الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٥ مساءً

المشروع الأمريكي ـ الإيراني في المنطقة

عارف أبو حاتم
الثلاثاء ، ١١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٠٣ مساءً
عشية السبت الماضي كنت ضيفاً على قناة «الجزيرة» للحديث عن إفصاح أمريكي بمساندتها لإيران من خلال غض الطرف عن الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران وفي مقدّمتها «حزب الله» في لبنان.
هذا الانكشاف أفصحت عنه رسالة الرئيس أوباما إلى مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي تطلب منه التعاون مع الرؤية الأمريكية للبرنامج النووي الإيراني ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مقابل أن تغض أمريكا طرفها عن تمدُّد وتحرّكات الجماعات المحسوبة على طهران.

لدى الغرب نظرة أحادية تجاه اليمن؛ فهو لا يتعامل معها إلا من زاويتين؛ الأولى تضع اعتباراً لموقعها الاستراتيجي المهم، حيث تطلُّ على باب المندب الذي يمر منه 30 % من نفط العالم، وقرب اليمن من شرايين النفط الممتدة في جسد الجزيرة العربية المتهالك.

الزاوية الأخرى أن الغرب لا يتعامل مع اليمن إلا بصفتها مشكلته الأمنية، وكثير منكم يتذكر أنه بعد أيام قليلة من حادثة الكشف عن الإرهابي النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي كان سيفجّر طائرة أمريكية متّجهة من أمستردام إلى ديترويت عشية الاحتفال بعيد رأس السنة 2009، وكيف تداعى المجتمع الدولي إلى اجتماع طارئ في لندن دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
رسالة أوباما التي كشفت عنها “وول ستريت جورنال” أظهرت الرئيس الأمريكي أكثر انكساراً أمام إيران، فهو يبحث عن نجاح يغادر به البيت الأبيض، ويحفظ للديمقراطيين شيئاً من المكانة السياسية؛ خاصة أنها تزامنت مع فوز كبير للجمهوريين في الانتخابات النصفية للكونجرس، وبالتالي لا يريد الخروج بعباءة الرجل الفاشل، ويسعى إلى تحقيق شيء يعيد للديمقراطيين سمعة أدائهم في السياسة الخارجية..!!.
الرسالة ذاتها ستقود مستقبلاً إلى أدلة دامغة حول ممارسات سياسية وعسكرية مارستها الولايات المتحدة في المنطقة العربية من أجل تمكين حلفائها «الشّيعة» أما ما مصلحتها..؟!.

فيكفي أمريكا أنها تدعم طائفة لا تؤمن بمبدأ الجهاد إلا إعلامياً فقط، وإن قاتلت فهي تقاتل أبناء جلدتها، ، وحين أراد الرئيس بوش الأبن ضرب إيران بعد أحداث سبتمبر 2001م توجّه إليه وفد سري إيراني رفيع وقال له كلمة واحدة وغادر البيت الأبيض، قال له: اذكر لنا اسم إرهابي واحد شيعي في كل العالم..؟!.

من يقاتل أمريكا ويضرب مصالحها في كل العالم هم السنّة، أما الشّيعة فهم يجاهدون بأفواههم فقط، ثم إن لدى الشّيعة مرجعية دينية جامعة، وفتوى واحدة من خامنئي كافية بتعطيل عقيدة “الجهاد” في كل العالم، على عكس أهل السنّة.

" الجمهورية نت "