الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٨ صباحاً

ملتقى الحكماء.. يا إلهي!!! أما زلنا في هذا المنحدر؟

ياسين التميمي
السبت ، ٠١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
الملتقى الموسع لوجاهات وحكماء وعقلاء اليمن، اختتم أعماله بصنعاء مغرب هذا اليوم الجمعة الـ31 من أكتوبر 2014، بعد ساعات قليلة من انعقاده، في الصالة الرياضية المغلقة، وهي المكان المفضل للرئيس السابق علي صالح، الذي حضر الكثير من أسوأ رجاله في هذا الملتقى باعتبارهم شيوخاً ووجهاء وحكماء.

الملتقى أرسل إشارات قوية وخطيرة، أهمها أنه انعقد في سياق "الفعل الثوري"، كما يراه حلف الثورة المضادة؛ (صالح- الحوثي)، مما يفضح بشكل جلي نوايا هذا الحلف وجديتهم في دعم جهود تشكيل حكومة الكفاءات التي سيرأسها الأستاذ خالد محفوظ بحاح. إذ لا يمكن أن يجتمع الفعل الثوري المنفتح على خيارات التغيير بقوة السلاح، وبذريعة إمضاء "ثورة الشعب" إلى نهايتها، مع المسار السياسي الذي يتأسس على مرجعيات معروفة: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات الحوار الوطني، وأخيراً اتفاق السلم والشراكة، الذي يستمد مشروعيته من مخرجات الحوار.

ومن الإشارات الخطيرة أن المؤتمر لم يتبن خيارات نهائية ولكنه طرحها وأسمعها لمن يريد أن يسمع، ليفتح بذلك المجال لاختبار النوايا والإرادات المحلية والإقليمية والدولية.. ومن أخطر هذه الإشارات توجيه الإدانة لخطاب الرئيس الذي طالب الحوثيين بسحب مسلحيهم من العاصمة والمحافظات ورفع الغطاء الرسمي عن حربهم العبثية في المحافظات تحت شعار مواجهة التكفيريين والقاعدة، واعتبر مواجهة القاعدة مهمة تتعلق بالجيش والأمن، ولأن الرئيس هادي يذكرهم بمشروعية النظام الانتقالي، وباستمرار المسار السياسي للحل.

ومن الإشارات الخطيرة، أن الملتقى دعا إلى تشكيل لجنة خاصة للنظر في القضية الجنوبية، وهذا بالتحديد يمثل خروجاً عن مخرجات الحوار الوطني، التي شكلت أحد مطالب الحوثيين عندما خرجوا للاحتجاح ثم صعدوا هذا الاحتجاح إلى مستوى "ثورة شعب". بل أن مطلباً كهذا يضع القضية الجنوبية في عهدة المليشيا الحوثية المسلحة، وهي التي ستقرر مصير هذه القضية، بنفس المستوى الذي رأيناه في تعاطيها مع قضايا عديدة قررت المليشيا الحوثية حسمها تحت غطاء "ثورة الشعب".

ومن أكثر الإشارات الصادرة عن هذا الملتقى القبلي، خطورة، اعتماد مقترح يقضي بتشكيل لجان شعبية في كل المحافظات، وأوكل إليها مهمة مساعدة المواطنين في استعادة حقوقهم، والرقابة على أداء الأجهزة الحكومية، وهي صلاحيات عائمة ومطاطة وتشرعن لتأسيس وجود مليشياوي طويل الأمد في المحافظات، يحل محل الأدوات المعتبرة التي تعتمد عليها سلطات فرض القانون، وفي المقدمة منها الجيش والشرطة، ويفتح المجال لوضع مضطرب في البلاد لا نهاية له.

هي إذا إشارات خطيرة، تؤكد أن هذا الملتقى الذي غاب عنه وجهاء اليمن وحكماؤهم وعقلاؤهم، وحضر فيه الموتورون والموظفون والمليشايون، والمستأجرون في مشروع الثورة المضادة، الذين أحسنوا ترديد "شعار الصرخة" أكثر من أي شيء آخر.

لقد بدا هذا الملتقى كذلك، محفلاً إيرانياً في الترتيب والمظاهر والشعارات، مما جعله أحد أسوأ مظاهر الفوضى التي أنتجها حلف الثورة المضادة في اليمن. بل أنه لا يعدو عن كونه شكلاً من أشكال السطو المليشياوي المسلح على حلم اليمنيين وثورتهم؛ ثورة الـ11 من فبراير 2011 الشبابية الشعبية المباركة، مثله مثل مظاهر السطو الأخرى التي مارسها حلف الثورة المضادة، على المنازل والجمعيات والجامعات، وعلى المعسكرات والأسلحة والدبابات، وعلى المدن والمقرات، قبل وبعد 21 سبتمبر 2014.. لا سامحك الله يا هادي..

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "