الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً

افعل ماشئت.. فأنت من أنصار الله

علي العقيلي
الأحد ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً

افعل ما شئت فأنت من أنصار الله .. اقتل من شئت فأنت من أنصار الله .. اقتل من يزعجك بصوته أو سيارته، ومن لم يبتسم في وجهك، ومن يجهلك ومن لم يروق لك، فأنت من أنصار الله .. اطلق الرصاص الحي في الشارع والحي، فأنت من أنصار الله .. ارعب النساء والأطفال بطلقات الرصاص، فأنت من أنصار الله .. اقلق المارة بطلقات الرصاص وعرض أرواحهم للخطر، فأنت من أنصار الله .. توقف بسيارتك في الخط السريع واقطع الشارع، فأنت من أنصار الله .
أنصار الله يكفيهم رفعة وعزّة وشموخاً انهم يحملون صفة النصرة لله، فلا عمل يعملونه إلا ويقصدون به نصرة الله .. فهم يفجّرون بيوت الله نصرة لله .. ويفجّرون دور كتاب الله وأحاديث نبيه نصرة لله ونبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .. ويقتلون النفس التي حرم الله نصرة لله .. وما فعلوا دون ذلك من قتل للمارة ومن يزعجهم بالطريق فلا يضرهم ما فعلوا بعد نصرة الله .
ما أن سيطرة مليشيا الحوثي التكفيرية على عمران وصنعاء وغيرها من المحافظات، حتى زادة نسبة الجريمة في تلك المحافظات، من قتل عمد وغير عمد، ومن نهب للممتلكات العامة والخاصة، ومن اعتداءات متكررة، من اختطافات الى ضرب وتعذيب وتهديد وتجاهل للحقوق .
روى لي أحد الطلاب الجامعيين عن تفاصيل حادث سير تعرض له برفقة أحد زملائه قبل أسبوع بأحد شوارع العاصمة أثناء عودتهما من الجامعة، وكانا يستقلان دراجة نارية، فجأة ارتطما بسيارة توقفت وسط الخط السريع دون سبب .. ارتميا على شارع لقوة الحادث وتعرض احدهما لجروح بليغة، نزل سائق السيارة وكان مدجج بالسلاح، ونزل مرافقيه وأحاطوا بالطالبين المرميين على الإسفلت، وبدلاً من إسعافهم وأخذهم إ[لى المستشفى، انهال عليهم سائق السيارة سباً وشتماً وصرخ في مرافقيه " انزعوهم الى ظهر السيارة نوديهم الزنزانة " إلا أن مرافقيه كانوا يهدئوا من غضبه " اتركهم يا أبو زياد " ..!!! سأل أحد الطلاب أحد المرافقين لصاحب السيارة المحيطين بهم : من هذا أبو زياد ؟؟؟ أجابه : " هذا من المجاهدين " ..!!! وغادروا المكان والطالبان مرميان على الإسفلت دون إسعافهم .. وهذه هي اخلاق أنصار الله التي يتمتعون بها .
هذه اخلاقهم في الطريق دون استخدام السلاح، اما اخلاقهم في ظل استخدام السلاح فحدّث ولا حرج، يقتلون لأتفه الأسباب، حتى على عوادم السيارات كما حصل في عمران، عندما أقدم عناصر من مليشيا الحوثي يوم 4 ديسمبر 2014 م على قتل الشاب " حسين مجلي الأبرقي " 15 عاماً بأحد شوارع مدينة عمران بحجة أن الشاحنة التي كان يقودها تصدر أدخنة .
حتى بسبب كثافة اللحية أقدموا على قتل الطبيب الصيدلاني وضاح الهتاري بصيدليته أمام المستشفى الجمهوري بصنعاء مطلع اكتوبر الماضي .
كما بعشوائيتهم تسببوا بقتل الفتاة أميرة محمد المطري 16 عاماً، اثناء اطلاق عناصر حوثية للرصاص الحي بكثافة وبشكل عشوائي بأحد شوارع حي الحصبة منتصف اكتوبر الماضي .
وهكذا تستمر مليشيا الحوثي في همجيتها وعنجهيتها تحت شعار " افعل ما شئت فأنت من أنصار الله " ...!!! وما خفي كان أعظم، وما يظهر بالإعلام ليس إلا غيض من فيض .