الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٠ صباحاً

يُوسفيّ لا آسفيّ

فؤاد الحميري
الاثنين ، ٠٧ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٣١ صباحاً
واليمن تمر بسنينها العجاف ، كمولود شرعي لأنظمة التأجيل والترحيل والتسويف والمماطلة والهروب . حريّ بنا أن نلتمس المَخرج والمُخرج بدلاً من التساؤل عن المَدخَل والمُدخِل .
وإن كان لا يزال لدى بعضنا فسحة من الوقت والجهد ليجادلوا عن أخطاء الماضي وخطاياه فهم مدعوون الى أن يُنفقوا نصف جهدهم وجهادهم في تحصين المستقبل إذ هو أجدى .
ولئن كان الواقع يزلزلنا بتحدياته فإنه يقدم لنا في طياته فرصاً تتحدى زلازلنا ، فقط إن أمعنّا النظر ، وأعملنا الفكر ، وتخلصنا من العُقَد التي لا زالت - للأسف - تجذبنا الى الوراء مع كل محاولة منا لاقتراف خطوة جريئة نحو الأمام .
إنها بالفعل سنين عجاف لكنّ من ورائها - ولا بد - « عام فيه يُغاث الناس وفيه يَعصرون « والبؤس الحقيقي في أن يكثر الموصّفون للمرحلة ، والمشخّصون لأمراضها دون أن نجد ( يوسفاً ) واحداً يُصدّر نفسه للانتقال بالوضع من التأويل الى التفعيل . صادحاً في أعقاب الفّارين من تحمل المسئولية ، ومشيراً الى نفسه من بين غبار هروبهم أنْ « اجعلني على خزائن الأرض « الفارغة لأملأها . بعد عقودٍ جُعل أهلها على الخزائن الملأى فأفرغوها .
معيداً تعريف المسئولية العامة كما ينبغي لها أن تُعرّف . منسلخاً من التشريف الى التكليف ، ومن ( النصْب ) الى النَصَب .
إن معرفة الداء ليست دواءً وإن كانت لازماً من لاوازمه . ومعرفة الدواء ليست شفاءً وإن كانت سبباً من أسبابه . وكم هي الموسوعات الطبية التي تصف الأدواء والأدوية ولكنها تبقى ثقافةً عامة ما لم تجد طبيباً حاذقاً ينقلها من المسطور الى المنظور بعيداً عن التحديق الأبله في وجه المريض ، فضلاً عن انتقاد معالجات الاطباء جهلاً أو حقدا.
وتطفلاً على قاموس المونديال فليس من الممكن أن نحقق ( البطولة ) الوطنية بالفُرجة السلبية من خلف الشاشات ، نشتم المهاجم الفلاني ، ونوبخ المدافع العلاني ، ونلوم المدرب( الزعطاني ) ، ونشكك في الحكم (الفلتاني ) في لحظة تنتفض فيها المدرجات لتصنع الفرق . ويأبى فيها الملعب إلا أن يصبح لاعبا يضاعف حظوظ أهله في الفوز . في إيجابية تصرخ فينا أنْ هلمّوا ، فليس لكم سواكم . ولا معكم - بعد الله - إلاّكم .
إنها لحظة تاريخية في حياة الشعب والوطن لا تقبل الاعتذار والتأسف . فضلاً عن أن تجيز التذمر والتأفف .
باختصار يا سادة :
( يوسفيٌّ لا آسفيّ .. هو ما نحتاجه اليوم ).