الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً

لماذا كل هذا الحقد على قطر ؟!

ياسين التميمي
الاربعاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:١٠ مساءً
تورط موقع إخباري يمني، يخدم بمضمونه توجهات النظام المخلوع، في نشر خبر كاذب ومثير للشفقة، يفيد بوقوع محاولة انقلاب بقطر.. المعلومات الواردة في الخبر الذي ربما اخترعته وروّجته غرفةُ العمليات المكلفة بإدارة مهمة قذرة وعبثية لإنهاء تركة الربيع العربي، يستند بشكل كامل لرواية إعلامي ليبي مغمور، يزعم بأن مصادر إعلامية في قطر أبلغته بوقوع هذه المحاولة، ثم يسرد تفاصيل، لا يمكن لإعلاميين أن ينفذوا إليها بهذه السهولة.

ترويج هذه الشائعة الخائبة يأتي بعد أن شهدت العاصمة السعودية الرياض قرارات هامة، أنهت التوتر في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين قطر و3 دول خليجية بينها السعودية، وهو قرار يدل على أن قطر تنتهج سياسة حكيمة وشجاعة في نفس الوقت، وهذا يعود إلى طبيعة دورها وحضورها اللافتين في قلب المشهد السياسي والأمني العاصف في منطقتنا، دور ضمن لها كذلك حضوراً قويا في المشهد العالمي، على الرغم من أن قطر بلد صغير.

هذا النوع من الأخبار يكشف حجم الغيض الذي يتملك بعض الأطراف السياسية والدول كذلك، في منطقتنا، تجاه دولة قطر، التي ساعدت الليبيين على الانعتاق من معتوه أذاقهم مُر العيش في بلد يجثُمُ على بحيرة من النفط عالي الجودة، ووفرت الرئة التي تنفست من خلالها أجيال مقهورة ومسحوقة تحت آلات القمع والقتل الممنهج، عندما حاولت أن تستعيد حريتها في موجة ثورية عارمة عُرفت بـ: الربيع العربي.
لقد كان انحيازاً أخلاقياً للحق، من جانب قطر، ما كان للحق أن يرى النور بدون شبكة قنوات الجزيرة، بعد أن ظل مدفوناً لعقود بل لقرون تحت ركام الأكاذيب والدعايات والتزييف المتواصل لوعي الشعوب العربية.

قطر تدفع ثمن هذا الدور المؤثر والهام الذي أدته شبكة قنوات الجزيرة، خلال الفترة الماضية وما تزال، لتحرير العقل العربي وإنارته، وتعرية الأنظمة، وفضح إعلامها الرديء وسياساتها الفاشلة على كل الأصعدة.

قطر بلدٌ كبيرٌ بإنجازاته ومدهشٌ بمفاجآته، فهو أول بلد عربي ينجح في الحصول على حق استضافة البطولة الرياضية الأكبر: كأس العالم لكرة القدم، بعد نجاحه في أن يصبح مسرحاً لفعاليات ومؤتمرات عالمية تركت بصمة مؤثرة في السياسات العالمية المتصلة بالاقتصاد والتعليم والديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة.

هذه ليست خاتمة إنجازات قطر، فهذا البلد يشهد تجربة تنمية مهمة على مستوى المنطقة والعالم، بمتوسط دخل يصل إلى (80) ألف دولار. واستطاع أيضاً تنويع اقتصاده بشكل لافت، وأن يحول ثرواته إلى محركات حقيقية للتطور المتسارع والرفاهية الاجتماعية، التي تتفوق بها دولة قطر حتى على الدول الصناعية الأكثر تقدماً.. ومع ذلك يبقى أمام قطر أن تنجز شيئاً مهماً على الصعيد الديمقراطي، يحقق المشاركة الفاعلة لمواطنيها في الحكم، عبر مؤسسات تتمتع بالكفاءة وتخضع للمساءلة.