الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٣ صباحاً

لهذا توقف استهداف الكهرباء والنفط

علي العقيلي
الاثنين ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٢٩ مساءً

منذ اندلاع ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 نشط استهداف خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط بشكل كبير، يصل أحياناً إلى شكل أشبه باليومي، واستمرت هذه الأعمال التخريبية منذ تلك الفترة إلى ما قبل سقوط صنعاء بيد مليشيات الحوثي يوم 21 سبتمبر المنصرم .

وقد كانت تأتي أحياناً تلك الأعمال التخريبية متزامنة مع قرارات تغييرية ثورية يتخذها الرئيس هادي أو الحكومة تستهدف تحرير السلطة وتقليص نفوذ صالح وعائلته، وتقييد أنشطة جماعة الحوثي المسلحة .
أتذكر جيّداً أنه عندما كانت مليشيات الحوثي تحاصر مدينة عمران واللواء 310 مطلع رمضان الماضي انتهت وبشكل كلّي أعمال استهداف أنابيب النفط وخطوط الكهرباء لأسابيع، وهذا دليل قاطع على أن من يقف وراء تخريب أنابيب النفط وأبراج وخطوط نقل الطاقة مشغول بإسقاط اللواء 310 ونهب معداته العسكرية والسيطرة على مدينة عمران، ولديه مشروع تخريبي أكبر وأعظم من تخريب الكهرباء والنفط وهو إسقاط لواء بأكمله، ونهب كامل عتاده والسيطرة على محافظة بأكملها .

اليوم وبعد سقوط صنعاء بيد مليشيات الحوثي بالتعاون مع صالح نلاحظ تلاشي واختفاء ظاهرة الاعتداء على خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط، وهذا دليل قاطع على أن جماعة الحوثي وصالح وأتباعه هم من يقفون وراء أعمال التخريب التي كانت تستهدف خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط، وبعد بلوغهم مرادهم وتحقيقهم لمشروعهم الإجرامي التخريبي أصبحوا في غناء كبير عن القيام بمثل هذه الأعمال التخريبية التي أصبحت في نظرهم صغيرة جداً بعد تمتعهم بنجاحهم في تخريب مدن ومحافظات بأكملها وعاصمة بلد بأكمله .

لا تزال المناطق التي تمر بها خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط تحت سيطرة القبائل واللجان الشعبية المناهضين للعدوان الحوثي، وقد كان بوسعهم القيام باستهدافها بعد سيطرة الحوثي على صنعاء، ولكن نفوسهم العظيمة وإرادتهم الوطنية تأبى ذلك وترفض الضرر أو المساس بمصالح الشعب، فهم من الشعب وإلى الشعب، وليسوا كجماعة الحوثي وصالح وأتباعه الذين لم يصنعوا للشعب اليمني غير الموت والدمار ولم ينجزوا غير التخريب والتمزق، الذين جعلوا من صنعاء بؤرة حرب وحولوا شوارعها إلى خنادق موت ومنازلها إلى قلاع حرب على حساب المواطنين الأبرياء وشردوا المئات من الأسر وقتلوا المئات كما فعلوا ذلك في عمران وصعدة من قبل وأجزاء من الجوف وحجة .

كان الحوثي وصالح قبل سيطرتهم على صنعاء يخططون للسيطرة على الجوف ومأرب لا لشيء غير السيطرة على المناطق التي تمر بها خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط في اعتقادهم أنهم إذا سيطروا على صنعاء سيقوم مناهضيهم ومعارضي مشروعهم الطائفي الانتقامي بتخريب أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة كما كانوا يفعلون هم ذلك هكذا كانوا يعتقدون .

ولا يعرفون أن أبناء القبائل واللجان الشعبية هم من يقومون الآن بحماية أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة لأن نفوسهم الأبية ومشاعرهم الوطنية تأبى التخريب ذلك العمل الجبان والحقير، ولا يرضون باستهداف مصالح الشعب، لأنهم يرون أنفسهم جزء منه وما يصيبه يصيبهم وما ينفعه ينفعهم ويصنعون له الحياة كما يصنع الحوثي وصالح له الموت .