جميعهم كانوا داخل مؤتمر الحوار.

الوضع الحالي لن يأتي بأي مردود ايجابي لليمن واذا استمر هذا الوضع وحالة الانفلات والتمرد والتغذية الغير مسئولة وحرب الاشاعات الاعلامية والتسابق عليها بشكل لم يسبق من قبل.

اقول للحوثي .. امامك فرصة تاريخية لم تراودك بالاحلام من قبل وامامك فرصة مدنية وحضارية هي فرصة تكوين حزب سياسي ببرنامج واضح للعمل من خلاله وفق برنامج سياسي سلمي وعليك ان تسعى للوصول الى السلطة وفقا لهذا البرنامج.

ورسالتي لحزب المؤتمر وخاصة رئيس المؤتمر : اليمن ملك للجميع وانت اكثر الناس حرصا على امنها واستقرارها والحفاظ عليها وعلى المنجزات التي تحققت بعهدك وبالنسبة لخروجك من السلطة اعتبر العملية كأنها دورة انتخابية وان المؤتمر دخل في انتخابات تنافسية ولم يحقق نسبة اغلبية فهو شريك بنصف الحكومة ومالك مفاصل السلطة ، تقديرا لوضع اليمن ووفاءا لشعب اليمن لن يكون عليك أي غلبة اذا تنازلت عن برنامجك فلتكن من اجل اليمن.

ولباقي الفرقاء ... اليمن بلد الجميع وحفاظكم عليه مهمة اخلاقية قبل ان يكون واجب وطني.

واخيرا رسالتي للرئيس هادي .. المهمة كبيرة والحمل ثقيل وقدرك ان اختارك الشعب ومنحك ثقته للقيام بمسئولية الانتقال الى المستقبل وهذا الانتقال يحتاج الى انتقال خالي من الاوبئة والمخلفات ، الفساد اصبح اكبر عائق لليمن ومستقبله ومكافحته تحتاج الى قرار سياسي شجاع وانت الأشجع والاقدر لوقف هذا الداء السرطاني ، كما ان الانتقال يحتاج الى فرض هيبة الدولة والقانون وبدونها فالأمر سيظل يتراوح بين هذه العقبات ويحوم حولها.