الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً

العقوبات قد تضعف صالح والمؤتمر لكنها ستقوِّي الحوثي مرتين !!

نبيل سبيع
السبت ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٠٠ مساءً
التعويل على العقوبات الدولية في مواجهة المدّ الحوثي المسلح والمدعوم كما يبدو من صالح وحزبه ليس مثل "تعلُّق الغريق بقشة" بل أسوأ: إنه مثل تعلُّق الغريق بصخرة لن تزيده إلا غرقاً فوق غرقه.

العقوبات لن تأتي على الأرجح، وهذا هو الخبر السيء فقط.

الخبر الأسوأ هو إذا أتت العقوبات فعلاً، فهذا سيشكل على الأرجح أكثر خبر سعيد بالنسبة للحوثي منذ 21 سبتمبر.

مستبعد أن يكون للعقوبات أثر إيجابي يذكر على أرض الواقع اليمني. ورغم تسليمنا بأهمية الموقف الدولي لأي طرف سياسي في اليمن ولاسيما الأطراف الحاكمة أو الطامحة للحكم، إلا أن الواقع يقول إن القوى العظمى التي تصيغ قرارات مجلس الأمن لن تضحي بمصالحها من أجل مصلحة اليمن، بل ستعترف بأي قوة محلية تسيطر على البلد ولا تهدد مصالحها فيه، وهذا أمر سيضمنه لها الحوثي أو صالح أو كلاهما. وعدا ذلك، فالعقوبات تتمثل في تجميد أرصدة مالية ومنع من السفر وغيرها، وكلها أمور لن تشكل تهديداً حقيقياً للحوثي بخاصة.

قد تشكل العقوبات تهديداً لصالح إذا طالت أرصدته ومصالحه في الخارج، وهذا على افتراض أنه لم يسوِّ لها حلاً حتى الآن. لكنْ، وسواءً كان مايزال لديه أرصدة في الخارج مهددة بأية عقوبات أو لم يكن، فالتهديد الخطير الذي تشكله له العقوبات في رأيي هو تهديد سياسي، وهو سيطال حزبه أكثر. فبخلاف الحوثي، لا يستطيع المؤتمر الصمود طويلاً على أرض الواقع كقوة سياسية إذا ذهب الصدام بين صالح والمجتمع الدولي الى أقصاه وتولدت قناعة دولية بأنه لابد من ضرب صالح. ماذا سيفعل صالح وحزبه عندها؟ هل سيستطيعان الاستمرار كقوة سياسية؟ أشك، فالعملية السياسية اليمنية برمتها مرتبطة ارتباطا كبيرا بالمجتمع الدولي، ولذا من المتوقع أن يكون المؤتمر أول وأكبر المتضررين من العقوبات، وهذا الضرر سيلحق به كحزب سياسي.

لن يصمد المؤتمر طويلاً كقوة سياسية اذا قرر المجتمع الدولي ضربه وضرب صالح فعلاً: قد يتفكك ويتحلل الى مراكز قوى قبلية، وإذا استطاع صالح البقاء كمركز نفوذ قبلي، فالمرجح أن بقاءه لن يطول، ليس بسبب أن المجتمع الدولي وخصومه المحليين هم من سيقضون عليه وإنما لأن "حليفه" الأقوى الآن هو من سيقضي عليه، هو من سيلتهمه.

بخلاف صالح والمؤتمر، سيكون الحوثي على الأرجح المستفيد الأكبر من العقوبات الدولية: فهو ليس حزباً سياسياً بل جماعة مسلحة خاضت وتخوض صراعاتها الداخلية كلها من أجل السيطرة على الحكم تحت يافطة صراع دولي مع أمريكا والغرب. وعليه، ستمنح العقوبات مدّه المسلح غطاء من "الشرعية" باعتباره "قوة وطنية" تواجه "التدخلات الأجنبية" في شؤون اليمن، كما ستمنح يافطة "صراعه الدولي" مع أمريكا والغرب نوعاً من "المصداقية"، وهذا سيعزز من أوراقه الاستقطابية، فضلاً عن مكسب آخر في غاية الأهمية يتمثل في أن العقوبات الدولية على صالح ستلقي به وبحزبه في أحضان الحوثي أكثر.

قد تضعف العقوبات الدولية صالح وحزبه لكنها على الأرجح ستقوِّي الحوثي مرتين:
مرةً إذا اتخذها مجلس الأمن ضده، ومرةً إذا اتخذها ضد صالح وحزبه. فهذا سيمنح مدّه الميليشاوي المسلح قوة مضاعفة: قوته الميليشاوية والقبلية الخاصة به وقوة المؤتمر الميليشاوية والقبلية التي لن تستمر طويلاً كقوة مستقلة عن قوة الحوثي الذي من المرجح ان يلتهم نفوذ وقوة صالح وحزبه شيئاً فشيئاً مع الوقت.

باختصار، لسان حال الحوثي يقول: امطري حيث شئتِ أيتها العقوبات فخراجكِ لي!

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "