الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٢ صباحاً

الرئيس هادي يضع يده على الجرح!!

عباس الضالعي
الاربعاء ، ٢٨ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
الاجتماع الاستثنائي الذي رأسه الرئيس هادي وضم رئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورؤساء الكتل البرلمانية ، هو الاجتماع الأهم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والاهم هو الكلام الصريح والواضح للرئيس هادي الذي اثبت من خلال كلامه وتوجيهاته على ضرورة مشاركة كل الاطراف في عملية اتخاذ القرار لحل الازمات الحالية.

الرئيس هادي ولأول مرة يتحدث بصراحة كاملة خاصة فيما يتعلق بالاعمال الارهابية ومن يقف ورائها ( ما حدث و يحدث من اعمال ارهابية من قبل تنظيم القاعدة الارهابب هي مؤامرات داخلية وخارجية) و هي اشارة ذكية لكل الجماعات والاطراف التي تمارس الارهاب وعلي المعنيين التدقيق في العبارات ( مايحدث " اعمال ارهابية " هي " مؤامرات " " داخلية " و " خارجية " ل " ارباك " المشهد .. ) كلمات مختصرة تتضمن توصيفا شجاعا لما يجري وهي رسائل بنفس الوقت للمعنيين في الداخل والخارج.

قال الرئيس (ما حدث ويحدث من اعمال ارهابية ) وهذا يعني كل الاعمال الارهابية وكل الممارسات التي تمارس من قبل " القاعدة الحوثي الحراك الجماعات المسلحة وتفجير انابيب النفط والكهرباء وقطع الطرقات والاغتيالات واعمال الفوضى ".

الرئيس اشار بأن الاعمال الارهابية مؤامرات " داخلية " وهي الاساس لكل اعمال الارهاب التي ترسل من الخارج، فالتركيز على الداخل هو الاهم لانه هو الذي يستوعب تقبل تنفيذ مخططات الخارج وهو من يستلم الاموال.

الرئيس ذكر القاعدة بالاسم ولم يذكر جماعة الحوثي لكنه ذكرها ضمنا في اشارته للاعمال الارهابية بأنها " مؤامرات داخلية وخارجية " وهي الاشارة لكل الاعمال والجماعات الارهابية وجماعة الحوثي معروف ارتباطها بالخارج وخاصة ايران ولبنان حزب الله والعراق.

المؤامرات الداخلية التي اشار اليها الرئيس هادي يجب ان يفهمها علي صالح والحوثي والقاعدة والحراك وانصح علي صالح بفهم الرسالة واستيعاب المعنى الذي تحمله لان الاحداث الاخيرة فضحت دور علي صالح وارتباطه بارهاب القاعدة والحوثي والحراك ولم يعد امامه غير الكف عن دعم وتمويل الاعمال الارهابية او الحساب والعقاب وسيكون عسيرا بدون شك ، من يربك المشهد هو علي صالح وجماعاته الارهابية.

الرئيس هادي ايضا شخص جزء من المشكلة الحالية في اليمن والتي لها علاقة بأطراف الصراع الحالي بين شركاء المرحلة وهو عدم الانسجام بين مؤسسات الرئاسة والبرلمان والحكومة وهذا واضح وعدم الانسجام انعكس سلبا على ادارة الدولة واعترافه بهذه المشكلة يعتبر تأكيد منه على انهاء عدم الانسجام.

توجيه الحكومة بالعمل على سرعة تنفيذ مصفوفة الاصلاحات الشاملة هو الشيئ الذي يحوم حوله الكل ولو بدأ العمل بتنفيذ الاصلاحات فهي تشمل جوانب كثيرة مثل مكافحة الفساد المالي والاداري والعمل بشفافية واصلاح قطاع الايرادات العامة كلها.

قضية حل ازمة المشتقات النفطية، الرئيس رمى بهذا الملف على الكل ( برلمان وحكومة واحزاب ) وهم شركاء المرحلة وعليهم دراسة الملف واختيار الحل المناسب بمعنى اخر .. على الاطراف المشاركة بالحكومة ان تتوافق على الحل المناسب لكي يتخذ قرار بالحل بدون مزايدة من اي طرف وهذا اسلوب لم يتعود عليه الشعب من قبل لان القرارات كانت تؤخذ بشكل انفرادي.

حلول مشاكل اليمن كلها موجودة ضمن وثيقة مؤتمر الحوار الوطني وحل المشاكل يتوقف على تنفيذ تلك المخرجات وتنفيذها يعني توقف اعمال العنف والارهاب وهذه الاعمال لن تتوقف بوجود علي صالح.

الرئيس اظهر مدى حرصه ومراهنته على تجاوز التحديات ودعمه يختصر الوقت للوصول الى حلول امنة لمشاكل اليمني.