الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ صباحاً

يُقال أنه ينام حتى العصر ؟!

محمود ياسين
السبت ، ١٣ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:١٠ مساءً

يعني انني استيقظ باكرا مقارنة بالرئيس ، تعرفون ان الظهر قبل العصر وان الرئيس قبل المواطن وان الحماية قبل التصنت .

البارحة وكل مساء وبدلا من التفكير بجهاز هادي الرئاسي أجدني بعد كل مكالمة اسمع فيها صدى صوتي أفكر بأجهزة الرئيس التي لها علاقة بالإدمان .

عادة ما يلوذ الرجال في عزلتهم وايام ضعفهم بإدمان انماط سلوكية لا تخلو من تلصص قلة الحيلة.

لكن هذا الرئيس على أية حال وكونه قد جلس على الطاولة بحماسة مبتدئ وقامر بنا فهذا لا يعني انه قد خسر وحده ولا يعني ايضا انه هو بالضرورة أو جلال بالتحديد من يلعبان معنا "انا داري مو تقول".

لقد سالت فكرة الاستخبارات من الفتحة السرية تحت الدولة الى الطريق العام وأمست عرضة للغرف كبقية الموارد والأنشطة الرسمية ، ليبقى لنا هادي مسئولا وحيدا عن عجزه الذي كسر ظهرنا وعن الوحشة وقد قطع ما بينه وبين كل يمني .

الايام الأخيرة هذه لا تستحق شماتة لأن الشماتة مكلفة الان ، ولن نسمح لأنفسنا لعب دور تلك العجوز التي اقتحمت صالة القمار لتنقذ فتى العائلة في قصة "المقامر" لديستويفسكي ، فعلقت بدورها امام الطاولة وقامرت بما تبقى من كينونة العائلة لتردد : ان الله يعاقب غليظ الرقبة ولو في أيامه الأخيرة.

نحن لا نملك ترف سرد الأيام الأخيرة لرئيسنا باسترخاء وكأننا نقرأ في رواية "الكولونيل الذي لا يجد من يراسله " ذلك ان ثمة فارق بين كلفة الايام الاخيرة لدكتاتور ، والأيام الأخيرة لرئيس ضعيف .

فبينما يحتضر القمع في حشرجات الدكتاتور ،تتوهج العصابات في عزلة الرئيس الضعيف .