الرئيس التركي يتقدم بمبادرة لحل الأزمة المصرية

قد يعجبك أيضا :

�ل تدخل لحلحلة الأزمة المصرية التي اعقبت انقلاب الجيش المصري وعزله الرئيس محمد مرسي ، قدم الرئيس التركي "عبد الله غل"، مقترحات رئيسية لنزع فتيل الخلاف والعودة إلى المسار الديمقراطي الانتخابي بمشاركة كل قوى السياسية .

مبادرة «جول» التي تقدم بها ونشرتها صحيفة «الفايننشيال تايمز»، البريطانية، اقترح فيها اربعة مقترحات للتعامل مع الأزمة في مصر.

وجاء على رأس تلك المقترحات سرعة العودة إلى الديمقراطية عن طريق عملية انتقالية تشمل الجميع، كما أكد «جول» على ضرورة أن يسمح لجميع التيارات السياسية بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وأن يتم إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، ورفقائه السياسيين، وأن يحرص الجميع على ألا تراق مزيد من الدماء.

وعبّر «جول» عن اعتقاده بأن مستقبل الشعب المصري يتمثل في نظام ديمقراطي، يعبر عن إرادة الشعب الحرة، وتحكمه المشروعية الدستورية، ويضمن الحقوق والحريات.

وجدد «جول» وهو أول رئيس زار مصر بعد الثورة، دعم تركيا لكفاح الشعب المصري من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة، مشيراً أن « مصر كانت دائما رائدة التقدم في المنطقة وخارجها، وعليه فإن ما تمر به من نجاح أو إخفاقات أو تغيرات يشعر به الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل والعالم الإسلامي بأكمله، و مصر تمر بفترة حساسة، لن تحدد مستقبلها فحسب، وإنما كذلك مستقبل الديمقراطيات الشابة، التي ظهرت بعد الربيع العربي».

وقال جول - في سياق مقال رأي أوردته صحيفة «الفايننشيال تايمز»، البريطانية اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني «إن مصر وشعبها أصحاب إرث من الحضارات العظيمة والريادة في العالم العربي ، وأنهم قادوا غيرهم من خلال إعطاء القدوة ، مشيرا إلى أن الإنجازات والإخفاقات وتغيرات المسار التي شهدتها مصر شعر بها العالم الإسلامي كله وليس الشرق الأوسط فقط».

وأضاف جول أن تركيا قدمت الدعم إلى الشعب المصري عقب ثورة 25 يناير في ضوء سعيه للحرية والديمقراطية والكرامة ، لافتا إلى أنه أول رئيس دولة يزور مصر عقب ذلك التغيير الكبير، وأنه منذ ذلك الوقت لم تدخر بلاده جهدا للمساعدة في تعزيز الديمقراطية الناشئة في البلاد ، والتأكد من أن النظام السياسي في مصر يحتضن جميع شرائح المجتمع.

واعتبر الرئيس التركي أن الانقسام، الذي يعاني منه الشعب المصري حاليا، «أمر يبعث على القلق الشديد، ولا يمكن استمراره»، مؤكدا أن ما تحتاجه مصر الآن ليس شعبا منقسما على ذاته، وإنما شعب مجتمع حول مستقبله، داعيا إلى توحد الشعب المصري في المستقبل من أجل التغلب على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعترضهم ، موضحا أن مستقبل مصر يكمن في تطبيق ديمقراطية تسود فيها الإرادة الحرة للشعب المصري ، وتتعزز الشرعية الدستورية ، وحيث تضمن الحقوق والحريات ، مشددا على أنه لا يوجد حل آخر لتحقيق الاستقرار.

وأوضح جول أنه شجع القيادة السياسية في مصر، سواء القادة العسكريين أو المجتمع المدني على استغلال تلك الفترة التاريخية للعمل سويا لصالح بلادهم ، لافتا إلى أنه طالب بالاعتدال وضبط النفس والصبر والمثابرة والشمولية ، وقال إن مصر تمر بعملية دقيقة من شأنها أن تحدد مصائر الديمقراطيات الفتية التي أعقبت الربيع العربي ، مشيرا إلى أن كل خطوة سيتم اتخاذها سواء نحو المصالحة أو مزيد من الانقسام ، ستؤثر على المسار المستقبلي في مصر والمنطقة ، موضحا أنه يجب على جميع الأطراف داخل مصر وخارجها اتخاذ خطوات بناءة واضحة المعالم .

وألمح جول إلى أن الخطوات التي يجب اتخاذها لوضع الديمقراطية في مسارها الصحيح هي العودة السريعة للديمقراطية من خلال عملية انتقالية شاملة ، ومشاركة جميع الأطياف السياسية في الانتخابات المقبلة ، والتحلي بضبط النفس لتفادي المزيد من الخسائر.

ولفت جول أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتعزيز العلاقات مع مصر في ضوء العلاقات الثقافية القوية التي تجمع البلدين ، ولمساعدة المصريين على الحفاظ على بلدهم في مسار ديمقراطي، مشيرا إلى أن الشعب المصري يستحق مستقبل أكثر إشراقا .

واختتم الرئيس التركي مقاله بالقول: «هيا نعمل معا من أجل مستقبل باهر لهذا الشعب العظيم، القيم جدا بالنسبة لنا» .

الخبر التالي : يمن نت تتيح تسديد الأنترنت عبر كروت الدفع المسبق و «يمن برس» ينشر التفاصيل والأسعار