الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٦ مساءً

كشر ،،، عيد ساخن

عامر السعيدي
الاثنين ، ١٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كل الناس ..الأطفال والنساء .. الصغار والكبار ..كانوا يتمنون العيد أن يأتي كالعاده ،،عيد مطرز بالألعاب الناريه والزوامل الشعبيه وجذوات النيران المتوهجه على أسطح البيوت وقمم الجبال... عيد مفعم النهار بالحب والسلام والأفراح والزغاريد...

لـــــــــــكن !! هذه المره كان العيد من نوع آخر..عيد ملتهب الليل بالرصاص ، ومبلل النهار بالدم والدموع...

أصوات الموت تملأ الأرض والسماء ..وصمت الرعب والحزن والمعاناة يدمدم بالأرواح والقلوب .

قبل أن أغادر ساحة التغيير لقضاء أيام العيد مع الأهل والأحباب ..كنت أعلم أن قريتي محاصرة بالموت ومملؤه بالقلق ..يخيم عليها الظلام والصمت لا تستطيع أن تشعل حتى شمعه..زخات الرصاص تستهدف كل شئ في حرب لا أستطيع أن أجزم أنها قبليه أو سياسيه لاختلاط قضايا الثأر المتجذره مع الصراعات السياسيه القائمه ..(بني سعيد)إحدى كبريات قبائل حجور والتي تعتبر الركيزه الأساسيه للمعارضه بمديرية كشر ، تدخل شهرها الثالث في حربها مع قبيلة (بني عمر )والتي لا تقل أهمية عن سابقتها والتي تمثل أيضا ثقل التأييد لسلطة المؤتمر بالمديريه..الحرب بين القبيلتين أسفرت حتى الآن عن سقوط خمسه 5 قتلى بينهم امرأتين2 وعشرات الجرحى من الطرفين...لــــــــــــــــــــكن !! ليست هنا المشكله رغم تعقيدها وتأثيرها على حياة المواطن...



الإرهــــــــــــــــــــاب الحــــــوثي على الخطــــــــ....

منذ اندلاع ثورة الشباب السلميه حاول الحوثي عبر عصابته أن يتوسع ميدانيا في أكثر من مديريه بمحافظة حـــــــــــــــــجــه مستخدما أبشع الأساليب لإرهاب المواطن ، وقد نجح في السيطره بدون قتال على عدة مناطق كلاشرف والمحابشه والشاهل وقفل شمر وغيرها ..لكن ظل الحوثي مستمرا بإصرار للوصول إلى قبائل حجور المعروفه بشراستها والتي لعبت دورا بارزا في الحروب السته على الحوثي ووقفت كغيرها من قبائل اليمن إلى جانب الجيش حتى آخر لحظه وقدخسرت المئات من أبنائها بين قتيل وجريح ...لكن كيف أستطاع الحوثي الوصول إليها واختراقها؟؟؟ أكيد ليس بقوة الحديد والنار ..كان الدخول إليها بهكذا طريقه يبدو بنظر الحوثي مستحيلا...لكنه استغل الحرب بين الداخليه بين القبايل نفسها في ظل الانفلات الأمني وغياب الدوله وضعفها وبهذا استطاع الدخول كبديل للدوله من أجل إيقاف الحرب بين قبائل وشحه حسب زعمه ..وقد جاء بعدته وعتاده وسيطر على المواقع القتاليه للطرفين وهدد بمقاتلة الطرف الذي لا يستجيب بصفته فئه باغيه..لكن بعد إيقاف الحرب رفض الخروج وبقي بكل المواقع التي سيطر عليها وبدأ منها التوسع باتجاه مديرية كشر حتى انتهى إلى منطقة عاهم في إطار كشر وقام بإخلاء مدرسه يبجوار مركز عاهم الأمني والذي يقع على خط حرض صعده ومن هنا انطلق في بعض أجزاء المديريه بالتحالف مع بعض المشائخ الموالين للنظام.

لكن بعض شباب المنطقه المناهضين للتمدد الحوثي قاموا بالتمركز في دار القرآن بعاهم والذي أطلق عليه أنصار الحوثي أسم البيت الأبيض ..وهكذا بدأت الأحتكاكات تتزايد يوما بعد يوم حتى وصلت إلى المواجهه المسلحه بعد أن شن الحوثي هجوما على الدار بقذائف الهاون والآر بي جي كما شن هجوما آخر على جبل (وَكَل)الذي يتمركز فيه أيضا الشباب وقد استطاع الحوثي بالفعل السيطره على الجبل ...هذا وقد خلفت تلك المواجهات عشرات القتلى والجرحى ...



لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــن!!!! كيف وصل الحوثي إلى قريتي ؟ ولماذا؟؟!!

وما الذي حدث ويحدث حتى الآن ؟؟؟

ولماذا أرعب الأطفال والنساء وروع الآمنيين في حرب بلا أسباب؟؟؟
هــــــــــــــــــــــــــــــــذا ما سنعرف تفاصيله في الجزء الثاني من هوضوعنا غدا ..إنتظرونا ..

أخـــــــــــــــــــــــــيرا... بقي رجاء ونداء لكل صاحب ضمير يحترم الإنسان ويهتم بحقوقه وخصوصا منظمات المجتمعالمدني المحليه والدوليه وكذلك الصحفيين والحقوقيين أتمنى من الجميع متابعة الحدث وتغطيته ..بحق كرامة الانسان وبحق أخلاقيات المهنه التي احترفتا أقلامكم ...


الــــرعــــــــــــــــــــــــــــــــب يسطر على قلوب الأطفال والنساء ...

المعاناة تخنق الناس في ظل ظروف إنسانيه سيئه...

الموت بالمرصاد للأبرياء في ديارهم...

......................يتبع الجزء الثاني من مأساه أعمت عدسات التلفزه وأصمت آذان السياسيين وأخرصت ألسنة الصحفيين وكأنها تحدث خارج مدار الكره الأرضيه>>>>>>>>>>