الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٢ مساءً

يا علي العماد.. "الجنان يشتي بَصَر"!!

عبد الملك شمسان
الأحد ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:١٠ صباحاً
كلام بلا وجه ولا قفا من القيادي الحوثي علي العماد يقول فيه: "اظن انه ليس من الحكمة في شيء ان يتحدث المرء اعلاميا في قضايا ذات خصوصية تمس كرامته وعرضه وشرفه استجابة لبريق الاعلام ونكاية في الخصوم وعلى من تنتهك حرماته ان ينتزع حقه بالوسائل القانونية او العرفية لان تداول مثل هكذا قصص ستؤثر سلبا على القيم المجتمعية والعادات الحميدة...".

انتهى كلامه نفعنا الله بعلومه في الدارين، والمعنى باختصار: من الحكمة انتهاك مليشيات الحوثة لحقوق الناس والاعتداء عليهم، وليس من الحكمة أن يقول الناس آح!!

لا خوف على القيم الاجتماعية والتقاليد الحميدة من اعتداءات مليشيات الحوثة المسلحة وانتهاكاتها المستمرة على مدار الساعة، لكن أن يشتكي الناس مجرد شكوى فهذا سيؤثر سلبا على القيم الاجتماعية والتقاليد الحميدة!!

ليس حراما ولا عيبا أن يعمد مسلحو الحوثة إلى الطبيب العدني "وضاح الهتاري" فيقتلوه داخل الصيدلية التي يعمل فيها، ولا لشيء إلا لأن منظره لم يرق لهم ولم يكن يجاري موضتهم، وإنما الحرام والعيب على الصحفيين والناشطين وأبناء عدن وعامة الناس الذين تناقلوا صورته!!

ليس عيبا على مليشيات الحوثة أن يحبسوا الريمي لأنه كان يمشي في مدينة صعدة بمعوز بدون كلسون، وإنما العيب على الناشطَين "عبدالرشيد الفقيه" و"رضية المتوكل" لأنهم نشروا الخبر!!

ليس عيبا ولا حراما أن يقوم مسلحو الحوثي في عمران بإطلاق النار على "حسين الأبرقي" لأنه –كما قالوا- كبسهم بدخان سيارته أثناء مروره بجوارهم وهم يتناولون الصبوح، والعيب والحرام على من نشر الخبر في وسائل الإعلام!!

ليس حراما ولا عيبا أن تتعرض مليشيات الحوثة في الحرم الجامعي المقدس للطالبة "هبة الذبحاني" ويهددوها بنزع سروالها، وإنما العيب عليها هي عندما تشتكي، ولم يتبق إلا أن يسجنوها لأن شكواها تهدد القيم الاجتماعية والتقاليد الحميدة!!

ليس عيبا على مليشيات الحوثة أن يختطفوا الأستاذ الجامعي للعلوم السياسية "شادي خصروف "، والعيب كل العيب على والده لأنه نشر احتجاجه على صفحته بالفيس بوك!!

ليس حراما ولا عيبا أن يهجم الحوثة إلى بيت "فاكر الشهاري" في إب ويقتلوه في غرفة نومه وأمام أمه وأخته، والحرام والعيب على الذي صوّره مقتولا على سريره وغارقا بدمائه بين أهله!!

ليس حراما ولا عيبا أن يقوم الحوثة بقتل الطفل "أسامة بدير" الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حين التقوا به بالصدفة وهو متجه إلى بيته، والحرام والعيب والقبح والدناءة كلها في "عامر السعيدي" لأنه رثاه بقصيدة!!

من الحكمة أن ينتهك الحوثة حرمات الناس بدون أي سند قانوني، ولا قانون يجيز ذلك أصلا، وليس من الحكمة بالمقابل أن يطالب الناس برد اعتبارهم بغير الطرق القانونية، فهذا عيب ويؤثر على القيم الاجتماعية والتقاليد الحميدة، وتجاوزُ الطرق القانونية الذي يصرح به "علي العماد" هنا هو استعانة المتضررين بوسائل الإعلام، ولا نعرف -يا رجل القانون العائد للتو من أمريكا- متى صار الحديث للإعلام تجاوزا للطرق القانونية!؟

لقد فاق سخط المجتمع عليكم في ثلاثة أشهر ما تراكم من سخطهم على نظام صالح في ثلاثة عقود، والأطراف الخارجية التي تسوق لكم الوعود المشجعة على استخدام القوة وبهذه الطريقة البشعة والشنيعة –فضلا عن أنكم لستم سلطة شرعية يُجوّز لها استخدام الحد الأدنى من القوة- هي ذاتها الأطراف التي كانت تسوق ذات الوعود لنظام صالح ثم كان مَثَلُها ومَثَلُه (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك)!!

يَثبُت كل يوم أن "علي البخيتي" هو الشخص الذي لم تعرفوا قيمته، ولا وجه لمقارنة أحدكم به من المتحدثين والمتثاقفين والمتفلسفين، وعندما يخطئ أو يسقط إلى مستوى البقية فلأنكم أكثرتم وأسرفتم في الواقع، أما أنتم فالخلاصة أن "الجنان يشتي بَصَر"، وجنونكم مسعور بلا سمع ولا بصر، ولا مجال لنقول هذا حداثي وهذا تقليدي، ولا هذا ذكي وهذا غبي، فكلا الأخوين ضراط ولكنّ عزّ الدين -مع احترامي للتقاليد الحميدة- أضرط من أخيه!!

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "