الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٢ صباحاً

الثورة قادمة فلا تحتفلوا كثيراً بالانقلاب

علي البخيتي
السبت ، ٠٧ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٥ صباحاً
أرى الثورة قادمة على السلطة الجديدة وفقاً للسيناريو أدنى هذا، وأنا هنا أكشف للانقلابيين خُطتنا، وأخطائهم وتجاوزاتهم التي ستقنع الكثيرين للإنضمام لنا كمعارضة للانقلاب، وأتحداهم -وأتمنى ذلك- أن يتجنبوا تلك الأخطاء:
1- سيناريو متوقع خلال الأيام القادمة:-
لا تراهنوا كثيراً على صمود محافظة تعز فمصالح نخبها السياسية ووجاهاتها الاجتماعية وتجارها ومستثمريها ستدفعهم للاعتراف بالانقلاب - ضداً على رغبة الغالبية العظمى من مواطني المحافظة- والتراجع عن الشعارات التي رفعوها خلال الفترة الماضية، وسيكونون أكثر تطبيلاً وتمجيداً للانقلاب من أقرانهم في صنعاء.
-سيدخل أغلب أعضاء مجلس النواب الى المجلس الوطني طمعاً في استمرار مكانتهم وحظهم من السلطة.
-ستسارع اغلب القيادات في أجهزة الدولة المدنية والأمنية والعسكرية في المحافظات الشمالية -عدى محافظة مأرب- للإعلان عن اعترافهم بالسلطة الجديدة وسيتعاونون معها.
-ستعلن أغلب القوى السياسية مواقف مراوغة وغير واضحة وستنتظر ما ستسفر عنه الاحداث والتقلبات اضافة الى انتظار الموقف الدولي والاقليمي.
-الموقف الدولي لن يكون مُديناً للانقلاب بشكل حاد ما لم يجد أطرافاً محلية قوية ولها شعبية على الأرض تعلن رفضها له.
-سيتصدى للمعارضة تيار من الكتاب والمثقفين والشخصيات الوطنية المخلصة الغير متخمة بالفساد وتشوهات السلطة.
-الجنوب سيبقى رافضاً للانقلاب ولن يتم الاعتراف بشرعيته في أي محافظة، مع أن بعض الشخصيات الجنوبية ستنظم لسلطة الانقلاب مثلهم مثل الكثير من الشخصيات الشمالية لكن ستبقى الغالبية العظمى من أبناء الجنوب رافضة للانقلاب، وقد تكون غير معنية به على اعتباره قضية شمالية.
- سيضغط المركز على الأطراف مستخدماً الخزينة العامة والمرتبات بهدف اعتراف الاطراف ولو بشكل غير علني بالانقلابيين كسلطة أمر واقع جديدة.
2- سيناريو متوسط وبعيد المدى:
-ستتكاثر أخطاء الانقلابيين وسيتكاثر فسادهم وظلمهم وقمعهم للآخرين.
-سيتم تضييق الحريات العامة والشخصية والسياسية بالتدريج وستخضع أغلب قيادات أحزاب المعارضة وتهادن بما فيها الأحزاب الكبيرة والعريقة، مع أن قواعد تلك الأحزاب سيكون لها موقفاُ مغاير لمواقف قيادتها.
- سيشعر كل من اشترك مع الانقلابيين في السلطة -من خارج دائرتهم التنظيمية العقدية- أنه مجرد "أرجوز" أو "دمية" وأن طفل صغير يتبع الجناح الأمني للحوثيين سيكون صاحب القرار في مقر عمله.
- سيكون هناك فشل اقتصادي وارتفاع في أسعار العملة وبالتالي الأسعار بشكل عام.
- سيكون هناك فشل ذريع وتخبط وارتجالية في إدارة الدولة ومؤسساتها.
- سيكتشف الكثيرين أن التعيينات لم تستوعبهم وأنها اقتصرت بغالبها على المقربين والأحباب والأنساب والأكثر تطبيلاً وتمجيداً للصرخة، وعندما لا يجدون لهم موقعاً سيعيدون تموضعهم.
-ستقتصر المواقع الحساسة والمهمة والشؤون المالية على أصحاب الثقة من العقائديين أو الأنساب والأصهار وعيال العم ورابطة الدم حتى ولو كانوا علمانيين.
- سيستمر الفساد وسيتغول أكثر لكن سيكون مُتدارياً أكثر وستقلل فعالية الأجهزة الرقابية والموانع القانونية حتى يتم تمرير الفساد دون إدانات واضحة.
- سينظم الكثيرين لمعارضة الانقلاب فور يأسهم من الشعارات التي رفعها، ويأسهم من استيعابهم في السلطة الجديدة، وبسبب الممارسات والأخطاء المتوقع ارتكابها.
- سيزداد المتذمرون من السلطة الجديدة لمختلف الأسباب وستنطلق الحركة الاحتجاجية والمظاهرات المنظمة وسيبدأ سيناريو الثورة، وستنظم الأحزاب عند ذلك وتشارك في الثورة، وسنقول حينها "أهلاً بالجميع"، لكن ليس على قاعدة "حيا بهم حيا بهم"، إنما على قاعدة تأسيس دولة المواطنة المتساوية، الدولة العادلة التي تكفل حقوق جميع المواطنين بما فيهم الخصوم السياسيين.

* من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك