الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٩ مساءً

الشعب يريد

فؤاد الحميري
السبت ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٣٤ مساءً
فرق كبير بين الإرادة والاحتياج, فالمريد حر ، والمحتاج عبد, المريد مختار، والمحتاج مضطر, وإذا كانت الحاجة أم الاختراع, فالإرادة أم الاختراع وأبوه, عنها يتولد الإبداع ، وإليها يعود.
كم هي المخترعات التي أنتجها الاحتياج؟ وكم هي المخترعات التي أنتجتها الإرادة؟ وكم بين الإنتاجين من أثر على البشرية؟
الأمر واضح، والفرق بيّن, فالاحتياج يعطينا أقل مما نطلب، والإبداع يمنحنا أكثر مما نحلم.
حتى الثورات يختلف الإرادي منها عن الاحتياجي, فالنوع الأول : يقود إلى التغيير ولا بد، أما الثاني : فيقود في أقصاه إلى الإصلاح.
وكم حدثنا التاريخ عن ثورات أشعلها الاحتياج - كثورة الخبز بفرنسا - تطاولت ولم تصل إلى ثمارها إلا بعد مرور الزمن الكافي لإنضاجها عبر تحولها من ثورة احتياج إلى ثورة إرادة.
وهنا يصدق قول الشابّي :
إذا الشعب يوماً (أراد) الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
وبهذا المعنى يصبح لشعار الربيع العربي (الشعب يريد) معنى أبعد من مجرد الغضب العابر, (فالشعب يريد) : إذاً هو حرٌ، مختار، مبدع.
و(الشعب يريد) : إذاً لن يسمح لأحد كائناً من كان أن يصادر إرادته، أو يقيد حريته ، أو يصيّره عبداً لضروراته وحاجاته.
ويكفي نظرة واحدة إلى (غزة) لندرك أن هذه الكلمات ليست تنظيراً بل هي الواقع الحي لو كانوا يعلمون.