الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٤ صباحاً

مشاهد ارهابية بصنعاء القديمة‎

عبد الخالق عطشان
الخميس ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:١٦ صباحاً
اختتم امام مسجدنا صلاة الفجر بالسلام مستبشرا ونحن معه معشر المؤتمين بيوم يشع سلاما وأمنا فانطلقنا قافلين إلى دورنا المتواضعة المتموضعة في احدى قرى التاريخ المنسي (صنعاء القديمة) وعلى شاطئها الغربي حيث تتربع درة تشع نورا بهيا يسطع من الارض إلى السماء إنها( قبة المهدي) وما إن وصلنا بعد أن شققنا أمواج البرد القارس من المسجد إلى الدار وأنخنا نفوسنا وأبداننا على شواطئ الدفأ حتى اهتز المكان والزمان وتبعثر واختلط الدفء الذي كنا نرجوه بالبرد المترصد لنا في كل جنبات المكان حين دوى ذلك الانفجار الرهيب والمتتالي.

صعدت إلى سطح الدار لأرى دخان الإجرام قد طرد نسيم الصباح وهرعت إلى موقع الجرم فأدركت أن صنعاء القديمة لم يشفع لها قدم مبانيها ولا ضيق شوارعها ولا سكانها المسالمين الطيبين الحاملين هم مدينتهم وهم احتياجاتهم من اهم خدمة وهي -الماء - والذي ينقطع عنها لاسابيع لم يشفع لها كل ذلك من ان تطالها يد الارهاب والاجرام وفي وقت تقسم فيه الارزاق الا ان حصة ساكنيها هو عبوات متفجرة وضعت في مقلب للقمامة أراد المجرم من ذلك أن يتقرب إلى ربه القائم عرشه على جماجم الابرياء من الاطفال والنساء والذين لا حول لهم ولاقوة ولا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري من ارهاب متبادل بين الجماعات الطامعة للسلطة والتسلط .

أمام مقلب القمامة منزلان شاهقان شاهدان على اصالة الانسان اليمني وعلى ذوقة الراقي الصنعاني في بناء وسكن الدور الرائعة يسكنهما أسرتان يشهد لهما ونشهد لهما كمجاورين لهما بحسن الجوار و الاخلاق اضف الى مايحمله ساكني تلك الديار من عراقة في الحسب والنسب كون نسبهما - هاشمي - لقد استهدف المجرم هذان الداران على اعتبار انهما ينتميان لشخصيات اعتبارية في الحركة الحوثية وهل انتماءهما يبيح لهؤلاء القتلة والمجرمين والذين هم ومن يعمل بعملهم في التفجير والتهجير نفايات التاريخ وقمائم البشرية فيضعون حقدهم وغيض قلوبهم ومتفجراتهم في مقلب القمامة والذي يمر به الصغار والنساء والشيوخ .

لقد اجتمع الناس مذعورين من هول الفاجعة وكلهم مجمعون على أن هذا العمل لايقوم به الا اليهود وهنا يجب الاشارة الى أن اليهود أكثر احتراما وأدبا مع ضحاياهم فهم يستهدفون بتركيز الضحايا غير أن هؤلاء عشوائية وعبثية في إجرامهم وارهابهم .

الارهاب لا يولد الا الارهاب والتفجير يأتي بتفجير وفي واقعنا لقد خالف المجرمون قانون [لكل فعل ردفعل مساوي له في القوة ومضاد في الاتجاه]فالفعل المضاد اصبح اقوى وانكى من الفعل الاصلي واكثر ايلاما وخطورة وعلى الهادف والمستهدف ان يأوبوا إلى رشدهما وأن يبحثوا عن جزر نائية لتبديد ودفن قوتهما والتخلي عن مخلفاتهما المشعة والضارة ويتقوا الله إن هما يعرفانه في هؤلاء الأبرياء والذين سيأتي يوم يفيض ويطفح صبرهم ويقودون نضالا حقيقيا وجهادا صادقا لإزالة كافة انواع الارهاب واشكاله وداعميه.

إنني أعلن تضامني ومواساتي وعزائي لأمتي في مصابها ولمدينتي صنعاء القديمة درة التاريخ ولجيراني الطيبين فيما أصابنا والله ارجوه ان يكون ذلك آخر بلية ورزية .