الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٠ مساءً

القاعدة وأقطاب الحكم الثلاثة

عبد الملك شمسان
الثلاثاء ، ٢٨ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٢١ مساءً
تتداخل مبررات التحالف والتصارع بين أقطاب الحكم الثلاثة (هادي، وصالح، والحوثي)، وملف مكافحة الإرهاب أحد القضايا العالقة بين الثلاثة الذين يعرفون جيدا أن من يحصل من الخارج على التوكيل في هذه القضية فسوف يمسك بالضرع الحلوب..

الحوثي يسوّق نفسه بأنه هو من يحارب القاعدة، ويريد من الجيش أن يكون رديفاً، أو على الأقل شريكاً، وهذا حسب ما تقوله ممارسته على الواقع، وما يقوله خطابه السياسي، وقد أفرد لهذه النقطة مساحة واسعة في خطابه الأخير قبل يومين.

والرئيس هادي ضمّن كلامه يوم أمس ردودا على خطاب الحوثي، وقال إن الجيش هو المعني بمحاربة القاعدة. ولا يبدو أن هذا اهتمام بالجيش والدولة بقدر ما هو محافظة على احتكاره لهذه المهمة، ويبدو موقفه هو الأقوى تبعا لكونه السلطة الرسمية.

ويعمل صالح –كما تكشف وسائل إعلامه بشكل واضح- على تسويق الحوثيين بأنهم من يحارب القاعدة، وكأنه يريد من وراء هذا أن يكسر احتكار الرئيس ووزير الدفاع المحسوب عليه لهذه المهمة، وعندما يشعر أنه أنجز الحد المطلوب من هذا الهدف فسيتحول ضد الحوثيين، خاصة وأنه يملك الخبرة الكافية في التعامل مع الخارج في قضية الإرهاب ومحاربة القاعدة، فضلا عن استمرار سيطرته على جزء كبير من أجهزة الدولة المعنية العسكرية والأمنية.

ذات يوم، كتب الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قصة عن صالح، وأنه كان أيام طفولته يجمع عظام الذبائح في قريته ويستخدمها للتحريش بين كلاب القرية. كان يريد يومها أن يقول إن التحريش بين الأطراف والقوى السياسية نزعة متأصلة في صالح، وأستدعي هذه القصة الآن للإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقي اليوم بملف محاربة الإرهاب كعظام بين أقطاب الحكم الثلاثة لتأجيج الصراع بينهم فيما يخص هذا الملف، وبما يجعل كل طرف يحارب القاعدة من جهته ليقدم ذلك كشهادة استحقاق لـ"المناقصة" إن صح التعبير، ويقوم في ذات الوقت بدعم القاعدة كلما شعر أن خصمه أصبح على مقربة من تحقيق انتصار من جانبه.

وفق هذا، يغدو ملف الإرهاب معادلة من طرفين: الطرف الأول هو الحرب على القاعدة من قبل الثلاثة، والطرف الثاني هو دعم القاعدة من ذات الثلاثة، ويضاف إليه قوة القاعدة ذاتها. الأمر الذي قد يعني أن تنظيم القاعدة أصبح على عتبات عصره الذهبي في اليمن، وكأن هذا الإنعاش للقاعدة هو ما تسعى إليه الأطراف الخارجية لتحقق من خلاله بعض أهدافها المستقبلية في اليمن.

وفيما يعمل الثلاثة باجتهاد في هذه المسارات المرسومة، وكل منهم ينتظر ويأمل أن ترسو "المناقصة" عليه، فإنهم يعملون في الحقيقة على تأجيج الفوضى والاقتتال وتوسيع ساحة الاحتراب، وبما ترسو به اليمن كلها على وضع جديد لا يكون فيه صلاح لأيّ من الثلاثة، أو لا يكون في أيّ من الثلاثة صلاح له!!

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "