الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٦ مساءً
الأيادي العاملة في عدن.. مأساة تتفاقم ومعاناة لا تنتهي
مقترحات من

استمرار الرّكض وراء لقمة هاربة لا تنتظر

الأيادي العاملة في عدن.. مأساة تتفاقم ومعاناة لا تنتهي

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�ر إلى نار .. هكذا يبدو الحال بالنسبة للعمالة اليمنية ، في مشهد يتكرر يومياً خلال بحثهم عن لقمة العيش لأطفالهم، وذلك بسبب سوء الأحوال المعيشية وضيق فرص العمل التي يحصلون عليها، رغم غُربتهم عن عائلتهم.

في ذاك الصباح وتلك الأجواء مررنا بأحد شوارع عدن الكائن في مديرية الشيخ عثمان خطف ناظرنا مشهدٌ ارتسم في جبينه معاناة جمع هائل من الرجال, منهم الشباب والبعض قد وصل الى مرحلة الشيخوخة, استوقفنا ذلك المشهد وقتاً من الزمن, نظرنا إليهم بعين الشفقة والرحمة.

اجتهدنا الكتابة, نقلنا القضية من واقع ميداني وهي واقع عُمّال الشوارع في عدن, فوقوف مجموعة من العمال تحت أشعة الشمس الحارقة تلفُّهم الأتربة من كل الجهات وتهز أجسادهم الرياح العاصفة هم ممّن يعيشون الغربة في وطنهم, هكذا كُتِب عليهم صفحة الحياة خارج مساكنهم بحثاً عن لقمة العيش الحلال لهم ولأسرهم, فالعقبات والظروف التي يعشونها تنغّص عليهم الحياة وتحرمهم من التمتع بمظاهرها.

 وقبل الولوج والكتابة عن واقعهم الأليم لابد من أن نوضح حالهم فهم يعيشون بلا مأوى ويقضون ساعات طويلة, يومهم كله في الشوارع يومياً في أعمال مختلفة.

الفقر لولاه لم يكن هذا ليحدث, لو وجد الإنسان فرصَ عمل تحفظ حياته وكرامته ويؤمّن مستقبل أطفاله ، فقد تحدثنا وتحدث عشرات الكُتاب في مثل هكذا مواضيع إنسانية لكن الجهات المسؤولة في صمت مريب.

في عدن نجد شباباً ورجالاً متقدمين في السن بلا مأوى ، بلا جدران تحتويهم ، تخذوا بعض الأشجار الظليلة هنا وهناك أسقُفَ ساترة لهم كنوع من أنواع الحماية ، لأن الإنسان بطبيعته يبحث عن مأوى يحميه من قسوة الطبيعة.

و تأتي هنا علامة استفهام ، ما هو مصير هؤلاء العاطلين الهاربين من واقعهم المؤلم إلى واقع أشد ألماً يمحو كل حقوقهم ؟

العمّال في عدن الذين التقتهم "أخبار اليوم" تحدثّوا لها عن رحلة البحث الشاقة والتي بدأت منذ وقت وما زالت إلى الآن وهذا حديثهم:

أسموه سوق البطالة!
نحن في سوق البطالة هكذا بدأ حديثه غيلان عبده قائد (43 عاماً) من الحجرية/ تعز, يعمل في البناء يقول عن طبيعة عمله: أعمل في مجال البناء أستيقظ كل يوم مبكراً في محاولة مني للتغلب على النوم مندفعاً إلى الشارع أبحث عن عمل هنا في سوق حراج العمال وفي هذه الأيام ما يخارج أجرة اليوم الواحد لا تكفي بأن تأكلها أنت أو تعول بها أسرتك أو أن تسكن بها, مبلغ قليل جداً، لكنني مع الوقت تعوّدت على هذا الوضع.

وعن أصحاب العمل قائلاً :" معاملة أعمامنا ممّن نشتغل لهم العمل ليست سيئة ولكن لا تخلو من القسوة في الوقت الذي يجدون فيه تقاعساً منا" ومهما كانت القسوة فهي لا تساوي شيئا أمام أن تصبح بدون عمل, كل يوم نقوم وقت صلاة الفجر ويأتي بعض المقاولين أو ممّن يحتاجون الى عُمال ولكنهم قِلّة قليلة, فنحن يوم نشتغل ويومين لا, فالذي سيأتي ليشغّلنا فكم عساه أن يأخذ منا, الشوارع مليئة في العمال والبعض يستغل الوضع ويعطينا أقل من إيجار اليوم الذي نشتغله كالعادة؛ لأننا نلتم عليه كالجراد إذا أتى واحد ولذلك يعرض علينا سعراً قليلا والذي يعول أسرة فليس لديه سوى أن يقبل بالسعر الذي عرض عليه.

نحن صحافة
لم تكتمل معاناة غيلان إلا وانطلق الآخر نحونا عندما سمع كلمة "نحن صحافة" وكأننا سننقذهم من هذا الجحيم والمعاناة التي يمرون بها, أتى يتوسل إلينا لننقل ولنكتب اسمه ومعاناته بزعمهِ أن وضعه سيتحسن يوم غد ولا يعلم ألاّ حياة لمن تنادي, هنا تبدأ حكاية المواطن عبد الرزاق طربوش فاضل من المكاسرة/ تعز, بدأ بسرد معاناته وهمومه : أعمل في أي مهنة’ الأهم عندي هو أن ألاقي عملا بدلا من الجلوس هنا وعائلتي تنتظر اتصال مني أن أحوّل لهم بفلوس ولا يعلمون أني لا أمتلك ما يسد رمقي, لكني لا أُبدي لهم معاناتي.

يُردف بقولة : عندي زوجتي مريضة تعاني من انزلاق في العمود الفقري ولدي سبعة أولاد وكلهم يدرسون ويتطلب مني توفير مستلزماتهم وياليتني كنت بعافية أنا فساقي اليمنى معاقة وبصري أيضاً ضعيف ولكن الحمد الله على كل حال.

ويبدي طربوش امتعاضة من عمله قائلاً:أصبحت بيوتنا الأشجار والأرصفة وأفرشتنا الكراتين ووسائدنا الحجارة ولحافنا السماء عاطلين بدون عمل لا نعرف أي مثوى سنصير اليه, وذاك الهم من جهة يداهم أجفاني لا يتركني للنوم وقرصات البعوض أيضاً وللبرد حكايته وفي النهار ,أما أن نحصل على العمل أحياناً جيد وأحياناً أكون في ضائقة من أمري, فالربح يرتفع مرة وينقص في مرات عديدة وأحياناً أفقد ما جمعته في لمح البصر.

الفقر أكبر الدوافع
يقول أحد الشباب صادق الشظمي من محافظة ذمار: الفقر أكبر الدوافع التي جعلتني أُقدم مع مجموعة قاصداً العمل، ويتابع بتفاؤل حذر قائلاً: " الواقع يفرض علينا أن ننغمس في حياتنا ونتقبّل كل شيء.

ويضيف: الحراج موضع مكاني بعد أن حملت شهادتي البكالوريوس وهذا الواقع يحكي والمشهد واضح محاط بأكبر عدد من الناس الباحثين عن عمل في محاولة منهم للهرب من الفقر والبطالة لقد وجد مثل هؤلاء العمال أن الحراج قد بدا مكتظاً بالعمال الذين كثروا بشكل مروع بحيث صار مثل هذا الأمر يؤرق بعض العمال.

خمسة أيام مضت وأنا أزور هذا المكان كل صباح وانتظر إلى وقت طويل وأقف بين هذه الحشود الكبيرة وإذا وجدنا أنفسنا متعبين من الانتظار نلجأ إلى حماية رؤوسنا تحت ظل أي محل من حرارة الشمس أما إذا وجدنا عملاً فهو يوم "شاقي" على أيام الفرغة

ويضيف قد نعمل في الحراج يوماً أو يومين؛ لكننا نجلس بعد ذلك أسبوعاً والذي جمعناه نرجع نصرفه على باقي الأيام, أحياناً نصل إلى حد الفقر المدقع, فتنعدم عندنا مقومات الحياة والحركة نتيجة الجوع.

صرخة مغترب
مغترب عاد إلى بلده وجد سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية والامنية والاجتماعية في اليمن قال بأنها: دفعت عدداً من اليمنيين للاغتراب لطلب الرزق من أجل توفير متطلبات الحياة الأساسية

على هذا المنوال تابع حديثه : استغاثة وصرخة المغترب من يُنصفها من جور الكفيل وأنظمة الإقامة في السعودية أمام صدور عدد من التعديلات للقوانين والانظمة المنظّمة لعمل العمالة الوافدة الى المملكة العربية السعودية.

ويتابع :إصدار لوائح جديدة بشأن منح تأشيرات الدخول والخروج النهائي وفترات الإقامة وغيرها من الاجراءات التي تشمل زيادة الرسوم المالية وتطبيق عقوبات مجحفة ضد العمالة المخالفة وترحيلها وتنفيذ حملات تفتيش لتنفيذ ذلك, كان كفيلاً بجعل المغتربين اليمنيين يعيشون في تعاسة وحزن كبير لا يمكن وصفه

عمالة الأطفال
تواجه اليمن كغيرها من دول العالم الثالث تحدياً كبيراً يتمثل في تفشي ظاهرة عمالة الأطفال وانعكاساتها السلبية على الأسرة والمجتمع، حيث أن مشكلة عمالة الأطفال في اليمن ليست وليدة اللحظة, لأنها تجتر فصولاً من التقصير الرسمي والمجتمعي نتيجة ضعف الرؤية المستقبلية وعدم الحرص على معالجة المشكلة في بدايتها.

وقصة الأطفال هي قصة من نوع آخر إذ تكون ملامح حياة الأطفال مليئة بالكثير من البؤس وشقاء الحياة القاسية خصوصا في ظل العادات والتقاليد المتعارف عليها لدى المجتمع اليمني الذي تسيطر عليها القبيلة وثقافة السلاح في وقت غابت فيه سلطة الدولة وتدهورت الخدمات الأساسية المهمة في حياة المواطنين.

وفي الشوارع العامة تتجلى هذه الظاهرة بهول مأساتها، حيث يمكن مشاهدة كثير من الأطفال العاملين يجوبون الأسواق والشوارع التي ألفوها وألفتهم وهنا يصبح الطفل رب أسرة من طفولته يحمل هموم المعيشة كغيره من الكبار ولا شك بأن ظروف الحياة القاسية أجبرت كل الأطفال على العمل والبحث عن لقمة العيش لهم,

إذ أن ارتفاع معدلات النمو السكاني السريع وتزايد نسبة البطالة والأمية واتّساع رقعة الفقر تعد من الدوافع الأساسية لخروج الأطفال إلى سوق العمل، ولا شك بأن تدفُّق الأطفال المستمر يشكّل خطراً كبيراً على الطفولة والمجتمع ويُنذر بمستقبل مخيف.

*أخبار اليوم

الخبر التالي : تركيا تحجب تويتر

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من