الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٤ صباحاً

مكافحة الإرهاب

عارف أبو حاتم
الثلاثاء ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
الأعمال التي تشهدها الساحة الوطنية في هذه اللحظات ستوفر تربة خصبة لنمو الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، وستمنحه غطاءً تبريراً لأعماله؛ إذ كيف يُسمح لأشخاص أن يحملوا السلاح ويعتدوا عليك ويقتلوك باسم «مكافحة الإرهاب» وأنت المسالم المدني الذي لا تحمل غير الفكرة في رأسك..؟!.

وأحياناً تراها تأتي من شواهق الجبال وتطارد المدنية في كل مدينة وزقاق وتريدك أن تقتنع أنها لا تستهدفك بل تريد تطهير البلاد..؟! أعرف أن أمريكا تمنحها مظلّة الشرعية، وأنها أوكلت إليها مهمّة القضاء على الإرهاب، لكن ذلك لن يكون؛ بل وفّرت أمريكا مبرّراً لتكاثر المتعاطفين مع حملة السلاح ليكون تواجد الدولة هو الضحية.

الدراسات والاستشارات التي تعاملت معها الإدارة الأمريكية كلها تصب في أن الفقر يقود إلى الإرهاب، ولو كان كذلك لكانت أفريقيا قارة إرهابية، ومرة تقول إن تنظيم «القاعدة» يغري أولاد الفقراء للانتماء إليه ويعوّضهم جنّة الآخرة بدلاً عن تعاسة الدنيا التي يعيشونها.
ولو كان ذلك التشخيص دقيقاً لما كان أولاد أثرياء العالم في قيادة وصفوف التنظيم الإرهابي «من أسامة بن رجل الأعمال محمد عوض بن لادن إلى الطبيب الجراح أيمن الظواهري ابن البروفيسور محمد الظواهري أحد أهم أطباء الجلد العرب، وجدّه ربيع الظواهري كان شيخ الأزهر وجدّه عبدالرحمن عزام باشا، أول أمين عام للجامعة العربية»..!!.

وفي اليمن أنور العولقي والده البروفيسور ناصر العولقي كان وزيراً ورئيساً لجامعة صنعاء، والمشجري كان من أسرة ثرية، والشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب والده كان وزيراً للاقتصاد وحالياً رئيس مجلس إدارة واحد من أكبر البنوك النيجيرية؛ إذاً لا علاقة مؤكدة بين الانتماء إلى الجماعات الإرهابية والفقر، بل هناك توجه وقناعات فكرية تولّدها التصرّفات الحمقاء، وزيادة الاحتقان في نفوس الناس.

وما يجري حالياً كفيل بأن يمزّق اليمن على مدى عشرات السنين، فالنفوس متوتّرة ورعاة الاستبداد يشرفون على تقسيم البلاد، ويميلون إلى طرف مقابل إذلال طرف آخر، والدولة منحسرة؛ وليس غير عقلاء اليمن يمكن أن يتداركوا وضع بلادهم.

"الجمهورية نت "