الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

أمريكا أم إيران: من يقود التحالف الدولي ضد «داعش»؟

القدس العربي
الاثنين ، ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً
إعلان واشنطن عن قيام طائرات إيرانية بقصف مواقع «الدولة الإسلامية» والذي تبعه ترحيب جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية بالضربات الإيرانية للتنظيم، وأكده ممثل إقليم كردستان في إيران ناظم دباغ الذي قال إن هذه الضربات ليست جديدة حيث سبق للمقاتلات الإيرانية قصف جلولاء بمحافظة ديالى ومخمور في محافظة نينوى.

يأتي هذا التطوّر العسكريّ اللافت في الجوّ بعد زجّ إيران بالجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» وقطعات من الحرس الثوري الإيراني لتقود معارك على الأرض، في تطبيق غير معلن ليس لانضمام إيران لـ»التحالف الدولي» المشارك في القتال ضد «الدولة الإسلامية» فحسب بل لقيامها عملياً بالدور الأساسيّ فيه، وهو أمر سيؤدي إلى نتائج سياسية خطيرة، في المنطقة العربية والعالم.

ما دفع أمريكا عملياً إلى هذا الوضع هو الكارثة السياسيّة العامّة التي نتجت عن اجتياحها لأفغانستان (عام 2001) والعراق (عام 2003)، والتي جعلت من إعادة التدخّل البرّي في العراق قضية تقارب المحظور السياسي في واشنطن، وخصوصاً في ظلّ إدارة الرئيس باراك أوباما.
غير أن الكارثة التي أدى إليها التدخّل الأمريكي في المنطقة، وما أفرزته، عملياً، من تمدّد عسكري وسياسي واقتصادي إيراني، وفساد أمني وسياسي وماليّ في العراق، ما كان لها، في منطقة شديدة التعقيد إلا أن ترتدّ بشكل لا سابق له من قبل، بعد أن تراكبت عوامل التدخّل الأجنبي (الأمريكي والإيراني خصوصاً) على قضايا الفساد والاستبداد والتغوّل الطائفيّ، واستنفاد إمكانيات النضال السلمي من مظاهرات واعتصامات.

جاءت لحظة الربيع العربي عام 2010-2011 كمحاولة من قوى التغيير الشابة العربية لمواجهة هذه القضايا كلّها، وما كان متوقعاً، من الدول الغربية، وأمريكا خصوصاً، أن ترفض هذا التوجّه، ولكنّها، في المقابل، لم تكن قادرة على استيعاب أسسه العميقة، أو الاعتراف بدورها البشع في تأسيس وتدعيم أنظمة الاستبداد هذه، من نظام نوري المالكي، مروراً ببشار الأسد، وليس انتهاء بحسني مبارك.
بعد سقوط الموصل بقليل ناشدت أمريكا طهران للعمل السريع ضد تنظيم «داعش»، وجاء الردّ الإيراني بالرفض على لسان مرجعها الأكبر آية الله خامنئي، وتوضّح الرسائل الأمريكية من أوباما وأركان حكمه إلى خامنئي وموظفيه لاحقا، وجود جولات «أخذ وردّ» بين الطرفين نتج عنها ما نراه الآن من عمل عسكري «متكامل» بين الطرفين.

يقدّم الدور العسكري لإيران، بذلك، خدمة جليلة لباراك أوباما، وللمؤسسة الأمريكية عموماً، فهناك من يؤدّي «العمل القذر» المطلوب لتخليص الغرب من «الدولة الإسلامية»، التي تؤرّق أمنها، ولكن ما هي الشروط أو الوعود التي قطعتها واشنطن لطهران مقابل تأدية هذا العمل؟

ما تقوله وسائل الإعلام هو وجود تحالف افتراضي تقوده واشنطن وتشارك فيه مقاتلات بريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات، ولكن ما يراه المراقب على الأرض هو وجود تحالف حقيقي تقوده إيران جوّاً وبرّا وينظم آليات الاشتباك العسكرية والسياسية من صنعاء إلى المنامة فجرف الصخر وجلولاء والقلمون وحلب (حيث وردت أنباء عن وجود قاسم سليماني هناك أيضاً!) وحماه والرقة وعرسال وطرابلس… وعلى هوامشه تجري معركة «كوباني» التي يقودها حزب كرديّ يصنّفه «الناتو» إرهابياً.

بهذا المعنى فالحرب ضد «الدولة الإسلامية» تمّ تعهيدها لمقاول رئيسيّ هو إيران، وفرعيّ هو حزبّ كرديّ!
والسؤال الذهبي هو: أين موقع العرب في هذه المعادلة؟