الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٨ صباحاً

هل سمعتم عن «القوة القاهرة»..؟

عارف أبو حاتم
الأحد ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٥٠ مساءً
لا أحد في هذا البلد يمكنه نكران حالة النزيف اليومي للاقتصاد اليمني، فهناك رأسمال خارجي أحجم عن الاستثمار في اليمن، وآخر غادر البلاد جرّاء الوضع “الشاذ” الذي تمرّ به، وبقي رأس المال المحلي يحاول ملء الفراغ.

ومنذ سبتمبر الماضي أضيفت مخاوف جديدة للمستثمرين، وهي الفلتان الأمني والخوف من السطو على الأموال والممتلكات من قبل المسلحين، وزيادةً عن ذلك لا يمر يوم لا يتناقل فيه الإعلام أخبار مداهمات واعتقالات وتفجيرات، و«رأس المال جبان»، ومن الطبيعي أن يقلق الناس على أموالهم، فالقرآن نفسه قدّم المال على البنين، وهؤلاء مستثمرون وليسوا مغامرين، ولا أحد سيحمل أمواله إلى بلد مضطرب، فضلاً عن ضعف بنيته التحتية في مجالات الكهرباء والطرقات والتشريعات التجارية.

الأخبار التي تناقلها الإعلام خلال الساعات الماضية مثّلت حالة قلق لكل الناس وفي مقدمتهم رجال الأعمال، فـ«القاعدة» الإرهابية تمكنت من الحصول على صواريخ قصيرة المدى، مرة ترسلها على معسكر العند، ومرة على أكبر منشأة اقتصادية في اليمن وهي “شركة بلحاف لتصدير الغاز المسال” بشبوة وهي أحد أهم الأعمدة التي يستند عليها الاقتصاد الوطني، ومن حيث الحجم هي الثانية في الشرق الأوسط بعد نظيرتها القطرية، ولو سمح الله وتعرّضت لانفجار لانفجرت اليمن وانهارت.

العناصر المسلّحة وكثير من مسئولي الدولة لم يسمعون عن شيء اسمه “القوة القاهرة” وهو بند في جميع الاتفاقيات مع شركات النفط المحلية والأجنبية، وينص أن للشركة الحق في التوقف عن العمل في حالة التدهور الأمني التي تهدّد سلامة وأمن الشركة وعمالها، وفي هذه الحالة فإن الحكومة اليمنية ستدفع كل دولار كانت الشركة ستكسبه خلال أيام التوقف، بما في ذلك رواتب الموظفين، وإيجار المعدات المستأجرة من شركات الخدمات النفطية، وهذا يعني أن على الدولة إخراج ما تبقى في احتياطها النقدي ودفعه لشركات النفط.
ورئيس الجمهورية أعلن الأسبوع الماضي رحيل وتوقف 34 شركة تنقيب نفطية من اليمن، فيما المنادون بقتال أمريكا لم يقتلون أحد غير اقتصادنا الوطني.

بالأمس أيضاً تناقل الإعلام خبر اقتحام منزل رجل الأعمال توفيق الخامري، من قبل عصابة مسلّحة وقتلوا أحد أفراد حراسته، وأصابوا آخرين.. هذا وضع آخر يهدّد رجال الأعمال اليمنيين بمغادرة البلاد.. الوضع المأساوي واللا أمني بدأ يضرب في عقول رجال الأعمال وعلى عقلاء البلاد التنبّه، وفي مقدمتهم من يجلسون خلف المكاتب الرسمية.. عليهم استشعار مسئوليتهم الكبيرة.

من صفحة الكاتب على " فيس بوك "