الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

سقوط تحالف القبيلة والدولة وانهيارهما معا (2-4)

منى صفوان
الاربعاء ، ٢١ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٢٢ مساءً
كانت القبيلة عادة تمثل حضنا اجتماعيا للقاعدة، على مدى سنوات، كانت هي الدرع الاقوى، لكن مامن احد كان يملك الحق بالقول ان القبيلة اليمنية ارهابية، لانها لم تكن كذلك.

كانت فقط غطاء اجتماعيا، يعمل في احيان كثيرة على تقنين نشاط العصابات المسلحة الخارجة عن قانون الدولة، لكنها تنصاع لعرف القبيلة مقابل حماية القبيلة، وفي احيان كثيرة استخدمتها القبيلة ضد الدولة.

فلم يكن بمقدور القاعدة قبل سنوات تجاوز العرف والقبيلة، وكانت تنصاع لثقافة السلاح في اليمن، لتبدو حرب القاعدة مضبوطة ومركزة الأهداف.
غير ان نشاط القاعدة في السنوات الاخيرة ، خرج عن سيطرة القبيلة، مع اضعاف القبيلة، خاصة بعد العام 2011، وهو العام الذي أعلنت فيه اول إمارة إسلامية في اليمن للقاعدة، بما يعني زيادة نفوذها وقوتها وخروجها عن سيطرة القبيلة.

ومنذاك فرخت جماعات إسلامية - مسلحة كثيرة، واعلنت تنظيمات شتى، غيرت من قواعد القتال، فبدت اكثر عنفا وأشد بشاعة.

ومع تفرد الاحداث الاخيرة سبتمبر2014 باستهداف رأس القبيلة اليمنية " اكبر القبائل حاشد" من قبل جماعة مسلحة اخرى هي الحوثيين، الخارجين عن سيطرة الدولة وعرف القبيلة معا.

استخدام الحوثيون صغار القبائل الحاقدة عليها، او أعضاء من هذه القبيلة نفسها عانوا الظلم والاضطهاد، للحرب على القبيلة، لذلك فان سقوط القبيلة في اليمن، كان يمثل انهيار العقل المسلح المسيطر، والمنظومة القتالية، وضعف القبيلة عكس نفسه لاحقا على قواعد الاشتباك، اضافة الى انهيار المؤسسة العسكرية في الوقت عينه.

فاجتثاث القبيلة، وانهيار المؤسسة العسكرية، جعل الوضع المسلح في اليمن عار ومكشوف امام صعود لقوى مسلحة جديدة " الحوثيين" لاتنصاع للعرف ولا تعترف بالقانون، وهو امر يستدعي رد الفعل او المقاومة المسلحة كذلك.

ولهذا بعد اجتثاث القبيلة وإنهيار الجيش، كانت القاعدة هي الحضن الاجتماعي لهذه المقاومة، بما يعني قلب قواعد اللعبة ، بعد ان كان العكس هو الحاصل "اي القبيلة كحاضن اجتماعي أقوى تأثيرا" ، ففرضت القاعدة قواعد الاشتباك بطريقتها، وشكلت الممثل الوحيد لاي مقاومة شعبية- قبلية - مسلحة ضد الحوثيين.
فالمشكل الحقيقي في التوسع الحوثي، والاستفراد بالقوة ، هو ذلك الاستفزاز و رد الفعل الذي تثيره في تلك المناطق، ومع غياب الغطاء الاجتماعي "القبيلة القوية" والحاضن العسكري " الجيش" تبرز جماعة مسلحة كالقاعدة، أوجدت لها كيانا مستقلا، واعلنت نفسها دولة في بعض مناطق اليمن، تبرز كطرف مقابل في المعادلة.

وهذا يشبه تماماً للحالة التي نشاء منها داعش في العراق" بعد اجتثاث البعث بالقوة، واضعاف الجيش وتغيير تركيبه ليشكل غالبه من الشيعة" عمل هذا على تكون رد فعل ومقاومة شعبية، استغلتها قوة مسلحة واعلنت نفسها دولة بديلة في العراق، تحتوي كل فصول المقاومة وعرفت لاحقا بدوله العراق و الشام " داعش".
فهل اصبح اليمن مؤهلا لقيام دولة للقاعدة مقابلة لدولة الحوثيين في صعده، مع بروز دول الجماعات المسلحة في الأطراف، بعد انهيار الدولة المركزية
هل اليمن الان على مع موعد إعلان داعش في اليمن رسميا..!
يتبع ..

من صفحتها على " الفيس بوك "