الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٢ صباحاً

وجهة نظر في القرار الإماراتي بشأن الحوثيين

عبد الملك شمسان
الأحد ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٢٩ مساءً
أعلنت السعودية قبل أشهر إلحاق الحوثيين بقائمة الإرهاب، لكنها عمليا سلّمتهم صنعاء، واتضح أن هذا الإجراء كان بمثابة الحقنة الأولى من التخدير للشعب لليمني وصرف اهتمامه عن حقيقة ما يراد له، فيما الحقنة الثانية هي إعلان الإمارات اليوم لقرار مماثل، ويعلم الله وحده ماذا سيترتب على ذلك عمليا وأين ستتوقف عجلة الحوثي التي تحمل هذا المخطط الخارجي المستمر!؟

هذه النقطة الأولى في إلحاق السعودية والإمارات للحوثيين بقائمة الإرهاب أما النقطة الثانية فخلاصتها أن هذه القرارات موضوعة حاليا في أحد أدراج المكتب السعودي الإماراتي، وبمجرد أن يرى هؤلاء وحلفاؤهم العالميون أنهم وصلوا بالحوثي إلى الهدف الذي يريدون فحينها سيقومون بإخراج هذه القرارات ويبدأ تفعيلها.

والكرة –إذن- في ملعب الحوثي، وملخصها في نقطتين أيضا: الأولى مفادها أن كل خطوة يسرع بها الحوثي في تنفيذ هذا المخطط هي خطوة من عمره تقرّبه إلى الأجل، وتقربه إلى تاريخ انتهاء عقد العمل بينه وبين هذه الأطراف، ومفاد الثانية أن استكثاره من الأخطاء خلال هذه المرحلة هو استكثار لأسباب الوفاة التي ستأتي على يد هذا الحلف الخارجي.

في اتجاه آخر، الحوثي يحارب قبائل البيضاء معتبرا أنهم الإرهاب ممثلا بالقاعدة وأنصار الشريعة، والأمريكان يشيدون به في هذا الجانب وإن بشكل غير رسمي، وقبائل البيضاء –بالمقابل- تحارب الإرهاب ممثلا بالحوثي حسب قرار السعودية والإمارات، وسيحصل الطرفان على الدعم لمحاربة الإرهاب الذي سيأخذ طابعا طائفيا يتوسع ويتعالى بالتدريج، وتتعاظم كرة النار هناك ويكبر الطرفان (الحوثي، والقاعدة) حتى تطغى أصواتهما على صوت القبائل والصوت الوطني عموما، ثم لا يغدو في تلك الأجواء صوت يُسمَع سوى الحوثي والقاعدة، واستمرار هذه الحرب هو بمثابة استمرار في تصنيع قنبلة كبيرة تنفجر حال الانتهاء من تصنيعها وتقتل الجميع!!