الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً

فلسطين والإعلام

فؤاد الحميري
السبت ، ١٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٥٧ مساءً
يوم كان العالم العربي والاسلامي يغط في نوم عميق كانت ( فلسطين الخبر) ترفع الصوت عالياً في مواجهة ( جوهرجية السكوت ) محدثة - بصداها - حالة من اليقظة الشعورية لدى أطياف نخبوية من شعوب الامتين العربية والإسلامية محركة بوصلتهم في اتجاه المناصرة والإسناد لحركة المقاومة والتحرير الفلسطينية مع مواقف رسمية خجولة تصب - على ندرتها - في نفس الاتجاه . ومع الايام بدأ التوجه الرسمي ينحرف عن مسار المقاومة الى المداهنة والمساومة . متخلياً عن مسحة الخجل التي سترت عورة قممه وقراراته وبياناته طيلة سنوات من الصراع .
ولأن العادة تولد البلادة فقد تحولت ( فلسطين الخبر ) الى مقطوعة مكرورة لا تثير ولا تستثير . خاصة بعد اغتيالها بخنجر المصطلحات الغائمة ، والألفاظ العائمة . ومضت الايام على هذا الركود والجمود حتى ظهرت ( فلسطين الصورة ) فعادت روح ( القضية ) تسري في جسد الامة وبدأت موجة جديدة من التعبئة الشعبية - لا الرسمية ولا النحبوية - باتجاه المقاومة متزامنة مع بروز تياراتٍ مقاومةٍ دفعت بدماء جديدة في شرايين ( القضية ) . فتعددت مسارات العمل النضالي ، وتجددت وسائله ، وأدواته . وما لبثت هذه الموجة أن توارت كأختها في غياهب التبلد العربي حيث بقيت ( فلسطين الصورة ) غالباً ( من الارشيف ) مما أرشف (القضية ) في نهاية المطاف .
ومع ظهور ( فلسطين مباشر ) عاد الزخم الجماهيري ليدفع بقوة في اتجاه مناصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الحقة . وأصبح العربي حيث كان - وعبر متابعته المستمرة للأحداث أولاً بأول - جزءاً لا يتجزأ من المشهد المقاوم . وتزامن الامر مع صعود لافت في الخط البياني للقدرة السياسية والعسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية مما حول الموجة الثالثة من الدعم والمناصرة الى (تسونامي) إيجابي ، لم يقتصر أثره على المشهد الفلسطيني بل والعربي أيضاً . ليصل الأمر مداه بظهور ( فلسطين التفاعلية ) حيث زالت الحواجز ، وذابت الحدود ، وأصبحت الجنسية ومتعلقاتها حكاية من كان يا ما كان . ولأن التواصل الشعبي العربي والإسلامي كان الحلقة المفقودة في مسار حركة التحرر الفلسطينية في ظل الأنظمة ( كاتمة الصوت والصورة ) ، فقد شكل الاعلام التفاعلي ثورة حقيقية في التواصل الشعبي كان من نتائجه حالة ( الجسدية ) الظاهرة بين فلسطين المقاومِة وشعوبنا الثائرة - رغم الجراح القُطْرية النازفة هنا وهناك - فلا تتوجع غزة الا تداعى لها العرب والمسلمون بل والإنسانية "بالسهر والحمى" والدعم والمناصرة .. والتغيير .