الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٩ مساءً

داعش الخليج لتقسيم الدول .. أنبوب يجب تفجيره

سليم السعداني
الاثنين ، ٠٤ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
إن المتابع لعالمنا العربي اليوم وما يعيشه من صراعات وحروب وتشظي في النسيج المجتمعي لهذه الدول واندثار لقيم التسامح والتعايش يعكس لنا الصورة الحقيقية لمدى التدخلات الخارجية في سياسة هذه الدول مستغلةً الفجوات الاقتصادية والتفكك في الأنظمة السياسية بسبب أحداث الربيع الأخيرة حيث دأبت السعودية وقطر وإلى جانبيهما تركيا على إذكاء فتيل الصراعات الداخلية وإشعال الدعوات الانفصالية والنعرات الطائفية والمذهبية في إطار البلد الواحد وذلك لتحقيق أغراض وأهداف خاصة بسياسة هذه الدول وللتنافس في الاستحواذ على هذه الدول وبسط الهيمنة السعودية خصوصاً في اليمن حيث نجد التدخل السعودي في الشأن اليمني بشكل كبير وعلى جبهات كثيرة نظراً للتقارب والتداخل الجغرافي بين اليمن والسعودية والوضع الاقتصادي والسياسي في اليمن فقد سعت السعودية بكل أموالها لتوظيفها في تفكيك الصف اليمني وإثارة المناطقية والصراع المذهبي بين السنة والشيعة رغم أن تواجد المذهبين في اليمن منذ زمن طويل كمذهبين متعايشين دون أي صراع أو فتن ولكن السعودية رأت بأن دعمها للتيار السلفي باليمن لمواجهة الشيعة أو ما يعرف بالحوثيين بحجة وقف المد الشيعي الإيراني من الوصول إلى أراضي المملكة محولةً اليمن إلى ساحة حرب لتصفية حساباتها وخلق نجاحاتها عبر تقويض الحياة العامة في اليمن وتفكيك نسيجه المجتمعي كي تجعل من اليمن دولة ضعيفة تتحكم السعودية بكل شئونها وتخضع الساسة باليمن لأجندتها وسياستها ، وهذا مالا يرضاه غالية أبناء اليمن الأحرار حيث يعتبرون بأن السعودية عدوهم الأول كونها تمول الجماعات الإرهابية والحركات التكفيرية والوهابية لإلغاء الآخر فبعد أن نهبت بعض أراضي اليمن كنجران وجيزان قبل فترة تعود اليوم من جديد للتفاوض لنهب أراضي أخرى .

إن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا ولبنان وكذلك في مصر واليمن من تدخلات في الشئون الداخلية لهذه الدول ودعم للجماعات المسلحة مثل دعم مسلحي تنظيم " داعش " وفكرها القائم على الموت وسياسة الدعم السعودي القائم على تقسيم المجتمعات بات حقيقة لا ينكرها أحد في سعيها لتدمير المجتمعات العربية .

إن التخاذل العربي والصمت عما يجري في غزة وبالجانب الآخر الدعم والتمويل لـ داعش لتقسيم العراق وتفكيك المجتمع العراقي يعبر عن الحقد الذي تحمله السعودية لجيرانها وبالمقابل مباركتها الحرب على غزة ودعم إسرائيل وإلا كيف نفسر مفهومها الجهادي بالعراق والكف عنه في فلسطين !

لماذا لا يتحول الدعم السعودي والقطري وكذلك التركي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني بدلاً من تمويل الجماعات المسلحة وعلى وجه الخصوص مسلحي داعش الذي يمارسون الدمار والقتل والتهجير في العراق ذد كل من يقف أمامهم أو يحاربهم فكرهم المضلل .

ألا تعي تركيا بأن سعيها للتوسع على حساب دول أخرى سينقلب عما قريب ضدها وستكتوي بنار داعش وكل الحركات التي تمولها ولن تستطيع إعادة حكم السلاطين من جديد في ظل هذه اللعبة التي تمارسها في العراق بدعم إنشاء ما يسمى بالدولة الكردية وتقسيم العراق ونهرب ثرواته .
السعودية اليوم مطالبة لوقف الدعم والتمويل لداعش ومناصرة المقاومة حتى لا تنقلب الدائرة فوق رأسها وتحرق بنيران أموالها التي يخرب بها المجتمعات فاليمن وسوريا والعراق لن يصمتوا كثيرا عما يحدث من جرائم في بلدانهم ترعاها السعودية بأموالها وأذرعها السلفية الجهادية بحجة التوسع والسيطرة وحماية العرب من الفرس كما تنادي بها السعودية في خطاباتها ؟